ماذا نفعل..هل سنبقي هكذا مستسلمين
محمد حسين يونس
السبت ٢٦ يناير ٢٠١٩
محمد حسين يونس
سؤال لا يطرحة إلا الشباب.. فالمسنين الذين لم يعد لديهم الكثير من الزمن .. يهتمون بأن ينهوا حياتهم و هم علي وفاق مع السماء .. إما بالحج و العمرة ..أو بالإنتظام في أداء الطقوس ..أو بالدعاء الذى لا يتوقف أن ينجيهم و الأبناء و الأحفاد .. من الطوفان القادم .
الشاب الذى ولد وفي فمة معلقة ذهب .. يستخدم كل إمكانيات عائلته في أن يتعلم جيدا .. و يستمتع بعمق .. و يستحوذ علي وظيفة أو منصب مرموق ..و قد يهاجر أو يحتمي بقلعة من القلاع التي تقام اليوم لتمنع عن المترفين ..نظرات و حقد من يحسدهم و يفكر في العدوان عليهم .
الشاب الذى ولد في طبقة متوسطة تحارب من أجل البقاء .. يطمع في إختراق الأبواب الموصدة إما بالعمل و هوأمر أصبح غير محتمل حدوثة إلا بالمصادفة .. أو بالمصاهرة .. و الزواج و الإنتماء للطبقات العليوى (من أبناء اللصوص المحدثين )..و هو يظل علي حالة .. يصارع و يكافح حتي يبلغ من السن أرزلة إلا إذا ركب موجة تعلو به إلا مصاف القادرين .
الشاب المكافح الذى يقاتل لينال بعض من حقوقة ..و هو أمر يزداد صعوبة كلما مرت الأيام بعد أن كان الحصول علي مؤهل عال أو الإنضمام للقوات المسلحة أو الشرطة أو القضاء طريق مناسب للصعود .. إلا أنه اليوم يعتبرأمنية لا تتحقق إلا بشروط غير متوفرة للجميع ..وأصبح العديد من هؤلاء الشباب يجلسون علي المقاهي بدون عمل أو يزاولون أعمالا طفيلية ..خارج تخصصاتهم و أحلامهم .
هؤلاء هم من يسألون .. كيف لنا أن نعيش في هذا المجتمع غيرالصديق و الذى في الغالب تحكم سلوكيات أفراده ميولا عدوانية
إذا كانت الدولة عاجزة .. عن التخطيط .. و التدريب و التعليم .. و توظيف الطاقة ..بل عاجزة عن ضبط مصروفاتها فتقوم بالإستدانة و تحميل الأجيال القادمة عبء عبثها .. و عدم كفاءتها .. و ضيق أفقها .. فلنتول نحن ..و نشير في إتجاه خلاص هؤلاء الشباب .. الذين يمثلون الأمل و مستقبل الحياة في هذه البقعة من الأرض
من أجل هؤلاء الشباب التائهون .. بالقرى و النجوع .. بالمدن الصغيرة .. بالأحياء الشعبية .. بالعشوائيات ..الصبايا .. و الجدعان .. التلاميذ و الصنايعية .. الحرفيين و البائعين السريحة .
من أجل كل المهمشين .. البواب و السايس و الشغالة .. وصبي البقال .. و بلية الذى يساعد الميكانيكي..
من أجل من تعلم ..و من يفك الخط .. و من تسرب من المدارس ليعيل أسرته ..
من أجل 80 % من المصريين تحت سن الثلاثين .. سأبدأ نقاشا مع حضرات المسنين و الناضجين من الأصدقاء.. حول .. ماذا يفعل الشباب .. حتي يؤسسون مجتمعا .. صحيا موات .. يوظف كل هذه الطاقات الإيجابية توظيفا صحيحا .. و يرتقي بمستوى الحياة إلي درجة إنسانية تتناسب مع إنجازات البشر في القرن الحادى و العشرين.
نقطة البداية في نظرى ..
أن التبرعات و الإحسان ..و الصدقة ..و البر بالسائل و المحروم ..لم تعد وسيلة مناسبة في مجتمع تعيش فية و تسيطرعلي إقتصاده وحوش أسماك القرش الشرسة..
كما أن بث الأمال الكاذبة التي أدمنا علي إستهلاكها لا تؤدى إلا لكوارث فقد الثقة و كسل إنتظارالفرج .
الدعاء لا ينتج عنه إلا راحة نفسية مؤقته لصاحبه .. و حلول الكهنة لتسكين الغضب لا تملأ إلا بطونهم هم و ذويهم ..
من سيتخلص من ثقل المسئولية ليريح ضميرة بأن ينتظر ويجعلنا ننتظر معه حلول السماء .. فليخرج من دائرة النقاش ..
أما من يرقب تغير الرياح لتأتي بما تشتهي السفن فسينتظر كثيرا رغم أن حركة و سير الرياح لم تعد سرا ولم تعد مفاجئة لا يمكن التنبوء بها ساعة بساعة .
لا تتصوروا أن الغرب أو الشرق أوسكان بلاد الواق الواق سيمدون لكم يد المساعدة .. لقد رأينا صور لأطفال في إفريقيا و الصومال جلد علي عظم من الجوع لسنين لم يمد لهم الأغنياء المتخمين يد المساعدة .
إنه دورك و وظيفتك .. عليك أن تحارب من أجل التغيير .. إذا نجحت فلقد تحقق الأمل .. و إذا فنيت و أنت تحاول .. فلقد قدمت للأخرين النموذج و أشرت للطريق .
الخطوة التالية
الإنسان هو الكائن الوحيد الذى يمكنه أن يحول الظرف غير المواتي إلي ظرف موات .. و يستطيع أن يروض الصحارى ..و يستخرج خيرها.. أو يزرعها .. ويعمرها .. و يستطيع أن يهاجرإلي الأرض غير المسكونة .. طوعا .. و يغامر .. و يطوع طبيعة البيئة المعادية .. لتصبح أخرى عطاءة .
كسر المألوف .. و سلوك الدروب غير المطروقة ..و مواجهة المخاوف .. و عدم الإستكانة للظلم ..هي أدوات الشباب ..التي تؤهلهم للخروج من مصيدة التكرار والراحة و الإستقرارالمرضي وما يتبعها من تبلد و خمول .
خلال الفترة القادمة .. سأحاول(مع حضراتكم ) أن أقدم للشباب بعض الردود علي تساؤلاتهم التي أرجو أن تكون البداية لحوار عاقل معهم ..إنه كل ما نستطيع عملة .. بعد أن شاب الشعر ..ووهن العظم ..
أن نساعد البعض فكريا و نحفزهم علي التعلم من خلال التجربة و الخطأ وخوض المغامرة المحسوبة محذرين من العقبات التي سيواجهها من جهاز بيروقراطي خامل فقد القدرة علي تقديم خدمة إنسانية مناسبة لمن يدفعون أجوره من الأموال التي تجبي منهم .. فإلي الغد.