ذكرى رحيل كوكب الشرق ــ أم كلثوم
عبد المنعم بدوي
٤٤:
٠٩
م +02:00 EET
الأحد ٣ فبراير ٢٠١٩
بقلم : عبد المنعم بدوى
فى الذكرى ال 44 لرحيل كوكب الشرق السيده أم كلثوم ( 3/ 2/ 1975 ) .. أنقل لكم ماكتبه مراسل صحيفة اللوموند الفرنسيه عن حفلتها التى أقامتها بالعاصمه الفرنسيه باريس ، بمناسبه جمع تبرعات للمجهود الحربى بعد نكسة 1967 .
الموسيقيون فى بدل سوداء ، تجلس أمامهم السيده " أم كلثوم " ، وهى فى منتهى الأناقه ، بفستان أخضر ، ومنديل فى يدها اليمنى ، ومجوهرات تسطع تحت الأضواء ، وفقا للطقوس الثابته فى حفلاتها ، كانت تنتظر وهى جالسه على المسرح أنتهاء المقدمه الموسيقيه ، ثم تنهض وسط تصفيق من الحشود الموجوده .
الصاله غصت جميع جنباتها بالحضور ، كل أطياف الطبقات الأجتماعيه ، العمال بجانب السفراء ، الأمراء من الأسر الحاكمه فى الصف الأول ، تقوم وهى جالسه بعمل أيماءات صغيره برأسها لتحية عاصفة التصفيق التى أجتاحت القاعه .
بما أن تبدأ الغناء ، يبدأ الهيجان ، حتى تكاد الصاله تتصدع من التصفبق الحاد ... تتمتع هذه العملاقه شعورا بقوة الأراده والصلابه والشموخ ، بالنظرة المتسلطه ، كل سحرها فى صوتها العذب ، والقائها البلورى الشفاف ، لاتأسر المستمعين كمجموعه ، بل كل فرد منهم على حده ، حيث يثير البعد الشاعرى للأغنيه طرب البعض ، ودموع البعض الأخر ... فعندما تشدو " أعطنى حريتى .. أطلق يديا " يتجلى الحزن العميق ويخيم على القاعه ، حتى تنهى الكوبليه بصرخه ثائره " وما أحتفاظى بعهود لم تصنها .. وألام الأسر والدنيا لديا " .
فى اليوم التالى للحفل .. يرسل لها الرئيس الفرنسى شارل ديجول بمبعوث من قصر الرئاسه ، الى مقر أقامتها فى فندق ( جورج سانك ) " جورج الخامس " ... قال لها وهو يحييها " أنت ضمير الأمه " ، وسلم لها رسالة الرئيس ديجول ... يقول فى رسالته " لقد لمست معك أحاسيسى و أحاسيس الفرنسيين جميعا " .