الأقباط متحدون - العدد في الليمون؟أم...
  • ٠٩:٤٧
  • الاربعاء , ٩ يناير ٢٠١٩
English version

العدد في الليمون؟أم...

مقالات مختارة | فريدة الشوباشي

٢٨: ٠٢ م +02:00 EET

الاربعاء ٩ يناير ٢٠١٩

 الانفجار السكاني
الانفجار السكاني

 فريدة الشوباشي

استيقظت مصر مؤخرا، ومؤخرا جدا للأسف،علي حقيقة أن الانفجار السكاني ،هو أخطر تهديد يواجهه الوطن ،وان "مشجعي" الانجاب ،يدفعون بالبلاد الي طريق الهلاك ،أيا كانت دعاواهم ،بسوء قصد أو بحسن نية ، فالضرر من الزيادة السكانية غير المنضبطة يفوق كافة الاضرار الأخري بما فيها خطر الإرهاب ..ويلاحظ المتابع لتطوارات بلدنا ،ان الزيادة السكانية ،العشوائية،قد بدأت مع عصر الانفتاح وتراجع دور الدولة ،لا سيما دورها الثقافي ،وانتشار الخرافات واشاعة "التواكل" وليس التوكل..
 
ومن أكثر المفاهيم التي ساهمت بقوة في الانفلات السكاني ،مقولة "ان كل مولود يأتي ورزقه معه" ومما لا شك فيه ان كل كبيرة مهما كبرت ،وكل صغيرة مهما تضاءلت ،لا تكون إلا بأمر الله ،علي أن ذلك لا يمكن ان ينفي ،ارادة الانسان،الذي خيره الخالق عز وجل ،بين الخير والشر ومنحه عقلا يرشده الي التفرقة بين السلوك القويم وبين السلوك العابث..
 
فهل يمكن مثلا ،القفز من أعلي سطح البناية التي تسكنها ،بدعوي انك لن تموت اذا كان لك بقية من عمر؟
 
..ولماذا يحاسبنا الله علي افعالنا ،اذا كان طريقنا مرسوم ومقدر قبل ان نولد؟..
 
من هنا كان علينا الاسترشاد بقول الله عز وجل ،الذي يطالبنا إعمال العقل،"أفلا تعقلون؟".. وقد دقت الزيادة السكانية في مصر ناقوس الخطر ،حيث يستحيل ان تلبي موارد محدودة ،زيادة سكانية غير محدودة ،ولا يصدق احد ،ان الرغيف الذي يمكن ان يشبع شخصا واحدا ،ويلبي نصف حاجة شخصين الي الطعام ،وتقل النسبة كلما زاد عدد من مقتسمي الرغيف،حتي اذا ما وصل عددهم الي عشرة اشخاص مثلا،ان يحصل كل منهم علي لقمة او لقمتين بالكاد وبالطبع قد تحين لحظة في غياب العقل ووصول العدد الي عشرين شخصا ،الي بداية الحقب السوداء في تاريخ الشعوب ومنها واكثرها وحشية ،حقبة المجاعة..
 
ويردد عدد كبير من الشيوخ الجدد الذين يحتلون معظم الشاشات، الحديث المنسوب الي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم :تناكحوا تناسسلوا فاني مباه بكم الامم يوم القيامة !!..فهل يعقل ان يكون قصد الرسول الكريم التكاثر بلا ضابط او رابط ،بحيث تكون الاعداد الكبيرة غارقة في الفقر والجهل؟ هل التباهي يكون بالكثرة ام بالنوعية؟
 
وهل اشار احد الي ارتفاع معدل الجرائم في مصر ،خاصة في الأماكن العشوائية الاكثر فقرا ،وحيث تقع جرائم ،لم تكن مصر تعرفها وتثير الفزع لفرط وحشيتها ؟فعندنا ماليزيا التي لا تزيد الا بمعدلات معقولة و طبيعية ، مما مكنها من تحقيق نهضة محترمة وتوفير العيش الكريم لابنائها ،الذين يطبقون قوله تعالي :وقل اعملوا ،فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون.فهل سمع احد من الشيوخ التي تحرض علي الانجاب المنفلت ،اشارة منه الي اهمية العمل الحيوية بالنسبة لأي مجتمع؟ وعندما يقول احد الشيوخ مؤخرا "ان الدعوة الي تحديد النسل مخطط صهيوني" ولا يخرج احد للرد عليه ،اليس هذا موقفا يدل دلالة قاطعة علي اننا في شبه غيبوبة عن خطر داهم يهدد وجودنا ذاته؟ إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بانفسهم،وهو ما يتحتم علينا العمل به ..
 
نحن في أمس الحاجة الي إعلاء قيمة العقل ،والي ان يعرف كل منا واجبه ،فليس مستساغا ان نشاهد مواطنا يقف امام الكاميرات مشيرا الي فمه وهو يقول أن لديه ثمانية اطفال لا يستطيع توفير الطعام لهم ،مطالبا الدولة باطعامهم ونفس الشئ بالنسبة لمن يصرخون ليل نهار ،عن حق ،بضرورة انشاء فصول دراسية جديدة ،لكن دون ادني اشارة الي اننا نزيد بمعدل دولة سنو يا ،حيث تقدر الزيادة السنوية للسكان الآن بمليونين ونصف مليون نسمة ،مع العلم بان بعض الدول يقل تعداد سكانها عن مليونين او ربما عن مليون..
 
علينا تبصير المواطنين بمواردنا ،في المياه ،فلدينا نهر النيل ،فهل يعقل ان يروي النهر ،عطش الارض التي تكفي مائة مليون من البشر اذا تضاعف عددهم الي مئتي مليون ثم الي مليار اذا استمر معدل الزيادة السكانية بنفس معدل السنة الحالية؟..ان التجاهل بصدد هذه القنبلة لا يقل خطرا عن تجهيلها ..ولنطبق قول الرسول الكريم : اعقلها وتوكل..لا يليق ان يشار الينا ،بان العدد في الليمو ن ،بل ان يشار بالبنان الي نسبة المتميزن من ابنائنا ،علماء وادباء وفنانين ومبدعين في مختلف المجالات

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع