.. خبراء يؤكدون قضاءه على أسطورة الحفظ ومزاياه المتعددة للطلاب كـ"بنك المعرفة"
بدأت وزارة التربية والتعليم في مرحلة توزيع أجهزة "التابلت" على المديريات التعليمية في مختلف محافظات الجمهورية، تمهيدًا لتسليما للطلاب، كما بدأت الوزارة بتدريب معلمي الصف الأول الثانوي العام، على منظومة "التابلت" الجديدة، في إطار التنمية المستدامة التي تحرص عليها الوزارة لتأهيل أعضاء هيئة التدريس على المنظومة الجديدة للتعليم سواء في الصفوف الدراسية الأولى أو الصف الأول الثانوي العام، وذلك في ظل العملية التطويرية والإصلاحية التي تقوم بها وزارة التربية والتعليم لمنظومة التعليم في مصر.
ويشمل تدريب المعلمين على "التابلت" لآلية الدخول على الجهاز اللوحي والشرح داخل الفصول للطلاب باستخدامه، والوصول إلى المحتوى الرقمي، فضلًا عن توفير السبورة الذكية، ومحتوى بنك المعرفة، كما ستجهز الوزارة المدارس الثانوي بشبكات الفايبر والبنية التكنولوجية استعدادا لتطبيق منظومة "التابلت "، وإطلاق الفصل الدراسي الثاني بشكل إلكتروني من خلال التابلت والسبورات الذكية، بالتعاون مع الجهات المعنية لتقديم بنية تكنولوجية قوية داخل المدارس.
ونجحت وزارة الربية والتعليم، في إعداد وتشغيل ما يزيد على 700 ألف جهاز "التابلت"، جاري توزيعهم على طلاب الصف الأول الثانوي، وجميع هذه الأجهزة تم تزويدها بالمحتوى الرقمي والمناهج المطلوبة، والتي سيعتمد عليها الطلاب بشكل كلى في الدراسة، كما أنه بجانب المحتوى الرقمي سيتم أيضًا توفير الكتاب الورقي للطلاب، ولكن يظل التساؤل قائم، هل ستنجح منظومة التابلت الجديدة في القضاء على التسريبات الخاصة بالامتحانات خلال الفترة المقبلة.
ففي هذا السياق، يقول الدكتور حسن شحاته، الخبير التربوي: إن التابلت أصبح متواجد في مصر وداخل المديريات التعليمية، ويتم توزيعه بصفة عامة على جميع الطلاب، مع بداية النصف الدراسي الثاني، مؤكدًا أن التابلت سيكون بديلًا قويًا ومفيدًا للكتاب المدرسي، لأنه سيعطي الطلاب أكبر قدر من المعلومات العامة وأكبر مكتبة إلكترونية موجودة في العالم، وهي بنك المعرفة، الذي يتم بالتعدد في الآراء والأفكار، ويجعل الطلاب يعتمدون على أنفسهم في جمع المعلومات، ويخلق نوع من الحوار أو النقاش بين المتعلمين والمعلمين.
وأضاف شحاتة، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن بنك المعرفة يخلق أيضًا التواصل بين الطلاب وبعضهم البعض في جميع أنحاء العالم للاستفادة من بعضهم البعض في تبادل المعارف والخبرات والمعلومات، وبالتالي سيحقق الانفتاح على المجتمعات المختلفة، مما سيجعل الطالب "يفكر ويتعلم وينتقد ويناقش ويعلل، فهذه مهارات القدرات العقلية العليا متوفرة مع التابلت وبنك المعرفة، موضحًا أنه تم تدريب المعلمين على استخدام التابلت وتوفير مؤسسات لإصلاح التابلت في حالة حدوث أخطاء أو أزمات به.
وأشار إلى أنه يتم من خلال التابلت توفير الامتحانات للطلاب، عن طريق مستويات عقلية مختلفة، من خلال طرح الأسئلة المناسبة لكل طالب وقدراته، ويتم الإجابة عليها إلكترونيًا أيضًا، مؤكدًا أن هذا النظام سيؤدي إلى القضاء على فكرة الغش وتسريب الامتحانات التي شهدتها المراحل الثانوية الفترة الماضية.
بينما قالت النائبة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم والبحث العملي بمجلس النواب: إن منظومة التابلت الجديدة كان من المفترض أن يتم تطبيقها منذ بداية الفصل الدراسي الأول وليس الثاني، إلا أنه حدث تأخير للبنية التحتية المسئولة عن تشغيل التابلت للطلاب داخل المدارس وبعض المعوقات الأخرى، مشيرة إلى أنه هذا النظام ليس المهم فيه "التابلت" ولكن بداية الدراسة هذا العام تم تدريب المعلمين للصف الثانوي الأول على مدار شهرين على استخدام التابلت، إلا أنه سيعاد تدريبهم مرة أخرى عند استلام التابلت كنوع من التذكرة.
وتابعت نصر، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن نظام التابلت بما يشمله من أسئلة الامتحانات وتقييمها سيكون مختلف تمامًا وتراكمي على 3 سنوات، لافتة إلى أن العام الأول من تطبيق النظام سيكون تجريبي لن يتم حساب أي درجات به، كما أن الأسئلة معتمدة تمامًا على الفهم وليس الحفظ، وهذا أمر هام جدًا، كما أنه من فوائد التابلت أنه يشمل بنك المعرفة وهو يتضمن كافة المعلومات والوسائل التي يحتاجها الطالب لتجميع المعلومات عن المواد التي يدرسها، وبالتالي سيعتاد مع الوقت على هذه الطريقة.
وأكدت أن التابلت وسيلة لجمع المعلومات عن الموضوعات ويشترك في القضاء على فكرة "الحفظ" لدى الطلاب، مما سيخلق الحوار البناء داخل الفصول بين الطلاب، بالإضافة إلى امتحانهم على هذه المعلومات، مضيفة أن الامتحانات كما ذكر الوزير سيأتي من الوزارة مباشرةً على التابلت للطلاب، وليس بالنظام الورقي الذي ساهم كثيرًا في تسريب امتحانات الثانوية العامة على مدار السنوات الماضية.