الأقباط متحدون - سوريا إلي أين؟ هل ينجح المبعوث الجديد فيما فشل فيه من سبقوه؟
  • ٠٧:٢٢
  • الخميس , ١٧ يناير ٢٠١٩
English version

سوريا إلي أين؟ هل ينجح المبعوث الجديد فيما فشل فيه من سبقوه؟

٤٢: ١٠ ص +02:00 EET

الخميس ١٧ يناير ٢٠١٩

ارشيفية
ارشيفية

سليمان شفيق
وصل المبعوث الجديد للأمم المتحدة إلى سوريا "غير بيدرسون" إلى دمشق  اول أمس الثلاثاء في أول زيارة له منذ تعيينه في منصبه خلفا لستافان دي ميستورا، وبيدرسون هو مبعوث الأمم المتحدة الرابع إلى سوريا منذ بدء النزاع في العام2011  ، (بعد الجزائري الأخضر الإبراهيمي والأمين العام السابق للأمم المتحدة الراحل كوفي أنان ودي ميستورا).

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، قد اكد  في رسالة رسمية، تعيين الديبلوماسي النرويجي جير بيدرسن مبعوثا للمنظمة الدولية إلى سوريا خلفا لستافان دي ميستورا.
 
ويعتزم دي ميستورا إنهاء وساطته في الملف السوري أواخر نوفمبر بعدما عجز عن إيجاد مخرج لواحدة من أكثر أزمات الشرق الأوسط دموية، في ظل رجحان واضح لكفة النظام خلال الآونة الأخيرة إثر استعادة بشار الأسد لأغلب مناطق البلاد من أيدي المعارضة المسلحة.
وتسلم بيدرسون مهامه في السابع من يناير الجاري، وهو دبلوماسي مخضرم شارك في 1993 ضمن الفريق النرويجي في المفاوضات السرية التي أفضت إلى التوقيع على اتفاقيات أوسلو بين إسرائيل والفلسطينيين. وأمضى سنوات عديدة ممثلا لبلاده لدى السلطة الفلسطينية، وشغل منصب سفير النرويج لدى الصين وسبق أن كان سفيرا لبلاده لدى الأمم المتحدة.

وحول ذلك صرح مساعد وزير الخارجية السورية أيمن سوسان خلال مؤتمر صحفي عقده الأحد  الماضي في دمشق إن هذه الزيارة "هي زيارة تعارف رغم أن السيد بيدرسون معروف من قبلنا ولكنها محطة أولى سنستمع إليه، سنجدد له استعدادنا للتعاون معه من أجل إنجاح مهمته" .

وكان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أكد في وقت سابق استعداد بلاده التعاون مع بيدرسون "بشرط أن يبتعد عن أساليب من سبقه وأن يعلن ولاءه لوحدة أرض وشعب سوريا، وألا يقف إلى جانب الإرهابيين كما وقف سلفه"، ولطالما اتهمت دمشق دي ميستورا الذي استقال من منصبه أكتوبر بعد أربع سنوات من المساعي التي لم تكلل بالنجاح لتسوية النزاع السوري، بـ"عدم الموضوعية" في تعاطيه مع الأزمة السورية.

وأكد مصدر مطلع لوكالة "سبوتنيك" الروسية أن الدبلوماسي النرويجي سيبدأ زيارته التي من المتوقع أن تستغرق بضعة أيام بلقاء وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ونقلت وكالة "نوفوستي" ،أن بيدرسن سيعقد في دمشق اجتماعات مع عدد من المسؤولين السوريين.
 
ونال الديبلوماسي النرويجي موافقة مبدئية من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي، وسط تقديرات متضاربة لحظوظ الرجل في الوصول إلى تسوية لاسيما أن مساعي من سبقوه اصطدمت دائما بمعادلات عسكرية واستراتيجية معقدة.
 
ويتولى بيدرسن في الوقت الحالي منصب سفير لبلاده لدى الصين، وشغل في سنة 2005 منصب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان، وفضلا عن ذلك، مثل بلاده لدى المنظمة الدولية في نيويورك

ويعد الديبلوماسي المعين حديثا ممن خبروا شؤون الشرق الأوسط، فبين سنتي 1998 و2003 تولى تمثيل النرويج لدى السلطة الوطنية الفلسطينية، وقبل ذلك، كان من بين المشاركين في مفاوضات سرية ساعدت على التوصل إلى اتفاق أوسلو سنة 1993 بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
 
ويتجه بيدرسن إلى الإمساك بالملف السوري في الوقت الذي تركز فيه الأمم المتحدة على كتابة الدستور السوري في مسعى إلى إحداث انتقال سياسي في البلاد بالنظر إلى اشتراط بعض العواصم الغربية إنجاز هذه المهمة قبل بدء عملية إعادة الإعمار.
ولم يصبح تعيين بيدرسن رسميا حتى الآن لكن الموافقة عليه شبه محسومة حتى اللحظة، ومن المرتقب أن يجري الإعلان عن التكليف النهائي في غضون أسبوع.

ويأتي تعيين بيدرسن وسط تغير كبير في موازين القوى فالحكومة باتت تسيطر على أغلب مناطق البلاد باستثناء مناطق محدودة في الشمال تنتظر حسما وشيكا، حيث أكدت قمة عقدت مؤخرا باسطنبول بين روسيا وتركيا وفرنسا وألمانيا أهمية الإبقاء على وقف إطلاق النار في إدلب والحرص على التوصل إلى حل سياسي.
 
وكان  دي ميستورا قد صرح  مؤخرا،أن وزير الخارجية السورية، وليد المعلم، رفض أي دور للأمم المتحدة في اختيار لجنة صياغة الدستور.
 
لكن هذا الموقف المتشدد لدمشق ليس سوى ترجمة للانتصارات التي تحققت ،و للأوراق التي باتت في يدها،   فالولايات المتحدة قررت سحب جيشها مؤخرا، أما تركيا الداعمة للمعارضة فاضطرت إلى الانحناء للعاصفة الروسية حتى تحصل على ضوء أخضر لتحييد الخطر الكردي في شمال سوريا .