الأقباط متحدون - حزلئوم الرئيس– الجزء التاسع
أخر تحديث ١٠:٠٧ | الجمعة ١٦ سبتمبر ٢٠١١ | ٥ توت ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥١٨ السنة السادسة
إغلاق تصغير

حزلئوم الرئيس– الجزء التاسع

 الخليفة "أردوغان الأول"
بقلم: مايكل فارس
"أردوغان أردوغان.. تحية كبيرة من الإخوان"، و"مصر.. تركيا.. إيد واحدة"، و"مصر.. وتركيا.. عاوزنها خلافة إسلامية"..!!!

دي بقى هتافات الإخوان المسلمين اللي هتفوا بيها في استقبالهم لـ"رجب طيب أردوغان" عند استقباله في مطار "القاهرة". وللعلم، اللي هتفوا دول كانوا وفد رسمي من الإخوان المسلمين، أشرف عليهم مكتب الإرشاد نفسه (دي معلومة مش رأي)، يعني بالبلدي كده، الإخوان المسلمين مش عايزين بقى دولة مدنية بمرجعية إسلامية.. نوووووووووو.. دي اشتغالة لحد أما يمسكوا الحكم بس ويعلنوا خلافتهم المرتقبة. وللعلم، أبيه "صفوت حجازي" أعلن ده رسميًا، وطالب بإنشاء الخلافة الإسلامية في إحدى القنوات الإسلامية. وطبعًا بما إن حال البلد ما يسرش لا عدو ولا حبيب، فهما عايزين "خليفة مسلم" يوحّد الصف، ويلم الشمل، ويضم المسلميين تحت لوائه؛ للإنقضاض في اللحظة المناسبة على الأعداء الأشاوس (حلوة الأشاوس دي.. صح)..

وفكرة الخلافة الإسلامية لازالت تسيطر بأمجادها (العسكرية طبعًا) في العقل الباطن لــ (المتأسلم السياسي). وهؤلاء المتأسلمون- أمثال الإخوان المسلمين- وجدوا في مسلم ما يقبع على الأراضي الإسلامية، ذاك البطل الذي استطاع أن يهين اليهودي حفيد القردة والخنازير (على حد وصفهم) "شيمون بيريز" في مؤتمر "دافوس" يناير 2009. وقال له بالحرف: "واعلم هذا جيدًا، عندما نأتي للحديث عن القتل، أنتم تعرفون القتل جيدًا.. أنا أعلم جيدًا كيف قتلتم الأطفال على الشواطئ في غزة، في إسرائيل اثنان من رؤساء حكوماتكم قالوا لي: عندما ندخل إلى الأراضي الفلسطينية على ظهر دباباتنا نشعربسعادة غريبة"..

في الوقت اللي كل الحكومات العربية تشجب وتستنكر، وطبعًا المتأسلمين شافوا قوة "دولة الخلافة" (تركيا)، وردها على العدو اليهودي لما رفضت تعتذر عن قتل بعض الأتراك على سفينة "مرمر" التركية؛ فأعلنت طرد السفير الإسرائيلي، وألمحت لحرب عسكرية بقولها: إن سفنها التي ستمر في المياه الاقليمية ستكون محمية بقطع بحرية تركية.. يعني "خليكوا رجالة يا يهود واضربوا سفنا، وشوفوا هنعمل فيكم إيه).. طبعًا ده فكر إخواتنا، بشعار: "يا يهود يا يهود، جيش محمد سوف يعود".. واعتقدوا أن الجيش هيطلع من مقر الخلافة عند "آل عثمان" بقيادة طيب الذكر "أردوغان"، فأصبح "أردوغان وحكومته القوية التي تقف بالمرصاد ضد الصهاينة واليهود الذين سيظلوا ليوم الدين أعداء المسلمين، هو الخليفة المنتظر..

بس يا فرحة ما تمت، جه "أردوغان" لـ"مصر" وجابلهم شلل نصفي في الأفكار، وشلل رباعي في نظرتهم، وموت أكيد لنظرية الخلافة. وعمل حوار مع "العاشرة مساءًا"، وقال إن "تركيا" علماااااااااااااااانية، وقال كام جملة قضت على شعار "مصر وتركيا خلافة إسلامية"، لما قال: "الدستور التركي يعرف العلمانية بأنها تتعامل مع أفراد الشعب على مسافة متساوية من جميع الأديان، و"الدولة العلمانية لا تنشر اللادينية". وقال عن نفسه: "أنا لست علمانيًا بل مسلمًا ورئيس وزراء لدولة علمانية"، مؤكّدًا أنه لا تعارض بين الإسلام والعلمانية بمفهومها الحديث، وإن "العلمانية الحديثة لا تتعارض مع الدين بل تتعايش معه"، و"أقول للشعب المصري ألا يكون قلقًا من العلمانية"، و"المفهوم التركي للعلمانية تم وضعه في دستور 1982، ومعناه هو وقوف الدولة على مسافة متساوية من جميع الأديان".

وقال كمان: "على المسلم أن يعيش دينه بكل حرية، وكذلك المسيحي واليهودي وغيرهما، وأن تضمن الدولة هذا".

الكلام ده أصاب شيوخ السلفية بشلل فكري، والإخوان المسلمين بانفصام عقلي.. المتشددون السلفيون قالوا: "يالهوي! المسلم يعيش دينية بحرية، وكمان المسيحي واليهودي؟.. أمال هنقطع إيدين مين؟ ومين هيدفع الجزية علشان نحسن الاقتصاد الإسلامي؟!!

والإخوان المسلمون يا عيني فقدوا الأمل في إقامة خلافة إسلامية بقيادة "أردوغان الأول".. أعتقد أنها ممكن تقوم بقيادة الخليفة "برهامي الأول"، أو "حجازي الأول"، أو الخليفة "عبد المنعم الشحات"..


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter