د. يوسف زيدان: لدينا حالة "خبل عام".. الدول العربية تتفتت من الحروب.. خسائر الربيع العربي 830 مليار دولار وقضيتنا الكبرى هي "الحجاب"

كتبت – أماني موسى
تحدث الكاتب والباحث د. يوسف زيدان، في صالونه الثقافي، عن معنى العقلانية، مشددًا: كيف يمكن أن تؤسس وعي حقيقي وتفاعل علمي أو معرفي أو سياسي إذا كانت المفاهيم الأولى البسيطة ليست عليها اتفاق مثل مفهوم "العدل، الصديق، البطل".

ابن النفيس وأمثاله هم من أدخلونا في سياق الحضارة الإنسانية
مشيرًا إلى حالة الصخب والعراك التي حدثت عقب حديثه عن مفهوم البطل، وكيف أن أبطالنا التاريخيين دمويين كصلاح الدين وغيرهم، بينما الأبطال الحقيقيين هم البيروني وأبن النفيس فهم من أدخلونا في سياق الحضارة الإنسانية، وتركت القضية الأساسية وتحول الصراع إلى الموقف من صلاح الدين.

زيدان: صلاح الدين كان "أعرج"
ولفت إلى أن هذا الصخب الإعلامي لم يكن بريء، ربما كان موجه، وتحدث عن موقف حيث سأله أحدهم: ليه بتفضح الشخصيات التاريخية؟ وأجابه لكي لا نؤسس إلى ديكتاتوريات جديدة، ولكون الصورة التاريخية تختلف عما تقدمه السينما، ناهيك عن كونه كان أعرج.

من أين تأتي قوة السلفي أو السياسي على أن يحرك جمهور جاهل ويستطيع توجيهه حيثما أراد؟
وسأله زيدان، ما الذي حدث؟ فقد قلت هذا الكلام يف كتابي سنة 2005، فأجابه لأ أنت قولته في التلفزيون، ومن ثم وصل لقطاع أكبر بكثير من جمهور الكتب، القاصر على فئة بعينها.

وشدد زيدان بقوله، من هنا تأتي قوة السلفي أو السياسي وغيره في قدرته على أن يحرك جمهور جاهل ويستطيع توجيهه حيثما أراد، لأن الجاهل لا يملك نزعة نقدية ومن ثم تزداد الشعوب تخلفًا.

حديثي عن إسرائيل يثير البعض في العلن وفي الخفاء ليس بحقيقي
وأشار زيدان إلى حالة الصخب أيضًا التي تحدث حين يتحدث عن إسرائيل، أو العلاقة معها، وأن موقف الكثيرين ممن يصرخون ليس بحقيقي، فالبعض جاهل أو آخر له بيزنس وحسابات أخرى.

العقلانية هي منهج تفكير واعي يراعي المنطق
وأوضح زيدان أن العقلانية لها عدة تعريفات، أبرزهم وملخصهم هي منهج تفكير يراعي المنطق، ثم منها ننطلق إلى تفاصيل كثيرة، وأن الحالة التي عليها الآن العقل العربي هي حالة "خبل عام مبرر".

لدينا حالة خبل عام مبرر
وطرح زيدان، مثال البلايا التي صنعتها داعش بالمنطقة، ومن كم شهر اختفت داعش، متساءلاً: هل تم محاسبة أو محاكمة أحد؟ طب هما راحوا فين داعش؟

لدينا ارتفاع في نسبة العنوسة ونناقش زواج البنت في سن 13 ولا 9 سنين!
ومثال آخر بمصر، حين تصبح القضية العالمية المطروحة للنقاش بالمجتمع العربي، حول قضية زواج البنت، هل تتزوج في سن الـ 9 أم الـ 10 أم 13؟ في حين ارتفاع نسبة العنوسة بالمجتمعات العربية نتيجة لأسباب اقتصادية.

الدول العربية تتفتت من الحروب وقضيتنا الكبرى هي "الحجاب"!
مضيفًا، الحال العربي بالسنوات الماضية لا يخفى على أحد، حيث تجد بلاد تتشرذم وحروب تقام ونساء تغتصب وأناس يموتون بردًا أو جوعًا، وتجد القضية الكبرى في السنتين الماضيتين هي الحجاب! هو مطلب شرعي ولا مش شرعي؟ طب وماذا عن النقاب؟ وما المقصود بالحجاب، مستطردًا: لتجد حالة من الخبل العام كما لو كان العلاج بالضد، فتكون العقلانية هي الضرورة لمواجهة مثل هذا الخلل.

نيويورك تايمز: مليون ونصف المليون عراقي قُتلوا منذ الغزو الأمريكي
وأشار زيدان في معرض حديثه إلى أن صحيفة النيويورك تايمز أفردت عدد كامل بها للحديث عما وصل إليه العرب، مشيرة في إحصائية نشرتها عن عدد من قتلوا من العراقيين منذ الغزو الأمريكي مليون و455 ألف شخص، وقتل من العسكريين 4800 جندي وضابط.
تكلفة هذه الحرب تريليون و705 مليار 856 مليون دولار وخسائر دول الربيع العربي 830 مليار دولار!

وتكلفة هذه الحرب تريليون و705 مليار 856 مليون دولار!!
كما أن خسائر الدول التي قام بها الربيع العربي، وفقًا للصحيفة، بلغت 830 مليار دولار!

ما يشهده العالم العربي من انحطاط اليوم غير مسبوق في التاريخ
وعلق زيدان بقوله، أن الانحطاط الذي يشهده الوطن العربي حاليًا هو بالمقاييس المعاصرة غير مسبوق في التاريخ، العرب الآن يحاربون في اليمن في سوريا في ليبيا في العراق، ومع هذا 70% من ضحايا الحروب الإسلامية مسلمين، ولا توجد أية مؤشرات تقول أن العرب في المدى القريب سيخرجون من مأزقهم، لأنه لا مؤشرات عقلية تقول بذلك، فإن صحت النوايا وانتظم العقل تمكنت المجتمعات من النهوض والقيام مجددًا.

وشدد زيدان أن تحدي مجريات الواقع وتقويمها ليس بشيء فريد بل هذا ما فعلوه من سبقونا ونجحوا، عسانا أن ننجح.