الأقباط متحدون - ما الذي يمنع أن يكون أجدادنا الأولون مسيحيون قبل الإسلام ؟!
  • ١٧:٢٣
  • الخميس , ٣١ يناير ٢٠١٩
English version

ما الذي يمنع أن يكون أجدادنا الأولون مسيحيون قبل الإسلام ؟!

أشرف حلمي

مساحة رأي

٠٣: ١٠ ص +02:00 EET

الخميس ٣١ يناير ٢٠١٩

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كتب: أشرف حلمى

عنوان مقالى هذا ما هو إلا رد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله على السيد بيتر هايلير مكتشف كنيسةودير يرجع تاريخهما للقرن السابع الميلاديعمرهما اكثر 1400 سنة بدولة الإمارات العربية والذى تردد كثيراً فى ذلك الوقت بإبلاغ قائد الأمة المسلم خوفاً من رد فعلهالا يكون غاضباً , وذات يوم عام ١٩٩٢ كان هايلير برفقة الشيخ زايد في جزيرة صيربني ياس يقود فريقاً لتنمية الجزيرة وفى اليوم التالى سأله الشيخ زايد عن سر القلق والإرهاق الذى ظهر على وجهه , فرد السيدهايلير قائلاً ( إننا اكتشفنا بوادر تدل على وجود دير مسيحي فى جزيرة صير بنى ياس) فما كان من الشيخ زايد إلا أن شجعه وقال له ( ما الذي يمنع أن يكون أجدادنا الأولون مسيحيون قبل الإسلام؟! ) .
 
رد المغفور له الشيخ زايد على هايلير كانبمثابة اعترافاً تاريخياً بوجود المسيحيةوالكنيسة قبل ١٤٠٠ عاماً بدولته ودعوة لأبناء الشعب الإماراتي وحكامه لنشرسياسة التسامح والتعايش السلمى بين اصحاب الأديان داخل البلد الواحد والعمل على تقدم البلاد خوفاً عليها من الفتن الدينية فى الوقت الذى ظهرت فيه جماعات الاسلام السياسى فى العديد من الدول الإسلامية التى صنعت من الدستوروسيلة للتمييز ونشر الفتن الدينية وأدتفى نهاية المطاف الى السقوط والغرق فىمستنقع الاٍرهاب وسياسة عدم قبول الاخر , فكم كان درساً قوياً عظيماً لحكام الإمارات العربية الذين عملوا على تقدم البلادسياسياً , إقتصادياً وسياحياً خلال السنوات الماضية ودينياً ايضاً وذلك بتخصيص بعض من أراضى الدولة مجاناً لإنشاءالكنائس والكاتدرائيات للطوائف الكاثوليكية والأرثودكسية والبروتستانتية إضافة الى معابد لاصحاب الدياناتالاخرى وافتتاح الدير الاثرى الذى اكتشفهالسيد هايلير عام ٢٠١٠ ويتبع الكنيسة السريانية الشرقية , وتاكيداً للتعايشالسلمى أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة قانون عام٢٠١٥ بشأن مكافحة التمييز والكراهية والذي يقضي بتجريم الأفعال المرتبطة بإزدراء الأديان ومقدساتها ومكافحة كافة أشكال التمييز ونبذ خطاب الكراهية عبرمختلف وسائل وطرق التعبير , والذى يهدف إلى إثراء ثقافة التسامح العالمي،ومواجهة مظاهر التمييز والعنصرية، أياًكانت طبيعتها، عرقية، أو دينية، أو ثقافية.
 
من هنا استحقت الإمارات العربية كى ماتكون عاصمة عالمية للتسامح كما أعلن صاحب السمو الشيخ خليفة رئيس دولة الإمارات الذى اطلق على هذا العام٢٠١٩ عاماً للتسامح لتأكيد قيمته الذىرسخه والده الشيخ زايد مؤسس الدولةوأدى الى تعميق قيم التسامح والحواروتقبل الآخر والانفتاح على الثقافات المختلفة وهذا يؤكد على ترحيب البابا فرنسيس بابا الفاتيكان بزيارتة لدولة الإمارات التى سيقوم خلال الاسبوع القادم فى الفترة من ٣ الى ٥ فبراير وسيترأساكبر قداس إلهى تشهده منطقة الجزيرة العربية منذ فجر التاريخ وذلك تلبية لدعوة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهدأبو ظبي من أجل المشاركة في حوار عالميبين الأديان .
 
حفظ الله بلادنا مصر من شر الفتن الدينية وان يشع نور التسامح وقيم قبول الاخر منعاصمة التسامح الخليجية كى ما تضئ القلوب المظلمة فى جميع الاوطانوالبلدان التى تعانى الفتن وان تتخذ من الإمارات مثالاً حقيقياً يحتذى به فى قبول وإحترام الاخر والذى أدى الى جعلها مركزاًسياحياً عالمياً ووجهة مشرفة يتجة اليهاالسياح خلال العام خاصة مع أعياد الميلادورأس السنة وتصدرها قائمة افضل الدول العربية وعالمياً وحصولها على المركز الاول عربياً والـ ٢٣على العالم طبقاً لدراسة قامبها موقع "يو إس نيوز" الأميركي , كذلك محافظتها على المرتبة الأولى عربياً للعام الرابع على التوالي فى تقرير السعادة العالمي لعام ٢٠١٨ الصادر عن معهد الأرض في جامعة كولومبيا وشبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة.