الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم 6يناير 1915م..ميلاد الدكتور لويس عوض..
  • ٠٧:٣٢
  • الأحد , ٦ يناير ٢٠١٩
English version

فى مثل هذا اليوم 6يناير 1915م..ميلاد الدكتور لويس عوض..

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

١٦: ٠٩ ص +02:00 EET

الأحد ٦ يناير ٢٠١٩

ميلاد الدكتور لويس عوض..
ميلاد الدكتور لويس عوض..

كتب : سامح جميل 

فى مثل هذا اليوم 6يناير 1915م..

ولد فى 6 يناير 1915م..
ميلاد الدكتور لويس عوض..
كان لويس عوض الذى اكتملت اليوم 6 يناير الحالى مائة وثلاثة اعوام ..على ميلاده (1915-1990) .. يحتفل بشدة بالتراث والفكر والحضارة .. احتفاله بالآداب والفنون والعلوم الحديثة .. ليس فقط لما تنطوى عليه من قيم فكرية وفنية رائعة .. وانما ليقينه بأن من ليس له ماض .. لن يكون له حاضر ومستقبل. ومع هذا فإن رؤيته لهذا الماضى لم تكن رؤية المفتون الذى لا يدرك ما يعتريه من نقص.ونظرا لأن هذه الرؤية كانت تتصف بالموضوعية والحياد.. فكان لويس عوض لا يقتصر فى أبحاثه ودراساته وتحليلاته على اتجاه دون اتجاه .. بل كان يجوب الآفاق الطليعية مثلما يجوب الآفاق التقليدية معتمدا فى انتاجه على الكتب والدوريات والموسوعات والوثائق .. اعتماده على التجربة والمشاهدة ومخالطة المثقفين فى مصر وأنحاء العالم.ولنضرب مثلا بالثقافة المعاصرة .. فعلى الرغم من أنه صاحب مقولة «الأدب فى سبيل الحياة» .. التى تقدم الفكر على اللفظ والمعنى على المبنى .. فلم يكن لويس عوض يغفل الدعوات الشكلية ويستطيع أن يقول عن شاعر إنجليزى متشائم مثل ت . س إليوت .. منفصل عن التاريخ والمجتمع .. إنه شاعر عظيم فى مستوى ميلتون وشيللى ومالرو .. وفى الوقت نفسه رجعى عظيم.ولهذا لم يدخل لويس عوض فى معارك مباشرة مع النقاد التشكليين أو الجماليين الذين لا يؤمنون بأن للأدب والفن رسالة اجتماعية .. من أمثال رشاد رشدى ومدرسته تقديرا منه لما فى مذهب «الفن للفن» .. من أصول وخصائص ليس من الصواب ازدراؤها أو الغض منها مع بعدها عن الجماهير وقضايا الشعوب ومع الركاكة التى طرح بها هذا المذهب فى الثقافة العربية.وعلى نفس الشاكلة حين وضع أنور عبدالملك كتبه التى حاول فيها أن يجعل الثقافة المصرية تتجه بكل ثقلها إلى حضارة الشرق بدلا من حضارة الغرب .. فلم يتعرض لهجوم لويس عوض الذى يعد من غلاة الداعين للغرب وحضاراته .. ونظر إلى الشرق الذى تكاد معرفته به تتساوى مع معرفته بالغرب .. بالاحترام نفسه الذى ينظر به إلى هذا الغرب على اتساع الفروق بينهما .. فى النشأة والتكوين والتقاليد.ولنقل بلغة الشعر والشعراء إنه كان يقف بانبهار أمام الآنية الفخارية والآثار القديمة التى تحمل عبق الزمن .. كما يقف بالانبهار نفسه أمام قمم الابداع الانسانى الحديث مثل لوحة الجرينيكا لبيكاسو وغيرها ولا يفهم من هذا أن لويس عوض كان من دعاة التوحيد الثقافى أو العقيدة الواحدة، لأن فيه خطراً داهماً،كالخطر الذى ينشأ من خلط الدين بالسياسة أو السياسة بالدين.أنه مع صراع الأضداد مع الفعل ورد الفعل .. مع التناقض والجدل الخصب الذى يخرج منه مركب الموضوع وأيديولوجيا جديدة تتجاوز كل الكلاسيكيات السابقة.ومع أنه مع العالمية أو الانسانية لاستحالة توفر النقاء الكامل لأى جنس .. فإنه لا يغض من القوميات بالقدر الذى ينال منها على نحو ما اتهم فى المقالات والكتب ولا يتخطى تاريخها كمرحلة من مراحل الوجود والنهوض .. ولو أنها سرعان ما تتحول بعدها فى نظره إلى قوى معادية لكل جديد .. وعندما وصف الكاتب الصحفى إبراهيم الوردانى فى جريدة الجمهورية .. فى مطلع الستينيات أساطير اليونان .. أنها «أدب عفاريت» .. ووصف الأدب العربى بأنه «أدب تقعر» لسنا بحاجة إليه .. تصدى له لويس عوض كما تصدى له أيضا طه حسين دفاعا عن التراث القومى والانساني.وعن التقعر نفس لويس عوض أن يكون من صفات القدماء أصحاب الفطرة السليمة .. وأنما هى صفة المحدثين الذين لا يملكون تلقائية القدماء ولا صفاء نفوسهم.ورغم أن لويس عوض يعتبر من أكثر الأدباء والنقاد المصريين معرفة بالتراث والفكر والحضارات .. فإنه لا يقلل من المعرفة التابعة من قلب الانسان وروحه .. فرب متأمل عميق الاحساس بالانسانية لا يعرف القراءة والكتابة. وهو يملك من الفطنة والمعرفة والحكمة وادراك الجمال ما لا يملكه الفلاسفة وأصحاب الأبحاث العلمية العميقة الذين يحوزون أعلى الشهادات.ويؤكد هذه الحقيقة ما يروى عن سقراط من أنه عندما أخرج فى سن الرابعة عشرة من المدارس .. أخذ يتعلم كيف يحرر الأفكار ليس من المتعلمين .. ولكن من كل انسان يصادفه فى شوارع أثينا وميادينها.وبفضل ثقافة لويس عوض الموسوعية واتقانه لأربع لغات أجنبية غير العربية .. فقد كان إذا أراد مقابلة أدباء العالم والتعرف على شخصياتهم وأفكارهم .. فإنه كان يكتب لهم بخط يده الرسائل .. ومن لم تكن ظروفه تسمح له بمقابلته .. فإنه كان يرسل إليه من انتاجه ما يفى بحاجته.ومما يؤسف له أن رسائل هؤلاء الأعلام الثمينة إلى لويس عوض لا نعلم عنها شيئا وكل أوراقه الخاصة، التى لابد أنها تكدست فى إدراج مكتبه، لا نعلم عنها شيئا.ولكى نعرف مدى الخسارة الفادحة بضياع هذه الرسائل والأوراق نذكر من الذين ردوا على رسائل لويس عوض: برترند راسل ـ جون بول سارتر ـ صمويل بيكيت ـ أندريه مالرو ـ فرنسوا مورياك ـ لورانس داريل ـ روب جرييه.وهناك أيضا بالطبع رسائل الكتاب المثقفين المصريين والعرب الذين كان لويس عوض على صلة بهم.ومن عرف لويس عوض عن قرب وتعامل معه .. يذكر أنه كان عف النفس .. لا يحب أن يقتحم أحدا أو يتطفل على خصوصياته ويتسقط هفواته .. حسبه أن يقف على ما يريد الغير أن يفصح له عنه بلا زيادة.وفى هذه الحدود كانت علاقته بالآخرين علاقات طيبة .. حين تبدأ تستمر العمر كله .. لا تشوبها الشوائب .. إلا إذا لمس أو تبين شيئا مخالفا لما عهده منها .. عندئذ يقطع صلته به ولا يعود إليه قط...!!
لويس عوض 1915 - 1990 مفكر ومؤلف مصري ولد في المنيا عام 1915. نال ليسانس الآداب، قسم الإنجليزية بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف عام 1937. 
الميلاد: 6 يناير 1915، مصر
الوفاة: 9سبتمبر 1990، القاهرة