الأقباط متحدون - إلى البرلمان المصري كل سنة وأنت طيب3-3
  • ٢١:٤٤
  • الاربعاء , ٢٣ يناير ٢٠١٩
English version

إلى البرلمان المصري كل سنة وأنت طيب3-3

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٤٤: ١١ ص +03:00 EEST

الاربعاء ٢٣ يناير ٢٠١٩

البرلمان المصري
البرلمان المصري
د. مينا ملاك عازر
توقفت في المقال السابق، عند حقيقة أن مصري'>البرلمان المصري لا يناقش موازناته علناً ويكتفي بعرضها على لجنة الخطة والموازنة التي أذنت بشراء ثلاث سيارات مصفحة، ولما اعترض أحد النواب وأوضح أن ذلك في غير محله تراجعوا، ما يعني عدم ثقتنا في تلك اللجنة التي للأسف تقر موازنة الدولة كما تقر بموازنة البرلمان، ما يعني بوضوح أننا نريد أن نعلن كل شيء لتكن الرقابة أكثر إحكاماً ولعل من لا يستحوا يستحون، ولنستأنف الآن عرض باقي الحقائق.
 
ولنستمر في رصد الحقائق المالية والتي يخبئها البرلمان مع أننا بلد فقير يحتاج التدقيق في أوجه الإنفاق، فمصري'>البرلمان المصري يخفي حجم إنفاقه على سفريات نوابه ومسؤوليه للدول الأخرى، وبالتالي لا نعرف منهم مدى الفائدة التي تعود علينا من تلك السفريات الخارجية المكلفة، وللأسف يبدو أن المردود الإيجابي لتلك السفريات ضعيف، والدليل أنه ما زال الهجوم على مصر مستمر سواء من برلمانات أو مراكز دراسات وأبحاث أو مجالس دولية وحكومات. 
 
ومن الحقائق المؤسفة نرصدها في شكل تساؤل قد يبدو ساخراً لكنه يعيدنا لنقطة الانطلاق التي بدأنا منها وهو ما قاله المتحدث الرسمي بأن مصري'>البرلمان المصري أعظم البرلمانات، والسؤال هنا هو، إذا كان البرلمان هو أعظم برلمان في التاريخ؟ فلماذا يتغيب النواب والوزراء عن حضور الجلسات؟ ولا يبالى أي نائب أو مسئول بالتهديدات والتحذيرات المستمرة التي يطلقها رئيس المجلس يومياً للنواب والوزراء حيال هذا الموضوع. 
 
أخيراً، اذا كان المجلس انحاز للقرارات الصعبة من أجل المصلحة العليا للبلاد، فأين المصلحة العليا للبلاد في الطريقة التي تمت عند مناقشة تيران وصنافير؟ وأين المصلحة العليا في الهجوم على الخبراء الرافضين للاتفاقية؟ وأين المصلحة العليا للوطن في عدم تشكيل المجلس القومي لحقوق الإنسان حتى الآن رغم أن قانونه تم إقراره منذ عام؟ وأين المصلحة العليا في محاولة إقرار قانون الانتخابات البرلمانية بنظام القائمة المغلقة المطلقة؟
 
للأسف يا أيها السادة الأفاضل أنا لن أكون متجنياً إن نقلت أنه البرلمان الأسوأ والأسوأ في التسويق والترويج له، فلا مقارنة له ببرلمانات الوفد ولا غير الوفد فيما قبل الجمهورية، ولا البرلمان الذي ناقش معاهدة كامب ديفيد، ولا حتى برلمانات مبارك التي كانت تقدم استجوابات وبها معارضة تستطيع التنفس ولا يهددها أحد بل أن رجال الحزب الوطني أنفسهم كانوا يقومون باستجوابات ويقدمون طلبات إحاطة.
 
البرلمان لا يحتاج لتسويقكم فقط اتركوه للإعلام وعلنية مناقشاته وميزانياته ليحكم الشعب حكم عادلاً حينها ستسقط الأقنعة، وإن لم تستطيعوا أجيبوا على بعض تلك التساؤلات الواردة بهذه السلسلة المقيمة لأداءكم بشكل جاد ونزيه وحيادي.
 
المختصر المفيد الجدية في العمل أفضل من ادعاء العمل.