الأقباط متحدون - الاحتلال السلفى لمصر!
  • ٢٢:٣١
  • الثلاثاء , ٨ يناير ٢٠١٩
English version

الاحتلال السلفى لمصر!

مقالات مختارة | وائل لطفى

٢٠: ٠٢ م +02:00 EET

الثلاثاء ٨ يناير ٢٠١٩

ارشيفية - التيار السلفي
ارشيفية - التيار السلفي

وائل لطفى

 لو كان لى أن أمارس السياسة على طريقة رجال ثورة ١٩١٩ لأسست تنظيماً لتحرير مصر من الاحتلال السلفى لها. الاحتلال السلفى للوجدان المصرى حقيقة واقعة، لا مجال لإنكارها، ولا التملص منها، بل إن الاعتراف بها هو أول الطريق لمواجهتها.

 
صحيح أن مصر تعيش منذ ثورة ٣٠ يونيو نوبة صحيان ضد كل من تاجروا بالدين لخداع هذا الشعب، وصحيح أن موقف الدولة بعد ٣٠ يونيو من تجار الدين يختلف تماماً عن الموقف المتخاذل والمتواطئ الذى كان يتخذه نظام مبارك منهم، إلا أننا يجب أن نعترف بأن ما تم زرعه خلال نصف قرن تقريباً لا يزول بجرة قلم.
 
إننا نعرف جميعاً وقائع ما حدث، نعرف الخطيئة التى وقعت فيها الدولة المصرية فى السبعينات، نعرف مئات الملايين التى تم رصدها لاختراق الأزهر قلعة الإسلام الوسطى، نعرف الملايين التى أُنفقت لاختراق الجامعات، نعرف الدور المشبوه الذى لعبه طلاب مثل عبدالمنعم أبوالفتوح وعصام العريان فى نشر السلفية، وحاول بعضهم أن يغسل يديه منه فيما بعد. ثم إننا عرفنا - على لسان ولى العهد السعودى - أن نشر الوهابية كان سياسة أمريكية فى المنطقة، ومن الواضح أنها نجحت فى تحقيق أهدافها.
 
لكن هذه ليست هى المشكلة، المشكلة ليست فى انتشار مظاهر التدين الكاذب، ليست فى أننا استبدلنا «السبوع» بالعقيقة، أو صباح الخير بالسلام عليكم.. المشكلة الأعمق هى أن السلفية تسللت إلى أعماق أعماق تفكيرنا، واخترقت أعمق الطبقات فى أرواحنا.
 
هل تريد أن تعرف لماذا انتشرت السمنة بين المصريين فى العقود الأخيرة فقط؟ أنا أقول لك.. لأن السلفية تختصر متع العالم فى تناول الطعام وممارسة الجنس «الحلال» والانشغال به، لا موسيقى، لا قراءة، لا رياضة، لا شطرنج، لا تسلية. يندهش المصرى جداً إذا قلت له هذا. هو يمارس بعض هذه الأنشطة، لكن الحقيقة أنه يحتقرها فى أعماقه، الشباب المصرى يجد متعتة فى التحلق حول عربات الطعام مساء، وينشغل بالمرأة كثيراً، ولا يعرف كيف يسعدها بعد أن يحصل عليها أو يتزوجها.
 
هل تعرف لماذا لم يعد المصريون يعملون بنفس الكفاءة؟ أنا أقول لك.. لأن خطباء المساجد ظلوا أربعين عاماً يرددون على الناس ما قاله الشيخ محمد متولى الشعراوى: «لو طبقنا الشريعة فسيكافئنا الله بآبار النفط مثلما حدث لغيرنا».. كرهنا العمل وبقينا ننتظر أن يتفجر النفط تحت أقدامنا.
 
لقد سرق الاحتلال السلفى من مصر روحها، وهى جريمة لم يرتكبها أى احتلال آخر منذ عهد الهكسوس حتى الآن. والمطلوب الآن أن تتحرر مصر من هذا الاحتلال.. إذا كنا نريد حقاً أن نسير نحو المستقبل.
نقلا عن الوطن
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع