طيورنا المهاجرة
بقلم : صفوت سمعان يسى
فى وسط كم من الزخم والصراع السياسى والدينى المطروح على ساحة المجتمع المصرى نسينا عن جهل أو عمدْ طيورنا المهاجرة التى حطت على الأراضى البعيدة ، وهم فصيل من المصريين الذين تصارعهم العاطفة والشعور بالحنين لمصر، فمصر تعيش فى قلوبهم ووجدانهم مهما كسا جليد الغربة حياتهم ، فهم يتمركزون تقريبا فى أمريكا وكندا وأوروبا وأستراليا ودول الخليج العربية ، وللكثير منهم إسهامات علمية واقتصادية واجتماعية وثقافية بخلاف الإنجازات العلمية والطبية التى صارت فخر لكل المصريين فى المجتمعات التى يعيشون بها ،وفخر لنا أيضا فى مصر، فنحن نتشدق بهم ليل نهار ونفتخر بأن مصر أنجبتهم ، ولكن على الجانب الأخر نحن نغمض أعيننا عنهم وكأننا ما صدقنا أن هاجروا وتخلصنا منهم .
ولكن هذا الأسبوع " صرح المستشارعبد المعز إبراهيم رئيس اللجنة العليا للانتخابات أن اللجنة قد وزعت الكشوف الانتخابية النهائية التي أعدتها وتتضمن أسماء الناخبين ، على المراكز والأقسام والمحاكم ، وتم تعليق هذه الكشوف في هذه الأماكن ، ووصلت الأعداد فى الكشوف التي أعدتها اللجنة تضمنت خمسين مليون اسم ".
ولكن أين موقع ودور تسعة مليون مصرى مهاجر فى الغربة من تلك الكشوف وأين حقهم الأصيل فى ممارسة الإدلاء بأصواتهم الانتخابية شأنهم شأن المصريين جميعا الموجودين على أرض الوطن فعدد تسعة مليون مواطن يماثل مجموع عدد من ساكنى دول الخليج .
ولماذا نتجاهلهم وكأنهم غير موجودين على ذمة خريطة الوطن المصرى ، مع إننا نتمتع بتحويلاتهم التى تتعدى أكثر من 9.6 مليار دولار بزيادة قدرها 2.6 مليار دولار عن السنة السابقة التى كانت 7.0 مليار دولار والذى يغذى احتياطى النقد من العملات الأجنبية بالبنك المركزى المصرى الذى انخفض احيتاطيه منذ قيام الثورة إلى 15 مليار دولار ....!!!
ولماذا لا نشعرهم بأننا لم ننساهم وأنهم موجودون فى قلب واهتمام الوطن والمواطن المصرى لماذا لا نفتح لهم أذرعنا ونطلب منهم أن يعودوا لمصر ونستفد من خبرتهم العلمية فى تطوير التعليم وتطوير البيروقراطية الحكومية وفى تطوير المجال الصحى الذى مازال يرزح تحت الفقر الصحى والعلاج الأستثمارى وما بينهم يعيش المواطن المصرى كفأر تجارب لتعليم طبى يصارع الحداثة وأدوية روشتتها تصادر دخل المواطن الميسور فما بالك بالفقير ( طور التأمين الصحى الأمريكى بجدارة مصرى ).
ولماذا لا نشجعهم على الاستثمار فى مشروعات لمصر فى شتى فروع الاستثمار وان نطمئنهم بأن استثماراتهم محفوظة بقوة القانون وبذلك نربطهم بحضنهم الأساسى مصر ، فمهما طالت الغربة فلابد للطيور المهاجرة أن ترجع وتحط لموضع نشأتها .
ولكن كل ذلك لا يتأتى بسهولة فهناك من يفعل عكس كل ذلك :
* فلقد صرح سابقا المجلس العسكرى ومستشاريه والحالمين بالحكم من التيار الراديكالى الملتحف بالدين بأنه ليس هناك أى نية فى أن يشاركوا فى التصويت فى الانتخابات القادمة بحجة أنهم طالما يعيشون بالخارج فسيسهل شرائهم وبالتالى شراء أصواتهم لصالح دول خارجية ، تصريح كهذا ينم عن جهل كبير و يتهم جزء أصيل من مواطنين مصريين بأنهم سذج يسهل استدراجهم بسذاجة ليكونوا عملاء أو خونه للوطن وبالتالى لا يحق لهم تبعا لذلك ممارسه حقوقهم ولكن فى نفس الوقت لا مانع من غض النظر عن كل ذلك و قبول تحويلاتهم الضخمة ...!!!
*كما انه مازالت عقلية وروتين النظام السابق تعشش فى دماء الذين يديرون شئون داخل الدولة المصرية من المجلس العسكرى و الوزارات وفى خارجها عن طريق السفارات والقنصليات تجاه المهاجرين كما هى ولا تغيير ، ولذلك نناشد ونطالب المجلس الأعلى العسكرى ورئاسة الوزارة بضرورة إدماج أسماء المهاجرين والعاملين بالخارج فى كشوف الانتخابات وفتح القيد الأختيارى لهم فى كل السفارات والقنصليات فى الخارج وإلا يكون ضيق الوقت حجة لاغتياب حق من حقوقهم علينا كمصريين وإلا تعاملهم سفارتنا وقنصلياتنا معاملة غير لائقة وكريمة تمهيدا لتطفيشهم كما كان فى السابق ..!!!.
*كما أن تصريحات دعاة الدولة الدينية دائما ما تصب فى تطفيش كل ما هو نشاط استثمارى بمصر من تحريم التعاملات المالية التى تنطوى على تحصيل أو الحصول على فائدة ، بالإضافة إلى عقدتهم من النشاط السياحى الجاذب للسياح العراة أكلى الخنزير وشاربى الخمور بخلاف أصنام معابد الفراعنة الطواغيت ..ابعد ذلك من يجرؤ للاستثمار بمصر...!!!
اعتقد أن إقصاء المهاجرين الذين يمثلون نسبة تزيد عن 10 % من الشعب المصرى من المشاركة فى الانتخابات هو أهدار و إسقاط لحق أصيل لمواطنين مصريين من خيرة أبناء الوطن من المشاركة بواجبهم نحو الوطن ويجب أن تندرج تلك المطالبة فى كتابات كل المفكرين والكتاب الصحفيين فى الجرائد الورقية والإليكترونية وفى الأعلام المصرى وفى مطالبات شباب الثورة الذى لا ينسيهم المطالبة بدولة مدنية أن غالبية المهاجرين هم أعمدة الدولة المدنية بحكم تعايشهم فى كبريات الدول الديمقراطية التى يمارسون حقوقهم الفردية والسياسية هناك كمواطنين وليس كمهاجرين.
خلاصة الكلام أن تهميش الطيور المهاجرة هى خيانة للوطن أكثر من الخيانة لهم فهذا يعتبر انتقاص للكرامة المصرية لمواطنين مصريين يعد من حقهم لا التصويت فقط بل من حقهم الحصول على مقاعد فى البرلمان وحتى على حقائب وزارية والمشاركة فى أحزاب حتى لو كانوا مزدوجى الجنسية فهل الفساد الذى استشرى سابقا كان له جنسية ودين .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :