فى مثل هذا اليوم ..الطلاب يحطمون شعلة ميلاد الملك فاروق

تقرر ان تقوم اﻻحتفاﻻت بعيد ميلاد الملك فاروق فى مثل هذا اليوم 11فبراير 1946..مثل ماتم فى العام الماضى ..كان اول الطقوس ان تضاء مصر كلها المدن والقرى باﻻضواء والمشاعل ..وان تحتفل كل منها بعيد الشعلة والتى يطلق جﻻلته شراراتها من قصر عابدين الى القلعة ومنها لباقى ارجاء القطر 

ثم يقف ليتسلم الشعلة اﻻولى القادمة من اﻻسكندرية يحملها ويتبادلها العداؤون جريا على اﻻقدام ..وتعلن بعدها اﻻفراح العامة وتموج البلاد وتزخر بالمهراجانات وتطوف اﻻستعراضات تحت اقواس النصر..وينال كل مواطن نصيبه من السعادة الغامرة حسب مايذكره محمد عودة فى كتابه "فاروق بداية ونهاية "عن دار الهﻻل القاهرة ..

 

غير ان الطلاب اداروا ظهورهم لكل النداءات التى طالبتهم باﻻحتفال بالمناسبة ..كما خاطبتهم السيده هدى هان شعراوى وطلبت منهم اﻻقﻻع عن المظاهرات..ككما اصدر النقراشى باشا بيانا بان يكون الهتاف فى هذا اليوم مقصورا على هذه المناسبة ..وان الهتافات اﻻخرى ﻻتنغع قضيتنا..ولم تسفر هذه النداءات عن شى ..فاﻻحتفال ياتى فى عز اﻻنتفاضة الطﻻبية ..التى انطلقت فى 9فبراير واسفرت عن 84 مصابا فيما عرف بمذبحة كوبرى عباس ..وتواصلت فى اليوم التالى ..

 

ونجح طلاب اﻻقاليم فى التصدى لحاملى الشعلة القادمين من اﻻسكندرية..ومنعهوها من الوصول الى القاهرة..وسارعت الحكومة وقد اذهلها الموقف ولم تحسب حسابه..فاضرت الى الدفع بموسيقى الجيش واليوليس الى الشوارع لتطوف الشوارع وتمﻻالفراغ فى ميدان عابدين ..التى نصبا فيه متصة كبيرة وصدحت الفرق الموسيقية فيه..

 

وجابت الميدان المظاهرات تهتف "نشكو الجوع نشكو الفقر نشكو العرى"واذا الحشد من المصريين يهتف "اين الكساء ياملك النساء"..الشعلة شعلة الثورة ..ﻻشعلة عيد الميلاد..حطموا المشاعل ..حطموا المشاعل..وتحول كل مواطن الى اعصار وانهالوا بكل ماوجدوه من حجارة واقتلعوا من اغصان الشجر..وحطموا الرايات..وانطلقت دفعة رشاش من قوة ثكنات القصر الملكى لتشتيت الجموع ..فساد ظلام دامس وهرج ومرج ..وانفعت الجماهير تهتف ضد الطعاة ..عمﻻء اﻻنجليز سارقى قوت الشعب...!!