الأقباط متحدون - بالصور.. من هو البطريرك الوطني الذي أصلح الكنيسة والمجتمع فأغتالوه بـالسم؟
  • ١٥:٥٩
  • الجمعة , ١ فبراير ٢٠١٩
English version

بالصور.. من هو البطريرك الوطني الذي أصلح الكنيسة والمجتمع فأغتالوه بـ"السم"؟

٠١: ٠٥ م +02:00 EET

الجمعة ١ فبراير ٢٠١٩

مثلث الرحمات البابا كيرلس الرابع، والشهير بـ
مثلث الرحمات البابا كيرلس الرابع، والشهير بـ"أبو الإصلاح

 كتب - نعيم يوسف

أحيت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أمس الخميس،  23 من شهر طوبة لعام 1735 قبطي، من خلال قراءات السنكسار، ذكرى نياحة -أو استشهاد كما تقول بعض المصادر- مثلث الرحمات البابا كيرلس الرابع، والشهير بـ"أبو الإصلاح".
 
ولد القديس في بلدة الصوامعةن شرق أخميم، في محافظة سوهاج، عام 1815، وتعلم اللغة العربية والقبطية، وبعض العلوم، والفروسية وغيرها، ثم أراد أن يكون راهبًا، فاتجه إلى دير القديس الأنبا أنطونيوس.
 
أصبح راهبًا باسم داود الأنطوني، ثم سيم قسا، وبعدها رئيسا للدير، ثم مطرانا عام 1853، باسم الأنبا كيرلس، وبعدها بعام سيم بطريركا على سدة القديس مار مرقس الرسولي، في عام 1854، باسم البابا كيرلس الرابع.
 
قاد البابا كيرلس الرابع حركة إصلاح كبرى، لم تؤثر فقط في الأوساط القبطية بل مصر بأكملها، وكان له دورا وطنيا عظيما، وللأسف تسبب له ذلك في مشاكل كبرى فيما بعد.
على مستوى التنوير والتعليم، كان البابا كيرلس أول من نادى بتعليم الفتيات، وأقام المدارس للبنين والبنات، كما اهتم باللغة القبطية وألحان الكنيسة، واشترى مطبعة لنشر الكتب، كما قام بتجديد الكنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية بالقاهرة، واهتم بكافة شئون الكنيسة وقام بسيامة بعض الأساقفة، وأنشأ مطبعة لطبع الكتب لنشر الثقافة والتنوير.
على المستوى الاجتماعي والعمل الكهنوتي، واجه البابا كيرلس بعض الظواهر السلبية، حيث منع الكهنة من عمل عقد أملاك عند إجراء الخطوبة حتى تترك فترة للتعارف بين العروسين، ومنع الكهنة من زواج الفتيات القاصرات، وأجبر الجميع على الحصول على رضاء وموافقة العروسين قبل إتمام الإكليل منعا لإجبار أحد على الزواج من شخص لا يرغب فيه، ومازال هذا الأمر معمولا به في الكنائس المصرية جميعا، حيث يشترط أن تقول العريس والعروس أنهم موافقون على الزواج في "ميكروفون" الكنيسة، قبل البدء في مراسم طقوس الزفاف، وليس هذا فحسب، بل حذر من مرض اجتماعي انتشر في ذلك الوقت وهن زواج النساء المترملات المتقدمات في السن من شباب يصغرهن بأعوام كثيرة، ونظرا لما كان يعرفه من خطورة بعض الكهنة وتأثير المادة عليهم، بدأ يصلح أحوالهم المعيشية وربط مرتبات شهرية لبعضهم حتى لا تقف المادة عائقا لخدماتهم، وبدأ في عمل مدرسة إكليريكية لتعليمهم.
على المستوى الوطني، وقع خلافا بين الحكومة المصرية والحبشية (أثيوبيا حاليا)، فطلب منه الخيديوي سعيد باشا الذهاب إلى هناك للتوسط لحل المشكلة وجهزوا له باخرة ذهبت به إلى هناك، وبالفعل وصل هناك واستقبلوه استقبالا حافلا (نظرا لأن الكنيسة الأثيوبية كانت تتبع رئاسة الكنيسة القبطية)، وتم حل المشكلة السياسية بين البلدين.
 
أثناء تواجده في الحبشة، اشتكت له الكنيسة من أفعال الإنجليز الذين كانوا موجودين لتدريب الجنود هناك، فطلب من الإمبراطور الذي يكن له مكانة كبيرة أن يطردهم، فرفض في البداية ولكنه فيما بعد استمع لبطريرك الكنيسة القبطية، وطردهم.
لم ينس الإنجليز ثأرهم من البطريرك وقرروا الانتقام منه، خاصة وأنه كان يسعى إلى توحيد الكنائس الأرثوذكسية، فوشوا له عند سعيد باشا بأنه يريد توحيد الكنائس تحت حماية روسيا، وتعاون الإنجليز مع سعيد باشا، واثنين من أصدقاء للبابا أحدهم يدعى "يوحنا مسرة"، واغتالوه بالسم.
 
لم يذكر السنكسار صراحة مسألة السم، إلا أن أشهر المصادر التاريخية، مثل "تاريخ الكنيسة القبطية"، للقس منسى يوحنا، وسلسلة "قصة الكنيسة القبطية" لإيريس حبيب المصري، ومراجع موقع كنيسة القديس تكلا هيمانوت، يؤكدون قصة اغتيال البطريرك، بل تقول "إيريس حبيب المصري"، تعقيبا على مسألة قتله بالسم: "لم تدم بابويته سوة سبع سنين وثماني أشهر. وعلى ذلك فإن البابا كيرلس الرابع قد نال إكليل الشهادة وانضم إلى ذلك الجمهور الغفير الذين جادوا بدمائهم في سبيل عقيدتهم"، وكان ذلك في 30 يناير عام 1861.