أبدت الفنانة سميرة عبدالعزيز سعادتها بالتكريم ضمن رواد المسرح، خلال الدورة الـ11 لمهرجان المسرح العربى، مشيدة بالدور الذى تقوم به الهيئة العربية للمسرح، وبالقائمين عليها فى المهرجان خلال دورته الحالية بمصر التى تنطلق، اليوم، مؤكدة أن ذلك يمثل فرحة ثانية لها، وعبرت «سميرة» فى حوارها لـ«المصرى اليوم» عن أمنياتها بتنظيم الكثير من المهرجانات الدولية ومشاركة الفرق العربية والأجنبية، خاصة فى مصر، بهدف التبادل الثقافى واستفادة الفنانين المصريين بالاطلاع على الفنون المسرحية المختلفة وتجارب الدول الأجنبية، مطالبة كافة القائمين على المسرح، سواء القطاع الخاص أو الدولة، بالعمل على تقديم رسائل من خلال النصوص التى يتم تقديمها، وعدم الاكتفاء بتقديم إسكتشات لا تُفيد، مستشهدة بتجربة الفنان محمد صبحى الأخيرة فى «خيبتنا».. وإلى الحوار:
- سعدت بتكريمى من الهيئة العربية للمسرح، وأشكر القائمين على الاختيار وتكريم تلك الكوكبة من الفنانين المسرحيين والتى نراها لفتة جميلة، وسعادتى بالتكريم لأنى بالدرجة الأولى ممثلة مسرح، ومازلت أمارسه وأفضله على كافة الأنواع الأخرى من الفنون، وشرف لى أن أكون ضمن المكرمين من «المسرح العربى» كرائدة من رواده، وأُشيد بالاهتمام الجيد من الشيخ القاسمى والهيئة العربية للمسرح وبالقائمين عليه، وسعادتى الأكبر أن هذه الدورة تعقد هذا العام فى مصر، فتلك فرحة أخرى.
■ ماذا عن المهرجانات المسرحية فى الوضع الراهن؟ وما الذى تودين رؤيته بها؟
- نحتاج التعرف أكثر على بعضنا البعض كمسرحيين وفنانين بنظرائنا فى العديد من الدول من خلال تلك المهرجانات الدولية، وأتذكر أننا حينما نظمنا المهرجان القومى للمسرح وكنت ضمن لجنة التحكيم لم أجد أى فرقة عربية، لأنه كان معنيا بمصر، لكن فى المسرح العربى أتمنى له وللمهرجانات الأخرى الاهتمام بتواجد فرق مسرحية عربية، وأن تُدعى مصر وفنانوها إلى هذه المهرجانات العربية، حتى نستفيد من التبادل الثقافى، فقد دُعيت لعدة مهرجانات، منها فى المغرب «خريبكة» واطلعت على الفن المسرحى هناك، وأتمنى أن يكون هناك مهرجان دولى للمسرح أرى من خلاله الفرق العربية والأجنبية.
■ كيف ترين التجارب المسرحية الحالية.. سواء فى القطاعين الخاص أو العام بمصر؟
- أتمنى أن أرى عروضا وفرقا تليق بمكانة مصر، وأن ننطلق بها إلى العالم الخارجى، فكلما اكتسبنا فرقة جديدة، سواء خاصة أو فى مسرح الدولة، لعرض مستوى ثقافى محترم يليق بقيمة مصر المسرحية، كلما كان هذا جيدا، ولنا فى التجربة التى يقدمها حاليا الفنان
محمد صبحى من خلال عودته بتجربته الأخيرة «خيبتنا» والتى أشاركه بها لتقديم مستوى جيد ورسالة حقيقية تستهدف أفكار الشباب، وأيضًا الفنانان محمد هنيدى وأشرف عبدالباقى، أتمنى أن يحظيا بنفس الرسائل المسرحية الحقيقية كما يفعل «صبحى»، فكلما زاد المسرحيون فى تقديم تجارب جديدة، سيكون هذا فى صالح رواده، شريطة أن يتم تقديم رسالة حقيقية، لأن المسرح هو مرآة المجتمع، ونريد فكرا حقيقيا وليس «اسكتشات»، نحن لدينا مسرحيون كبار، فقط نتمنى كل من يقدم مسرحًا أن يراعى اسم مصر الرائد فى الفن والثقافة.
■ اتخذتِ تجربة محمد صبحى فى «خيبتنا» نموذجا.. حدثينا عن مشاركتك له فيها؟
- حينما ذهبت لأشاهد مسرحية «غزل البنات»، استهوانى جمال المسرح لدى الفنان
محمد صبحى، فقد انبهرت باهتمامه بكل التفاصيل، من الاستيدج، للتحية والتعامل برقى مع الجمهور، وباختصار «مسرح عالمى»، وحينما قابلته قلت له «رأيت مسرح مثل هذا فى باريس وقبلت رأسه»، وأعجبت بانتظام العرض، وعادة المسارح ليست كذلك، وقلت له «نفسى من زمان أعمل معك»، فقال لى هناك دور معى فى «خيبتنا» وبالفعل أنقذنى
محمد صبحى من دخول حالة اكتئاب شديدة بعد وفاة زوجى الكاتب الراحل
محفوظ عبدالرحمن، ووجدت مسرحًا يليق بمشاركتى به.
■ ما الرسائل التى يحملها العمل وتجعله مختلفًا عن غيره؟
- رأيتها مسرحية غنائية بها أغانٍ واستعراضات، وهى سياسية بالدرجة الأولى، تحمل رسائل عديدة أتمنى كل شاب مصرى أن يراها ليعلم أن أى أزمة نراها السبب بها «خيبتنا» لأننا لا نعلم قيمة تصرفاتنا مع العالم، وأنها يقظة للتغيير فنقول «نحن من علمنا العالم الإنسانية، وإننا أصحاب تاريخ وعقول جبارة» فكيف نفعل كل ذلك بتاريخنا؟، يجب أن ننتصر بإرادتنا وإذا استخدمنا عقولنا فسننجو، وهذا لا يخص فقط المسرحية ولكن ما نتمناه فى كافة العروض التى يتم تقديمها، أتمنى كل عرض لا يخرج للنور إلا إذا حمل رسالة تُعلم الأجيال كم أن القيم والمبادئ تنير الفكر.
■ كيف ترين قلة النصوص المصرية المرتبطة بقضايا المجتمع واللجوء للنصوص العالمية؟
- لدينا مؤلفون مسرحيون لديهم ذخيرة كبيرة من الأعمال، ولكن ينقص الجيل الحالى، البحث والقراءة للعديد من الكُتّاب الذين تركوا تاريخا وأثرا كبيرا فى الحركة المسرحية.. فلماذا لا يقرأون ليسرى الجندى، محمد السيد عيد،
محفوظ عبدالرحمن، نعمان عاشور، سعد الدين وهبة، وإذا قلنا إننا فى حاجة لاقتباس نصوص عالمية، فهذا ليس عيبا، ولكن يجب تحويله إلى نص يتواءم مع ثقافتنا ونقدم شبيها بلمساتنا وقضايانا المصرية، ومن هنا ستتعلم الأجيال حتى من تلك التجارب.
■ دائمًا ما تشيدين بمواهب المسرح الجامعى.. لماذا؟
- لأنى أرى أن المسرح الجامعى لديه مواهب كبيرة ونواة جيدة، وفى ظل ظروف الدولة الاقتصادية وما نمر به فى مصر وصعوبة اتخاذ الدولة إجراءات الإنتاج للأعمال المسرحية، أقترح أن تعطى الدولة مسارحها ليعرض عليها للمسارح الجامعية ومواهبها، فهنا سنكتسب فرقاً تجعل الناس تشاهدها أكثر، وأتذكر أن فى المهرجان القومى للمسرح كان هناك ما يقرب من 37 عرضًا منها، فإذا حدث ذلك واستخدموا مسارح الدولة فسيكون جيدًا.
■ كيف ترين المشهد فيما يقدم من أعمال درامية حاليا ونتائجها؟
- ما يُقدم حاليًا فى الدراما والنوعيات المتواجدة بها غير مقنعة لجذب المشاهد إليها، فقد رفضت مسلسلاً 3 كُتاب قاموا بكتابته، لأننى لا أقبل إلا أن أكون ضمن عمل جيد أصدقه ويحمل رسالة، والفنان الذى يحترم تاريخه لا يقبل بمثل هذه الأعمال الحالية التى أصبحت خلال الأربع سنوات الماضية على نفس النهج، عبارة عن «سكاكين ومخدرات وضرب»
■ ماذا عن أزمة دراما رمضان وتراجع عدد الأعمال؟
- هم الذين بدأوا بذلك وهذا رد فعل لما بدأوه، وأتذكر أننا كان لدينا نظام محدد وقتما كانت الدولة تقوم بعملية الإنتاج، فكان هناك من يتحكم فى عملية أجور الفنانين، لدرجة أن أعلى أجر للنجم كان 40 ألف جنيه، ولكن حينما جاء القطاع الخاص والإعلانات بدأوا الدفع بالملايين حتى وصل لأن يتخطى أجر النجم الـ 40 مليون جنيه، وأتساءل: ماذا قدم هذا النجم ليأخذ هذا المبلغ، فهل يأتون الآن ليغضبوا نتيجة أفعالهم؟، أعتقد أن هذا نتيجة عادلة لما بدأوه للمنظومة الخاطئة التى خضعت للإعلانات والكسب المادى دون وجود محتوى هادف ورسالة للمجتمع أو فكرة، لذا تقلصت الأعمال الدرامية وزادت الخسائر على المحطات الفضائية، وهذا ما جعل أيضًا المعلنين يقللون من الموظفين لديهم.