بقلم: عادل جرجس
تثير زيارة رجب طيب اردوجان رئيس وزراء تركيا الى مصر العديد من التشابكات والتعقيدات التى تقفز منها الكثير من علامات الاستفهام والتى تحتاج منا الى وقفة امامها لمحاولة فك طلاسمها وايجاد أجابات شافية لها ، والراصد لتلك الزيارة بعين التحليل والفحص سوف يتوقف عند محطات كثيرة وهو بالفعل ما ذهب اليه الكثير من الباحثين والمحللين ولكن المحطة الاهم هى ردود أفعال جماعة الإخوان المسلمين من الزيارة والتى كعادتهم حاولوا سرقتها واعتلائها والركوب عليها لتتماشى مع مخططاتهم فى اعادة انتاج دولة الخلافة .فكان ترحيبهم واستقبالهم لأردوجان ومطالبتة بإعادة أقامة دولة الخلافة متخيلين ان هناك نارا مازالت مشتعلة تحت رماد دولة الخلافة التركية وتوهموا أنه يمكنهم النفخ فى تلك النار لتشتعل وتستعر ويتحقق حلمهم فى غزو العالم كلة ومحاربتة لبسط سيطرة تلك الخلافة على العالم كلة بالقوة ذلك الفكر المتأصل فى أدبياتهم بقوة (أن الإسلام لله هو الأصل العالمي الذي على البشرية كلها أن تفيء إليه ، أو أن تسالمه بجملتها فلا تقف لدعوته بأي حائل من نظام سياسي ، أو قوة مادية ، وأن تخلي بينه وبين كل فرد ، يختاره أو لا يختاره بمطلق إرادته ، ولكن لا يقاومه ولا يحاربه ! فإن فعل ذلك أحد كان على الإسلام أن يقاتله حتى يقتله أو حتى يعلن استسلامه ! ) " سيد قطب ـ معالم فى الطريق "
وبصرف النظر عن خيبة الامل التى لحقت بهم عندما دعا أردوجان المصريين الى العلمانية والتى عزا إليها كل تقدم وصلت إليه تركيا إلا اننى أجد نفسى مضطرا ومحاصرا بمقارنة موقف الاخوان وسعيهم الى الاستقواء التركى لتكوين حلف نازى جديد يسعى الى إحتلال العالم تحت مسمى الخلافة بموقفهم الرافض والصارخ ضد سعى بعض الاقباط لوجود حماية دولية لهم فى مصر.
فلقد هاج الاخوان وماجوا حينما طالب نشطاء من أقباط المهجر بعض القوى الدولية بالتدخل لوقف الإعتداءات المتكررة على الاقباط فى ظل وقوف القوى الوطنية المصرية والمجلس العسكرى الحاكم للبلاد مكتوفى الايدى لا يستطيعون ان يحركوا ساكنا لتحقيق ولو بعض الحماية للأقباط والذين هم جزء أصيل ومتأصل من هذا الوطن ، وقد ( وأكرر قد) يرى البعض ان هذا مطلبا عادلا فحينما تستباح الديار والدماء والاعراض والاموال بسبب الدين ولا يجد الضحايا فى وطنهم من يجيرهم فغريزة حب البقاء تدفع هؤلاء الضحايا بالاستنجاد بأى قوى يمكن لها ان توقف هذا الاضطهاد المجحف حتى لو كانت تلك القوى خارج البلاد فالاشكالية هنا ليست حقوق مدنية او مواطنية فكل هذا لا يهم فى سبيل البقاء على قيد الحياة فقط ، ومن هنا يبدو ( واكرر يبدو) الاحتماء بالتدخل الاجنبى مشروعا ومفهوما ، وهنا أستخدم الاخوان آلتهم الاعلامية فى تشوية الحقائق وقلب الحق باطل وذهبوا الى المحاكم مطالبيين بإسقاط الجنسية المصرية عن هؤلاء النشطاء بدعوى الخيانة وهو ما كان لهم مع أحد هؤلاء النشطاء ليلبسوا عباءة القومية ويركبوا جواد الوطنية .
فماذا إذن نسمى محاولات الاخوان الاستقواء بتركيا لتنفيذ مشروعهم النازى فى احتلال وغزو العالم .. فهل تركيا جزء من النسيج الوطنى ؟ أم ان أردوغان " شرب من نيلها ومشى فى شوارعها " ؟ أم ان ذلك النيل تنبع روافدة من أسطانبول ؟ تركيا فى النهاية دولة أجنبية فهى حتى ليست عربية أو أسلامية والتحالف معها لتنفيذ مخططات بعيدا عن يد الدولة هو تخابر مع دولة اجنبية وخيانة عظمى .. نعم لم يقدر لهذا المخطط ان يتنامى او يخرج الى النور ليس فضلا من الاخوان ولكن رفضا من أردوجان .. فهل يحق لنا إذن ان نطالب بسحب الجنسية المصرية منهم ؟