الأقباط متحدون - ماكرون يستجيب لشعبه1-2
  • ١٦:٢٢
  • الجمعة , ١ فبراير ٢٠١٩
English version

ماكرون يستجيب لشعبه1-2

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٢٠: ١٠ ص +03:00 EEST

الجمعة ١ فبراير ٢٠١٩

ماكرون
ماكرون

د. مينا ملاك عازر
لم يلفت نظر أحد في زيارة إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي لمصر، ما زاره من أماكن أثرية كمعبد أبو سمبل والأهرامات التي زارتها السيدة قرينته ولا الكاتدرائية وجلسته مع البابا تواضروس الثاني ورسائلهم المتبادلة، وباقة الورد التي قدمها في الكاتدرائية المرقسية والكنيسة البطرسية الملحقة بالكاتدرائية، وزيارته لشيخ الأزهر، ولا الاستثمارات الفرنسية التي أتى بها إيمانويل ماكرون أو قل أتت معه أو جلبتها زيارته لمصر، بقدر ما استلفت نظرهم واستوقفهم ما دار بينه وبين الرئيس عبد الفتاح السيسي من سيجال حول حقوق الإنسان وانتهاكه في مصر، وقد حاول البعض الترويج إلى أن الرئيس السيسي أفحم الرئيس الفرنسي ماكرون، وهذا في الحقيقة لم يحدث، في وجهة نظري، ولم ترى الصحافة الفرنسية أنه حدث، ولا أظن أن الرئيس السيسي الذي يقدر واجب الضيافة ويحترم ضيوفه كان ليفعلها، فقط هو تناقش مع ماكرون بحسب وجهة نظر كلا منهما لحقوق الإنسان، برغم أن حقوق الإنسان في وجهة نظري ليس فيها وجهات نظر، وهي لا تُجزء، فلا أَظلم من يعطيك من جيبه اللي هو جيبك لكي يأخذ منك حق من حقوقك، فلا حق لمن يعطيك الطعام أو الشراب أو المسكن أو الطرق إلخ... في أن يسلبك حق التعبير عن رأيك بحرية، المهم هنا ليس ذلك الجدال الحقوقي الذي دار بين الرئيسين، فلا هذا سيقتنع برأي ذاك ولا ذاك سيقتنع برأي هذا، ولن أقر بإياهما أوافق وأتفق في رؤيتي لحقوق الإنسان، ولكل أمرأ ما يشاء أن يفهم، لكن ما استوقفني نقاط ثلاث أشارت لهم صحفية فرنسية في تقرير كتبته مجلة  le boin إذ أشارت إلى أن ما قاله الرئيس السيسي من أن الأوطان لا يبنيها المدونين إلخ من هذا التصريح، يؤكد أن ثمة مساجين رأي في مصر، وذلك يعد اعتراف ضمني من الرئيس بهذا، وبرغم أنني أرى أن الأوطان فكرة والفكرة لا يقوم بها إلا أصحاب الفكر والآراء، وأي مشروع من مشاريع الدولة التي تقوم بها هي في الأصل فكرة كتبها أحدهم على ورقة أخذت طريقها للرئيس ووافق عليها، وأخرى كتبها أحدهم على مدونته فأخذت طريقها للأمن فاعتقله، لكن ما قالته الصحفية الفرنسية خطير ويجب مراجعته وتوضيحه من جهة الرئاسة في مصر.

أتوقف عند تلك الملحوظة الأولى من الصحفية الفرنسية وأعدكم بلقاء المقال القادم لنستأنف ملاحظات الصحفية الفرنسية والتعليق عليها، ولنعرف كيف استجاب إيمانويل ماكرون لشعبه ونداءاته له وفي أي شيء.

المختصر المفيد اعطني حقي لأقوم بواجبي.