صفحات من تاريخ الأرمن - بدر الدين الجمالى الأرمنى(1015-1094م)!
د. ماجد عزت اسرائيل
٢٠:
٠٩
ص +02:00 EET
الخميس ٧ فبراير ٢٠١٩
د.ماجد عزت إسرائيل
بدر الدين الجمالى الأرمنى(1015-1094م): كان مملوكاً لوالي دمشق "جمال الدولة بن عمار"،ولقد سميَ بدراً لوجهه الجميل،نسبة إلى جمال بن عمار،ولقب بأبي النجم، في بداية حياته وكان مملوكاً مغموراً، تميز بالقوة والحياة العسكرية وموهبته أهلته لتولي العديد من المهام في خدمة الدولة الفاطمية،حيث عينه المستنصر والياً على دمشق، وبعدها والياً على عكا، ثم تولي أمور مصر في أول عام(1073م)، وأطلق الخليفة يده في أمور البلاد، وسرعان ما انطلق الجمالي إلى تحقيق مشروعه السياسي والاقتصادي والثقافي، فحل الجيش المصري لقناعته أن هذا الجيش أصبح مصدراً للاضطراب ودمار البلاد وسكانها. وتطلع إلى نشر الأمن في الأقاليم المصرية وأخضعها إلى السلطة المركزية وسحق مراكز القوى السياسية في العاصمة،وعلى امتداد مصر واهتم بالإدارة وأجرى إصلاحات إدارية.
وأباح الأرض على ضفاف النيل للمزارعين ثلاث سنوات حتى تحسنت أحوالهم، وشيد العديد من الصروح المعمارية والأثرية التي ظلت حية حتى تاريخنا وتعود بقدمها إلى عصر بدر الجمالي البوابات الثلاث الكبيرة لسور مدينة القاهرة القديمة وتحديداُ "باب زويلة" و"باب النصر" و"باب الفتوح" التي بناها مهندسون حربيون أرمن وصلوا خصيصاً من أرمينية إلى القاهرة وتُعتبر نماذج رائعة لفن العمارة الفاطمية الكلاسيكية.
وهناك أيضاً "مسجد البدرية" المكرّس لأمير الجيوش في حي المقطّم في القاهرة.وأيضاً دار الوزارة ودار الصناعة في عام (1078م،كما أضيفت إلى صلاحيات الجمالي وظيفتان وهما القضاء والدعوة وأصبح لقبة "كامل قضاة المسلمين وهادي دعاة المؤمنين".
وبعد وفاة بدر الجمالي( 487هـ/ 1094م)، بعد حكم دام نحو 21 عاماً وبضعة أشهر ما بين الأعوام(1073-1094م) تدرج في منصب الوزارة الفاطمية ابنه الأفضل شاهنشاه ومن ثم احفاده أحمد بن الأفضل،السعيد أبو الفتح يانس الأرمني، بهرام الأرمني ،طلائع بن رزيك، رزيك بن طلائع وغيرهم استمر الأرمن حتى عهد الدولة الأيوبية.
الكلمات المتعلقة