الأقباط متحدون - فنزويلا وبدايات دخول الجيش في الصراع بين الرئيس والمعارضة
  • ١١:٤٨
  • الخميس , ٧ فبراير ٢٠١٩
English version

فنزويلا وبدايات دخول الجيش في الصراع بين الرئيس والمعارضة

٠٦: ١١ ص +02:00 EET

الخميس ٧ فبراير ٢٠١٩

الجيش الفنزويلي
الجيش الفنزويلي

 سليمان شفيق 

بدات ملامح تدخل الجيش الفنزويلي في الصراع القائم بين الرئيس نيكولاس مادورو، ورئيس البرلمان خوان غوايدو، وذلك بعد ان اتهمت المعارضة الفنزويلية الثلاثاء الجيش بقطع الطريق أمام وصول قافلة مساعدات إنسانية، حيث أفاد فرانكلين دوارتي، النائب من المعارضة من ولاية تاخيرا الحدودية فإن "جنودا من القوات المسلحة يمنعون المرور لشاحنة صهريج وحاوية بضائع كبيرة من عبور جسر تيينديتاس الذي يربط كوكوتا في كولومبيا بأورينا في فنزويلا.
 
وهكذا يبدو جليا للعيان انحياز الجيش مع الرئيس في حين ان البرلمان، المؤسسة الوحيدة التي تسيطر عليها المعارضة، مع فريق خوان غوايدو الذي اعترفت به 40 دولة "رئيسا انتقاليا"، حيث منعت القوات المسلحة استقبال مساعدات إنسانية من أدوية وغذاء مرسلة من الولايات المتحدة وكندا إلى كولومبيا المجاورة.
 
وكانت أوتاوا قد وعدت الاثنين الماضي بإرسال 53 مليون دولار كندي (35 مليون يورو) إلى الشعب الفنزويلي، تضاف إلى 20 مليون دولار أعلنت واشنطن إرسالها، وهي التي لا تستبعد تدخلا عسكريا ، الا ان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو رفض قبول المساعدات الدولية ووصفها بـ "الذريعة" لبدء تدخل عسكري تقوده الولايات المتحدة.
 
وقال مادورو المدعوم من روسيا والصين وتركيا وإيران بالقول "لن يدخل أحد إلى فنزويلا". مضيفا أنهم "يريدون إرسال شاحنتين صغيرتين فيها أربعة قدور، فنزويلا ليست بحاجة إلى صدقة، إذا أرادوا المساعدة، فليضعوا حدا للحصار والعقوبات"، مشددا على أنه لن يسمح بـ"إذلال" فنزويلا "باستعراض المساعدات الإنسانية".واضاف :" هذة ذريعة لبدء تدخل عسكري تقوده الولايات المتحدة لتدبير انقلاب ضد حكومتي"
لكن البرلمان، المؤسسة الوحيدة التي تسيطر عليها المعارضة،حذراليوم الخميس، الجيش الفنزويلي الذي يشكّل أكبر قاعدة لدعم مادورو، من تخطي "خط أحمر" بمنع وصول المساعدات.
 
ويقول غوايدو، الذي نصّب نفسه "رئيسا بالوكالة" في 23 يناير ما أشعل أزمة دولية أنّ ما يصل إلى 300 ألف شخص "يواجهون خطر الموت" في فنزويلا وبحاجة إلى مساعدة إنسانية.
 
وقال النائب المعارض ميغيل بيتزارو في رسالة إلى الجيش "أنتم تعلمون أنّ هناك خطا أحمر، أنتم تعلمون أن الأدوية والغذاء والمساعدات الطبية هي ذلك الخط".. واضاف فرانكلين دوارتي، النائب من المعارضة من ولاية تاخيرا الحدودية لوكالة فرانس برس إن "جنودا من القوات المسلحة يمنعون المرور"
 
وفي خطابه أمام الكونغرس حول حال الاتحاد أمس الاول الثلاثاء ، واصل الرئيس الأميركي ترامب الضغوط على الرئيس اليساري نيكولاس مادورو 53 سنة، قائلا "نقف مع الشعب الفنزويلي في سعيه النبيل الى الحرية"،وفي يوم الاثنين الماضي، حظي غوايدو باعتراف 19 دولة أوروبية، من بينها بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا، به رئيساً انتقالياً لفنزويلا، إثر رفض الرئيس مادورو إجراء انتخابات رئاسية وانتهاء مهلة اعطوه إياها من أجل ذلك في 3 فبراير، ويحاول غوايدو الإطاحة بمادورو وإقامة حكومة انتقالية وإجراء انتخابات رئاسية جديدة، وشكر غوايدو البالغ 35 عاما داعميه الاوروبيين "لدعمهم كل الفنزويليين في هذا الصراع الذي نخوضه لإنقاذ الديموقراطية والحرية والعدالة في بلادنا "
 
لكن روسيا الحليف الأبرز لمادورو دانت ما اسمته تدخلا في البلد الغني بالنفط، معتبرة أن ما يحدث محاولة للانقلاب علي الشرعية .
كما حظي مادورو بدعم من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي اتهم الاتحاد الاوروبي الثلاثاء بالسعي الى الإطاحة بالرئيس الاشتراكي على حساب الديموقراطية"، وقال إردوغان في إشارة الى الاتحاد الأوروبي "من جهة تتحدثون عن انتخابات وديموقراطية وبعد ذلك تسعون للإطاحة بحكومة عبر العنف والتحايل"، فيما تساءل متوجهاً إلى واشنطن على ما يبدو "هل فنزويلا إحدى ولاياتكم؟"
 
ولا يزال غوايدو يبحث عن وسيلة لإدخال المساعدات للبلاد خصوصا مع ولاء الجيش لمادورو، ووصلت قلة حيلة غوايدو الي اتهام الجيش بأنه يريد "سرقة" المساعدات حتى يقوم بتوزيعها باسم الحكومة ، وأوضحت الجمعية الوطنية أنّ الجيش عليه أن يقرر إذا كان في صف الشعب أو الأزمة، لكن غوايدو لايكف عن محاولة استمالة الجيش الي صفة في محاولتة الاطاحة بمادورو ، وبالفعل اتت هذة المحاولات بنتيجة حيث حصل على دعم السبت بانشقاق جنرال كبير في القوات الجوية الفنزويلية.
 
وذكر محللو مركز "اوراسيا غروب" أنّ الأزمة الإنسانية تمثل "رهانا خاسرا لمادورو" الذي أما سيقبل السماح للمساعدات بالدخول وهو ما سيعزز من موقف غوايدو أو يجبر الجيش على منع دخولها وهو ما يقد يؤدي لرد فعل سلبي في الشارع، ولكن لايزال مادورو متمسكا بموقفة وصامد امام الضغوط .
وخلال عهد مادورو، واجه سكان فنزويلا، هذا البلد النفطي الذي كان في ما مضى الأغنى في أميركا اللاتينية، نقصاً حاداً في الأغذية والأدوية وتضخما متسارعا، ومنذ عام 2015، اختار 2,3 مليون من أصل 31 مليون فنزويلي مغادرة البلاد سعيا لحياة أفضل ،وقال محللو مركز "اوراسيا غروب" إنّ العقوبات النفطية الأميركية "سيكون لها أثر واسع" إذ ستواجه حكومة مادورو "احتمال نفاد الغاز وهو ما قد يشكل محفزا اجتماعيا" ضد حكومة مادورو، لكن الاثنين الماضي وفي مقابلة مع قناة تلفزيونية إيطالية، أعلن مادورو أنه وجه رسالة الى البابا فرنسيس طالبا مساعدته ووساطته، وقال "ابلغته أنني في خدمة قضية المسيح ، ويضيف ، "وفي هذا السياق طلبت مساعدته في عملية لتسهيل الحوار وتعزيزه".
 
وقد رد قداسة البابا فرنسيس علي مطلب مادوروللصحفيين يوم الثلاثاء ،: أن "الشروط المبدئية هي ان يطالب الجانبان بهذه الوساطة".
ولازال الصراع والاحتقان قائما ويزداد يوما بعد يوم منذ 21 يناير وحتي الان ، الامرالذي أدى إلى مقتل نحو أربعين شخصا في اشتباكات مع قوات الأمن خلال أسبوع من التظاهرات الشهر الماضي .
 
وسط توقعات قائمة بتهديد الولايات المتحدة بالتدخل ، وتوعد روسيا وتركيا والصين والمكسيك بالرد .
الكلمات المتعلقة