- مهرجان ساقية الصاوى: تحول العالم إلى غابة فور التخلى عن اهم ما يميز البشر وهو الإنسانية والمشاعر الطيبة
- دورة تدريبية بـ "موارد ":الاعلام الجديد إحدث حالة حراك اجتماعي وسياسي على أرض الواقع
- باحتفالية تدشين "بيت الترجمة": الجهل بالآخر يزيد من مساحة التوتر والعداوة
- ثورات ملهوفة كتاب يوضح محاولات إجهاض الثورات العربية
- بصالون "الأسواني": "شجرة العابد" رواية تدعو للثورة على الذات والمصالحة بين العقل والروح
زي القطط بتاكل وتنكر!!
بقلم: ميرفت عياد
مساء الخير عزيزي القارئ، أريد اليوم أن أروي لك مشهدًا رايته رؤى العين، وفي الحقيقة أثار استيائي، وهو هجوم أب على طفله الصغير، يكيل له اللكمات والضرب، ويسبه بأبشع الشتائم، لاعنًا يوم مولده ويوم أن تزوَّج من أمه التي جلبت له المتاعب واثقلت كاهله، وهو يقول: "أنت وأمك زي القطط بتاكل وتنكر"!!
وهنا، أسمع أحد قرائي الأعزاء يقول لى: بلاش بقى وجع دماغ.. يعني أنت شوفتِ العجب اللي جايه تحكيه؟.. ما هو ده بقى شئ عادي في الأسرة المصرية.. الأب يلعن يوم ما إتجوز.. والأم تلعن يوم ما جابت ولادها في الدنيا.. وبعدين العيال يخرجوا للدنيا مدمرين نفسيًا علشان ينتجوا جيل جديد من المرضى النفسيين.. أي خدمة، دي أقل حاجة عندنا..
انتظر عزيزي القارئ، لا تتَّهمني بالسطحية دون أن تعرف وجهة نظري.. وكيف نظرت وفكرت في الموضوع.. اقعد وهات لك كباية شاي واهدئ واسمعني، وأنا هاقولك على اللي دار في دماغي أول ما سمعت الأب وهو بيقول لابنه "انت زي القطط بتاكل وتنكر"..
في البداية، فور سماعي لهذه الجملة، شعرت بغصة في نفسي من ذلك الأب الذي يكيل لابنه اللكمات وهو يتهمه بأنه ناكر للجميل.. أي أكل وأي جميل هذا يُرتكب في حقه وهو مهان ومضروب ومهدرة كرامته وحقوقه الإنسانية؟!!
ثم وجدتني أقول لنفسي: لماذا هذا القنوط من ذلك الأب؟؟.. أليس هذا الأب وغيره كثيرين من الفقراء البسطاء- بل والمعدمين- الذين أفرزهم العصر الذهبي لنظام الحكم السابق؟؟.. وهنا وجدتني على الفور أتذكر محاكمة الرئيس السابق "مبارك" ونجليه ورجال نظامه.. وأتذكر كيف قام المحللون النفسيون بتفسير لغة جسد "بابا حسني" التي تنم عن أن معظم الشعب "قطط أكلت وأنكرت الجميل"..
نعم يا سيدي، فمعظم الشعب قطط ناكرة للجميل.. عاشت طيلة عمرها نائمة على فراش من ريش النعام.. تأكل لقمة وترمي عشرة كما يقولون.. ولم تمد يدها يومًا إلى صناديق القمامة علها تجد لقمة ناشفة تسد جوعها من شدة الفقر والحاجة، وهي نائمة تحت الكباري وفوق الأرصفة، لا تجد غطاءًا يسترها من شدة البرد.
نعم، فمعظمنا أكل الكثير إلى درجة التخمة.. نعم، أكلنا من خضروات وفاكهة مروية بمياه الصرف لزيادة نسبة البروتينات والأملاح بها.. أكلنا مزروعات نبتت من بذور مسرطنة، وهذا حل عملي وقوي لتقليل عدد السكان بدل وسائل تنظيم الأسرة وحملة أنظر حولك.. بلا حولي ولا حولك.. بدل ما الشعب يُصاب بالحَوَل من كثرة النظر.. أحسن طريقة "المرض" للقضاء على نصف الشعب، حتى يغتني النصف الآخر، ويستطيع شراء رغيف العيش بدلًا من الأكل من صناديق القمامة..
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :