بقلم: هاني الجزيري
أعتقد أن إجراء الإنتخابات في موعدها المحدد فى شهر نوفمير، وبالتحديد في 12 من الشهر، سيتجه بنا إلى مرحلة جديدة من مراحل الفوضى التي تعيشها مصر. تصل إلى حد الاقتتال في الشوارع، أو حرب عصابات يمكن أن تمتد إلى شهور وربما إلى سنوات.
 
وهذا ربما يعزي إلى بعض الأسباب منها الانفلات الأمنى الرهيب الذي أصبح السمة الأساسية في مجتمعنا، وهذا الانفلات ليس السبب فيه فقط سلبية رجال الأمن، ولكن الاستهانة بالقانون من جهة الشعب، والتأكد من أن فرصة الهروب وعدم المساءلة أصبحت متاحة.
أيضاً انتشار السلاح في أيدي المواطنين العاديين، والرغبة في اقتناء السلاح، مع انخفاض أسعاره بشكل رهيب، نتيجة للكميات الكبيرة التي سرقت من أقسام الشرطة والسجون، وظهور الأسلحة التي كانت مختفية في حوزة الإرهابيين والجماعات الدينية المتطرفة والتنظيمات السرية، وتهريب السلاح من الحدود الجنوبية المتاخمة للسودان والحدود الغربية المتاخمة لليبيا ومن غزة في الحدود الشرقية، ولا ننسى أن الحدود الغربية قد سربت لنا أسلحة ومعدات ثقيلة يصعب على الأفراد العاديين استخدامها، ولكنها قد تستخدم من قبل التنظيمات المدربة على ذلك.
 
النقطة الثالثة هنا أن بعض التيارات الدينية تتصور أنها مسيطرة على الشارع السياسي في مصر، مما سيؤدي إلى مواجهة حتمية بين مرشحيها، ثم بينها وبين مرشحي الاتجاهات الأخرى، ولكنها لن تكون بالقوة المنتظرة لضعف تلك الاتجاهات وعدم وجود إمكانيات، هذا بجانب أن التيارات الدينية تعتير أنها صاحبة الشرعية في الشارع، وهي تميل إلى العنف بطبيعتها حسب فكرة أنها الأحق وهي الأصلح، وأنها تستوحي شرعيتها من الله. ولاتعترف بالقوى الأخرى.
رابعًا هروب معظم المسجلين خطر والقتلة والإرهابيين من السجون وإنتشارهم في ربوع البلاد، وبنظرة سريعة إلى ما كان يحدث في الانتخابات السابقة نعرف أن السيطرة كانت للمال والجاه والسطوة، والقبلية والعصبية والبلطجة، وكانت في كل مرة تجري فيها الانتخابات يسقط بعض القتلى ومئات المصابين رغم سطوة وقوة وسيطرة أجهزة الأمن وقتها.
 
والانتخابات بالقوائم النسبية لن تقلل من احتمالات المواجهة أو تفاديها. ولكن سوف يزيدها لأن القوائم تعتمد على التحالفات. وهذه التحالفات ستسبب مواجهات أشد، فبدلًا من أن يعمل الفصيل بمفرده سوف توحد كل جبهتين أو أكثر في قائمة واحدة، تقابلها عدة جهات أخرى في القائمة المقابلة.
بجانب أن اتساع الدوائر يساعد على سهولة هذه المواجهات، والزيادة في خطورتها، فبعد أن كانت المواجهة في عين شمس بين مرشحيها فقط، مثلًا نجد أن دائرة الزيتون بحجمها وخطورتها دخلت في المنافسة وانضمت لهم دائرة هادئة مثل مصر الجديدة.
 
وهكذا نجد أنفسنا وسط منافسين يقتتلون في الشوارع دون انضباط أو سيطرة أمنية، وبالتالى لا تحدثني عن المنافسة الشريفة أو الإشراف القضائي، ولا فرصة لمرشح ليبرالي أو يساري أو قبطي، فلقد تراجع الحزب الوطني ودخل الملعب مكانه السلفيين والجماعة الإسلامية، أما الفلول فسيحاكمها شيوخ الإسلام السياسي أثناء الحملة الانتخابية، والإعادة بين الإخوان والسلفيين، وانتظروا مجلس شعب إخواني سلفي. هذا إن تمت الانتخابات، لأن الأيام القادمة تحمل الكثير من المفاجآت.