الأقباط متحدون - لاهوت التعميد
  • ١٨:٢٩
  • الاثنين , ٢١ يناير ٢٠١٩
English version

لاهوت التعميد

القمص. أثناسيوس فهمي جورج

تأملات كنسية

١١: ٠٩ ص +02:00 EET

الاثنين ٢١ يناير ٢٠١٩

عيد الظهور الآلهى
عيد الظهور الآلهى
القمص اثناسيوس فهمي جورج
أرتضي مخلصنا أن ينزل عاريا الي مياه نهر الأردن ...ففرت المياه وفزعت من خالق الطبيعة .
 
جاء الي الأردن ليغطس ، ولم يتنح او يستنكف عن أن ينحني ليضع يوحنا المعمدان يده علي رأسه ، كي يدعونا للميلاد الثاني من الماء والروح . فننال عدم الموت ، ونصير شركاء للميراث معه وحده ينبوع الخيرات الحقيقية .
 
لقد اتي وهو الحاضر في كل مكان والذي لا يخلو منه مكان ، اتي بمسرته بالاخلاء متخذا " شكل العبد " نازلا نهر الأردن كالتدبير .نزل ليمسح ويستعلن كمسيح ويعطينا من مسحته المسحة التي أخذناها منه لتبقي ثابتة فينا ، وبها ندعي مسيحيين ، لذلك انفتحت ( انشقت ) السماء التي كانت مغلقة أمامنا ، وتمت المصالحة والشفاء وعندئذ كمل البر لنتبرر نحن ببره من الأشجاب ، وتستعلن لنا اسرار انوار الثالوث بإعلان الابن الحبيب الذي سر به الاب ، وصوت ابيه اله المجد قد ارعد ، وأمرنا أن نسمع له
 
. انه الابن الوحيد الذي أرسله الاب وله ينبغي ان نقبل وان نسمع وان نتبع ، وحمامة الروح القدس استقرت عليه ، لأنها كانت قد فارقت آدم الأول، أما اليوم استقرت علي بكورتنا وبكرنا وادمنا الجديد والثاني ، ليعطينا ماله والي ملكوته يرقينا .
 
نزل الروح بصورة مجسمة كشهادة لملء المثيل للمثيل ، بهيئة جسمية تأكيدا للحقيقة المنظورة ، كما حلت كالسنة نارا في عنصرة الخمسين .
 
اليوم عيد ظهور الذي كان مستترا ، وها قد صار حقا وواقعا وكمالا ومثالا ( الابن في الأردن يغطس والاب في السماء يشهد والروح القدس يبارك ) ، وهو الفاعل في الإسرار .
 
اعتمد المسبح وهو غير محتاجا أن يعتمد ، لكن ليكمل كل بر وليتمم الناموس ، إذ أنه جاء لا لينقض بل ليكمل ويرقي للنعمة ...وأعلن عن شخصه ، حتي يصير معروفا بهذا الاستعلان " في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه " ، وصار صوته علي المياه ودوي السماء يظهر الابن الوحيد الجنس ، ذلك الابن المحبوب مثل ابن وحيد القرن ، وقد نزل واستقر عليه الروح ...اما يوحنا خادم التعميد فقد رأي وشهد لهذا الظهور ( الاستعلان = الابيفانيا ) .
 
ان اليوم عيد الانوار الذي مسح فيه مسيحنا بزيت البهجة وصار باكورة معموديتنا . بقبوله الروح القدس في نفسه ليستعيد لطبيعتنا ماقد فارقها بسبب خطايانا وسقوطنا .. يحل علينا بعد مفارقة .. وتنفتح السماء بعد أن كانت موصدة ، بعد النفي .( نفينا من فردوس النعيم ) .
 
انه عيد بدء وباكورة وبابا للخيرات الخلاصية ، التي تدفقت إلينا ، فتتجدد طبيعتنا وتعجن وتتشكل بحفظ بهاء صورته المغروسة فينا بدون تشويه ، فنعبده بالروح والحق . ونمجد قصد عماده من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا .
 
تعمد كانسان ، ولكنه محا الخطايا كاله ، تعمد ليس لأنه محتاج الي طقوس التطهير والختان لنفسه ، ولكن لكي يقدس عناصر الخليقة ، ويصنع تدبير الخلاص من أجل خلاصنا .
 
لما اغتسل بالاردن نحن المغتسلين فيه وبواسطته ، ولما قبل الروح القدس كنا نحن الذين نقبله ، فمنذ معموديته وظهور الروح القدس للبشر حالا في صورة حمامة ،ومنذئذ بدأ ملكوت السموات ، وتم تمييز المعمدين بني النور .فقد سحق بالماء رؤوس التنانين واغرق الخطية ودفن في الماء آدم القديم كله ..مقدسا المعمودية متمما الشريعة معلنا سر الثالوث .