الأقباط متحدون - الأنبا مكاريوس الحارس الأمين للوطنية
  • ٠٤:١٨
  • الأحد , ١٣ يناير ٢٠١٩
English version

الأنبا مكاريوس الحارس الأمين للوطنية

جمال رشدى

مساحة رأي

٤١: ٠٥ م +02:00 EET

الأحد ١٣ يناير ٢٠١٩

الأنبا مكاريوس
الأنبا مكاريوس

جمال رشدي: يكتب
في الغالب لا أحبذ أن أتناول شأن ديني في كتاباتي، وان تناولت شئ من هذا القبيل يكون من منظور وطني ولخدمة الوطن، وفي هذا المقال اكتب عن الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا وابوقرقاص كرجل دين من منظور وطني.

في السنوات الأخيرة ومنذ سقوط نظام مبارك وما قبله بقليل من، بدأت وتيرة الأحداث الطائفية في محافظة المنيا ضد الكنائس والأقباط، تتصاعد وتتكرر بنفس السيناريو والأدوات، حني أصبحت في الآونة الأخيرة حالة معتادة بين كر من الارهابين وفر من أجهزة الدولة، وكأن الاثنين طابت لهم تلك اللعبة علي حساب الأقباط والوطن،

في كل ذلك والنخبة المصرية السياسية والثقافية تسأل وتتسأل لماذا تتعمد الدولة، إن تترك محافظة المنيا رهينة تلك الأحداث، وهي قادرة بكل تأكيد علي وقفها والقضاء عليها ومعالجتها، ولكن لا أجابه علي هذا السؤال من داخل النظام نفسه، بل تتعدد الإجابات من بعض من هم يتوهمون أنهم تابعيين للنظام، فالبعض يقول إن النظام الحالي قد ورث موروث من ثقافة التطرف لا يمكن معالجته في يوم وليلة، والبعض الأخر يقول إن بعض الكنائس غير حاصلة علي ترخيص طبقا للقانون، ويوجد من يقول إن الدولة تتعمد تأجيل المواجهة مع تلك الأحداث لحين بلوغ الوقت المناسب .. والخ من التشخيص والتحليل لموقف الدولة من الأحداث وفي جميعها غير منطقية وغير عادلة في الطرح أيضاً.

فقد أرسل كثيراً من الكتاب والمفكرين والمتخصصين رسائل إلي السيد الرئيس كرأس للنظام، طالبوه باتخاذ خطوات جادة اتجاه تلك الأحدث للحفاظ علي الوطن قبل فوات الأوان .

وما زالت الكنيسة المصرية تلتزم صمت الحكمة من اجل استقرار الوطن، وتتوسم بل وتظن إن النظام ليس بغافل عن خطورة تلك الأحداث، ولن يسمح لها بالتوسع والتمدد لتكون كرة لهيب يحترق بها الوطن.

وهنا الأنبا مكاريوس الأسقف العام للمنيا شأت الأقدار إن يكون داخل عمق تلك الأحداث، يري ويسمع ويشاهد إغلاق كنائس، حرق بيوت، سب واهانات، تخاذل متعمد من أجهزة الدولة، أحداث متكررة أسبوعياً بنفس السيناريو والنمط، وفي كل ذلك يتعامل الرجل باقتدار وحنكة منقطعة النظير، فمكوناته الشخصية من عمق ثقافته، وسمو روحانية، بجانب خبراته وذكائه الاجتماعي ، ووطنيته الجارفة وحبه لمصر،كل ذلك جعله قائد محنك وحائط صد منيع ضد تلك الأحداث يدافع عن استقرار الوطن وأمنه، ففي كل تعليقاته إلي الان يشخص الوضع من منظور سلوك اجتماعي، ويطالب الدولة بالتدخل لمعالجة الامر ثقافياً ومن ثم امنياً ويطالب الأقباط بالصلاة من اجل امن واستقرار مصر ومساندة الرئيس في عملية الإصلاح والبناء.

ومن المخجل إن يخرج بعض من هم عملاء وأبواق للجهات الأمنية، إن يتهموا الرجل بأنه سبب من أسباب إشعال تلك الأحداث بالفعل ( إل اخشوا ماتوا ) لا ضمير مهني ولا ضمير أنساني ولا رؤية ثقافية يستطيعون طرحها واقتراحها لمواجهة الأحداث، وسأوجه قلمي بعد إن أغمزه في محبرة الوطن مصر الذي يجري في دمي، وأقول لهؤلاء انتم أصاغر في الوطنية والإنسانية، وليس لكم قيمة أو تأثير بل عبء على الوطن، وتقومون بدور مطلوب منكم، وعند عدم الحاجة لدوركم، سوف يتم استخدامكم كقطعة قماش مهلهلة لمكاتب من يستخدمونكم ولن يبق لكم وجود أو ذكري.

أما الأنبا مكاريوس فهو ابن الوطنية المصرية سيفتخر به الوطن ويكرمه، وكفي انه قيمة وقامة كبيرة في أعين الشعب وأجهزة الدولة، لأنه يدافع عن الوطن والدولة وأثبتت مواقفه الى الان انه مصري شجاع لا غش فيه، ام انتم تريدون تلك الاحداث مشتعلة دائما لكي تسترزقوا منها كوسيلة متاجرة باسم الوطن أو الدين.

وكفي إن كل المصريين الشرفاء الوطنيين يرفضون تلك الأحداث، وينتقدون موقف الدولة المتخاذل منها، ولا يحترمون كلمتكم ولا موقفكم، نعم مصر تمر بمرحلة صعبة لان أمثالكم هم من يركبون المشهد ويسيطرون علي مايك الكلمة.

تحيا مصر، وعاش الوطن لكل شريف وعاش الأنبا مكاريوس خادماً للكنيسة والوطن بروح المحبة والغفران والتسامح.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع