الأقباط متحدون - وكالة البلح.. مول المتسوقين الفقراء في مصر!
  • ١٩:٥٨
  • الاربعاء , ٣٠ يناير ٢٠١٩
English version

"وكالة البلح".. "مول" المتسوقين الفقراء في مصر!

أخبار مصرية | إيلاف

٠٣: ٠٧ م +02:00 EET

الاربعاء ٣٠ يناير ٢٠١٩

هنا يبحث ذوو الدخل المحدود عن ملابس بأسعار قليلة
هنا يبحث ذوو الدخل المحدود عن ملابس بأسعار قليلة

 هربًا من "نيران" أسعار الملابس الشتوية لجأ مصريون إلى ملابس "البالة" أو الملابس المستعملة في "وكالة البلح" في منطقة بولاق أبو العلا وشارع 26 يوليو في وسط القاهرة، علهم يجدوا فيها ما يحتاجونه من ملابس تقيهم الشتاء القارس وترحم جيوبهم.

 
إيلاف من القاهرة: لمعرفة مدى الإقبال على الملابس الشتوية في وكالة البلح، ونوعية قاصديها، أجرت "إيلاف" جولة في الوكالة الشهيرة، ووجدت أن هناك زحامًا كبيرًا، لكنها "زحمة حقيقية، وليست للفرجة فحسب" على غرار محال الملابس الجاهزة في أسواق الهرم والجيزة ووسط القاهرة.
 
مصادر أوروبية وخليجية
شارع وكالة البلح يشهد ازحامًا شديدة أيام الجمعة والسبت والأحد والثلاثاء، هكذا قال "حمادة إستايلست"، صاحب جناح كبير في الشارع.
 
أضاف إنه يشتهر باسم "إستايلست" لأنه معروف في الوكالة بأن الملابس التي يعرضها هي من ماركات عالمية، وجيدة، وأسعارها ليست مرتفعة، مشيرًا إلى أن "ملابس البالة يتم استيرادها من الخارج، وخاصة دول أوروبا وتركيا، وبعض دول الخليج".
 
وكالة البلح تشهد زحامًا
 
برر ارتفاع أسعار الملابس المستعملة بسبب ارتفاع الجمارك، "فهي لم تعد رخيصة جدًا كما كانت في الماضي، لكنها مازالت في أيدي الزبائن، وخاصة متوسطي الحال والفقراء".
 
تأهيل وتجديد
أشار "إستايلست" إلى أن الوكالة أصبحت تستقبل زبائن من مختلف الطبقات الاجتماعية، وليس من الفقراء حصرًا، إذ إن "هناك من يبحث دائمًا عن الماركات العالمية، ويحجز نوعيات بنطلونات وسترات فاخرة قبل أن تصل البضاعة إلى مصر".
 
ولفت إلى أن البالة يتم توزيعها على أصحاب المحال والأجنحة، ويحصل كل فرد على ما يريده، ثم يتم غسلها وكيّها، بعد ذلك تعرض للبيع، مشيرًا إلى أن سعر البنطلون يتراوح ما بين 50 و100 جنيهًا، حسب الماركة والحالة، بينما يعرض جاكيت الجلد الطبيعي الرجالي بما يتراوح بين 120 و250 جنيه، والجاكيت العادي القماش يتراوح سعره ما بين 100 و200 جنيه.
 
وأوضح أن أسعار الملابس النائية الشتوية أغلى بقليل، فمثلًا "جاكيت الجلد الطبيعي الحريمي يتراوح سعره ما بين 200 و350 جنيهًا، وجاكيت القماش يتراوح ما بين 100 و220 جنيهًا، والبنطلون يتراوح ما بين 70 و120 جنيهًا".
 
عن ملابس الأطفال، قال إنها تشهد إقبالًا كبيرًا، مشيرًا إلى أنها "رخيصة جدًا مقارنة بالمعروض في المحال، كما إنها أعلى جودة، ومستوردة".
 
أما سعر "الترنج" (training suit) بحسب "إستايلست" فيتراوح ما بين 50 و100 جنيهًا، ويتروح سعر البنطلون ما بين 40 و75 جنيهًا، وسعر الجاكيت ما بين 75 و120 جنيهًا، وسعر البلوفر من 25 إلى 50 جنيهًا.
 
زبونة جديدة
قالت "مدام إيناس"، وتعمل موظفة حكومية، إنها لم تكن تشتري أي شيء مستعمل، إلا منذ عامين، عندما ارتفعت الأسعار بشكل يفوق قدرتها هي وزوجها، مشيرة إلى أنها اصطحبت زميلات لها في العمل، وحضرت إلى هنا للفرجة، ووجدت أن الملابس جيدة، وأسعارها رخيصة جدًا.
بسطاء يبحثون عن ملابس من ماركات فاخرة بأسعار زهيدة
 
أضافت إنها تعتاد منذ عامين على شراء ملابسها هي وأطفالها من الوكالة، معتبرة أنها "مول الغلابة"، ومنوهة بأنها أصحبت زبونة دائمة هنا، ويعرفها بعض أصحاب المحال، وتطلب منهم أن يحجزوا لها الملابس التي تحتاجها بمجرد وصول البالة من الخارج.
 
الفاخرة للزبائن الدائمين
أما "مدام نهى"، عاملة في مصنع بالبساتين، فتقول إنها تشتري ملابس أطفالها وزوجها وملابسها من الوكالة منذ سنين طويلة، مشيرة إلى أن الزبون يمكنه أن "يقلّب في المعروض على راحته"، بعكس المحالات الأخرى، ويتفاوض ويفاصل في السعر، ويمكنه أن يسترجع أو يستبدل أي قطعة اشتراها.
 
ولفتت إلى أن الملابس هناك درجات، فهناك ملابس أفضل من الجديد، لكن يجب أن تكون زبونًا دائمًا، حتى يعرفك أصحاب الأجنحة أو المحال، فيخرجوا لك القطع الجيدة، وهناك ملابس بالفعل بالية جدًا، ويظهر عليها أنها قديمة و"مهرية من كتر اللبس"، لكن كل واحد وذوقه واختياره وقدرته على الشراء.
 
وقال محمود عبد الموجود، عامل في مخزن في شركة أدوية، إنه زبون دائم في الوكالة، مشيرًا إلى أنه اعتاد كسوة أطفاله وأسرته في كل سنة من الوكالة، خاصة الملابس الشتوية.
 
الإيطالي والتركي مرغوبان
أضاف إن أسعار الوكالة مريحة وفي متناول "الغلابة"، فتبدأ أسعار الجاكيتات من 80 حتى 120 جنيهًا، والبنطلونات الجنيز من 50 إلى 70 جنيهًا، والبلوفرات من 30 إلى 40 جنيهًا، والسويتشرتات من 25 إلى 40 جنيهًا.
 
وقال إنها ملابس جيدة، فقط تحتاج الغسيل الجيد والكيّ بعد الشراء، وتابع: "دي استعمال الخارج، يعني ممكن تكون ملبوسة مرة أو اتنين، عشان كده تحس إنها جديدة، مش مهرية من كتر اللبس، زي إحنا ما بنعمل مع الهدوم بتاعنا".
 
وكشف الحاج ممدوح رشاد صاحب محل في الوكالة عن طريقة استيراد ملابس البالة من الخارج، وقال إنها تأتي عن طريق ميناء بورسعيد، مشيرًا إلى أن مصدرها عادة ما يكون دول أوروبا، وخاصة بلجيكا وسويسرا وإنجلترا وإيطاليا، إضافة إلى تركيا وبعض دول الخليج مثل الإمارات والكويت وقطر.
الفقراء في مصر يقبلون على شراء الملابس من وكالة البلح.
 
أضاف إن صاحب المحل يشتريها بالكيلو، منوهًا بأن البالة تزن 50 كيلو غرام، ويتراوح سعرها ما بين 80 و150 جنيهًا، موضحًا أن الملابس الواردة من إيطاليا وتركيا عليها طلب أكبر، لأنها عادة ما تكون ماركات عالمية وحالتها ممتازة.
 
ولفت إلى أنه بعد ثورة 25 صار الزبائن أكثر من ذي قبل، وأصبح لديه زبائن من مناطق راقية، تحضر إلى الوكالة من أجل شراء ماركات محددة من الملابس النسائية أو الرجالية، مثل ماركة "توم" أو"غوتشي"، أو "نايكي" أو "زارا" أو "كالفن كلاين"، أو "برادا" أو "ديزل".
 
غلاء يردع المشترين
من جانبه، قال يحيى الزنانيري، رئيس شعبة الملابس الجاهزة في الغرفة التجارية، إن أسعار الملابس الشتوية ارتفعت بنسب تتراوح ما بين 15 و25 بالمائة، مقارنة بالعام الماضي.
 
أضاف لـ"إيلاف" إن هناك ضعف إقبال على الشراء بنسبة لا تقل عن 70 بالمائة مقارنة بالعام الماضي، منوهًا بأن الناس بالفعل أصبحوا يتفرجون على الواجهات فقط، بسبب هذا الارتفاع.
 
أرجع ارتفاع الأسعار إلى أسباب عدة، موضحًا أن هناك زيادة في تكلفة الإنتاج، منها ارتفاع أسعار الخامات، كالصبغات والخيوط والأقمشة، إضافة إلى ارتفاع فواتير الكهرباء والضرائب، وأجور العاملين، إلى جانب ضعف القوة الشرائية للمواطنين، بسبب ارتفاع أسعار المستلزمات الأساسية، ومنها الطعام والمواصلات.
 
وقال إن الشعبة، بالتعاون مع وزارة التموين والتجارة الداخلية، أعلنت عن افتتاح الأوكازيون الشتوي في بداية شهر يناير الحالي ويستمر حتى نهاية فبراير، وتشارك غالبية المحال فيه، للخروج من حالة الركود التي تعاني منها الأسواق.
 
وتوقع أن يقدم الأوكازيون تخفيضات تصل إلى 50 بالمائة على جميع الملابس، الأطفال والحريمي والرجالي، مما يجذب الزبائن ويحرك حالة الكود في سوق الملابس الجاهزة.

 

تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.