الأقباط متحدون - بهدوء ومن غير اندفاع
  • ٠٤:٠٧
  • الخميس , ٧ فبراير ٢٠١٩
English version

بهدوء ومن غير اندفاع

ماجدة سيدهم

مساحة رأي

٠٣: ٠٦ م +02:00 EET

الخميس ٧ فبراير ٢٠١٩

صورة أرشفية_شباب من الأزهر
صورة أرشفية_شباب من الأزهر
كتب : ماجده سيدهم
شاهدت وقرأت مرات تفاصيل الفيديو المنتشر والذي يحمل مقطعا لبعض شباب من الأزهر يسخرون من صلاة الأقباط باللغة القبطية مما أثار استياء الكثير من الأقباط في مطالبة بالتعامل معهم إسوة بأطفال بني مزار بتهمة ازدراء الأديان . .وبكل صراحة رغم تشابه الحالتين في نية الضحك على سبيل الترفيه والتسلية والتي لاتشكل ازدراء على الإطلاق لكن أيضا ثمة فرق خطير بينهما ..
 
أولا ..هؤلاء الشباب أكبر سنا من أطفال بني مزار فيفترص أنهم أكثر وعيا ونضجا ..لكن الإحساس بالفراغ والخواء العقلي والوجداني شأن اغلب شباب المرحلة دفع بهم لعمل شيء ملفت للأنظار على سبيل قتل الوقت والضحك مش أكتر ..طقت الفكرة .. ولأنهم لم يسمعوا قبلا ولم يجدوا ما يخجل أو يعيب تعاليم المسيحية من تشوه أو تجاوز إنساني أو أخلاقي أو قبح أو خطر ما يهدد سلامتهم فلم يجدوا غير اللغة القبطية التى لايعرفونها و لايفهمونها وراحوا يضحكون فيما بينهم ..
 
* لغة الجسد تحمل قدرا كبيرا من عدم الثقة بالنفس والتفاعل الهزيل (ماهو مافيش حاجة تضحك ) فراحوا يضحكون وكأنهم بتنزعون الضحك بالعافية ..
:*أيضا ملامح الوجوه لاتحمل أية قسوة أو فظاظة فغالبا المشهد كان لمجرد الترفيه 
 
بينما الأمر يختلف تماما عن أطفال بني مزار اللي مثلوا مشهدا هزليا هو ايضا ترفيهيا غير أنه يشير إلى حقيقة مؤكدة أمام العالم كله لما تقوم به داعش( الذبح والتكبير ) وتمارسه داعش بقصد النية على الآخر المختلف دينيا .. مثل الأطفال المشهد على يقين أن داعش لا تمثل غير نفسها ...
 
وهنا كانت الكارثة أن الغالبية من الأحباء المسلمين اعتبر المشهد التمثيلي تطاولا على داعش وانتهاكا للمعتقد على اعتبار وحدة الأيمان ..وأما الكارثة الأكبر سجن اطفال بني مزار بتهمة الازدراء الدين الواحد ..
 
السؤال للاقباط .. هل ماقام به شباب الأزهر يزدري من معتقدكم وإيمانكم .. وماذا يضير أيمانكم إن قالوا شجر العرعر أو نخل البلح ..!
ماذا تتوقعون ..أن يزجوا بهم في السجون أم يسعون كي يخرجوهم خارج البلاد خشية عليهم منكم..! الامر لايستحق كل هذه الضجة ..
 
وعلي افتراض مساءلة هؤلاء الشباب ..غالبا لن تجدوا سوى أنهم فعلوا دون قصد الضرر. وهنا جل الخطورة أن هذا 
الفعل هو دلالة عن مدي تدني مستوى المجتمع أخلاقيا وثقافيا ومدى السطحية والتغييب والقهر والتفاهة ..
.لذا هؤلاء الشباب هم نتاج تربية مجتمع متخلف و متعصب مجتمع يزدري حتى نفسه بل ويحض على كراهية الآخر .. هؤلاء افراز ثقافة مجتمعية لاتعرف أحترام أي آخر ولا حتى احترام النفس فيجلبون لأنفسهم هوانا ..
 
الأزمة ياأحبائي الأقباط مجتمعية في المقام الأول وليس ثمة خطورة على المعتقد ..وعلى كافة أجهزة الدولة الالتفات بجدية لما آل إليه المجتمع من إنهيار وتدني لاينبء بمستقبل أفضل ..
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع