الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم ..الجيش المصرى يتحرك إلى الأستانة
  • ٢٢:٣٤
  • الأحد , ٢٠ يناير ٢٠١٩
English version

فى مثل هذا اليوم ..الجيش المصرى يتحرك إلى الأستانة

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٣٤: ٠٩ ص +02:00 EET

الأحد ٢٠ يناير ٢٠١٩

محمد على
محمد على

 فى مثل هذا اليوم 20 يناير 1833م.. 

سامح جميل

الجيش المصرى يتحرك إلى الأستانة.. وإبراهيم باشا لوالده: «لا صلح مع تركيا مادام السلطان المشؤوم على العرش»..
خضع محمد على باشا، والى مصر، لإلحاح ابنه إبراهيم، وأذن له بالتقدم بجيشه إلى إستانبول عاصمة العثمانيين، بعد انتصاره على الجيش العثمانى فى «قونية» 21 ديسمبر 1832، كان إبراهيم يتحرك بنظرية «الأمر الواقع»، وفقا لرأى «جيلبرت سينويه» فى كتابه «الفرعون الأخير- محمد على» ترجمة «عبدالسلام المودنى» عن «منشورات الجمل-بيروت»، أما «الباشا الكبير» فكان يتصرف بتمهل وترقب قلقا من أوروبا، لكن فى النهاية أقنع إبراهيم والده، ووفقا للدكتور عبدالرحمن زكى فى كتابه «التاريخ الحربى لعصر محمد على الكبير» عن «الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة»: «قام القائد على رأس جيشه فى 20 يناير «مثل هذا اليوم» عام 1833، ووصل إلى كوتاهية فى 2 فبراير، وتحمل الجنود زمهرير الشتاء القارس، وصار على مبعدة 50 كيلو مترا من الآستانة.
 
فى لحظة تحرك الجيش، كتب إبراهيم إلى أبيه خطابا، يقول فيه: «اليوم 20 يناير 1833»، بدأ الجيش بالزحف على قونية، تتقدمه شراذم صغيرة لشدة البرد، ولقلة عدد الجمال للنقل، ولا توجد فى طريقنا أى مقاومة حتى إستانبول، وهذا يدل على أنهم وضعوا آمالهم بالصلح، ولأجل هذا الصلح أرسل إليك «خليل رفعت باشا»، لكنى أرى جهد ما يصل إليه علمى الضعيف أنه مادام السلطان محمود المشؤوم على العرش، لا يمكن أن يكون هناك صلح صحيح ولا نهاية للأزمة، لأنه سيكون عرضة للظروف ينتهزها للانتقام ويعمل لها، كما كان فى الماضى وللجور على هذه الأمة الإسلامية التعسة وظلمها، فبحق حبنا لهذه الأمة وبحق غيرتنا الدينية أرى من الواجب المحتم علينا لا العمل لمصلحتنا فقط، ولكن العمل فوق كل شىء وقبل كل شىء لمصلحة هذه كلها، ومن أجل ذلك يجب علينا أن نرجع إلى القرار الأول أى خلع هذا السلطان المشؤوم، ووضع ابنه ولى العهد على العرش حتى يكون ذلك بمثابة محرك يحرك هذه الأمة من سباتها العميق.
 
ناقش «إبراهيم» والده فى مخاوفه من أوروبا: «إذا اعترضت على بأن أوروبا تعترضنا قلت لك، إننا لا ندع لها الوقت للتدخل، وبذلك نتقى الخطر، لأن مشروعنا ينفذ قبل أن يعرف، وبذلك نضع أوروبا أمام الأمر الواقع، وإذا كانت أوروبا تغتنم الفرصة لإشباع مطامعها من هذه الدولة فأية تبعة تقع علينا، وهل باستطاعتنا أن نمنعها عن تحقيق خطة تسعى لتحقيقها منذ 84 سنة»، ويصل إبراهيم إلى نهاية خطابه: «مع الاستعانة بالله لتحقيق ذلك عزمت على التقدم إلى بورصة ومودانيا، فلا وقت إذن لتلقى شىء منك، أو من إستانبول يحوم على التقدم، أما أنا فإذا بقيت هنا فإنى لا أجد أقل وسيلة لتموين الجيش لفقر البلاد فلم يبقَ لى إلا الذهاب إلى بروصة، ومن هناك أرسل إليك رسولا».
 
كانت رغبه إبراهيم فى خلع السلطان ووضع ابنه «عبدالمجيد»، مجالا للنقاش مع «رشيد باشا» قائد الجيش العثمانى فى موقعة «قونية»، والأسير لدى الجيش المصرى، وحسب «سينويه»: «اقترح عليه إبراهيم أن يقصد معه استنابول، وبشأن خلع السلطان قال رشيد: «الأمير عبدالمجيد ما يزال طفلا صغيرا «عمره تسع سنوات»، هل تعتقدون والحالة هذه، أنه يستطيع الجلوس على العرش وإدارة شؤون الدولة؟. رد إبراهيم: لكن السلطان محمد الفاتح جلس على العرش وهو فى السابعة، وعبدالمجيد أكبر سنا منه الآن، ومهما يكن الأمر، فصغر سن الأمير يقدم فى رأيى مزايا، فولاة العهد فى هذه الإمبراطورية لا يتلقون مبادئ تربية أولى مثل أمراء الأمم الأخرى، فهم يربون فى الحريم، ويكبرون دون أن يعرفوا شيئا عن شؤون الدولة، وعليه فإذا ما جلس عبدالمجيد على العرش يستطيع بسهولة، بفضل الرجال المتنورين المحيطين به، أن يتعرف على قضايا العالم، وينمى معرفته بالتدريج، ويصير رجلا عالما بحقوق وواجبات السلطان والأمة».
 
رد رشيد: «هذا صحيح، لكن إذا ما علم السلطان بهذا، يمكنه أن يأمر باغتيال الأمراء، رد إبراهيم: الهدف الوحيد الذى سنسعى وراءه هو حل قضايا الأمة وفقا للأمانى العامة للأمة، وما دام يلزم كل أمة سلطانا ليحكمها، فسنختار لها سلطانا تجمع عليه الآراء، وسنضع حدا للعشوائية ولنزوات الاستبداد، وفى ظل هذه الظروف، وفى حال اغتيال الأمراء سيتحمل السلطان وحده المسؤولية، ولن يبقى لنا إلا تنفيذ إرادة الأمة، ونستغنى نهائيا عن السلطان».
 
علق رشيد: أقبل تحليلك، لكن هل تقبل الأمة الإسلامية هذا التغيير؟، أجاب إبراهيم: علينا أن ننتظر معارضة لهذا، على الأقل فى البداية، لكنهم سينتهون جميعا مع مضى الوقت إلى الاعتراف بمزايا الوضع الجديد، ويتمسكون به، وهكذا سيطلبون هم أنفسهم إقامة حكومة على أسس متينة»...!ّ!