الأقباط متحدون - اهدوا مريم مغاراتكم
  • ٠٣:٢٧
  • السبت , ٥ يناير ٢٠١٩
English version

اهدوا مريم مغاراتكم

ماجدة سيدهم

مساحة رأي

٠١: ٠٧ م +02:00 EET

السبت ٥ يناير ٢٠١٩

ميلاد مجيد
ميلاد مجيد

 بقلم: ماجده سيدهم

اشعلوا مصابيحكم  والتحفوا بالثياب الكافية للمواجهة ..اهربوا  الآن من صخب المدينة  ..انصتوا جيدا لصوت وليد الشتاء المترجف  ..فهذا الطقس شديد الضراوة  هو الأفضل 
لتلوين الروح بالقزح   ..إمضوا بعيدا تجاه النداء ولا تخافوا  فهو المسلك  الوحيد إلى مغارتكم   ..
انتبهوا ولا تتأفوا من المضي في الوحل  والعتمة  معا  حيث تراكم الصمت المسكوت عنه  ..حيث ينمو على ضفاف  البرد  مرارات  عتيقة لازلت تئن  بالهزيمة والتجمد ..
 
.هل اصابتكم صدمة المفاجأة ..هل توجعتم جدا ..لا بأس .. لاتتوانوا  فكلما خطونا  قدما سقطت رخوات الجروح القديمة  وبدا  الصوت  أكثر وضوحا ..تتبعوه جيدا فهو الدليل الذي لايخطيء ولا يغش..
 
في الزوايا المهجورة  لم تفلح  كل محاولاتنا لطعن المكاشفة بالستر..  رحنا نكذب  لذا  أزداد الأمر بنا  سوءا وحجب عنا سخاء المطر لحتى توهمنا أننا بخير..
 
واصلوا المسير للأعمق والأشد دكنة   ولاتخجلوا من المكاشفة المزعجة ..سنكمل الطسير على قيح أسرارنا  وخيباتنا   وندمنا الفاحم  ، مريم ترقب ولادتها بعدما هجرت مدينة الصفير والرياء  .. وطفل الشتاء  لن  يجد أفضل من هذا الشقاء قشا  ومن هذا العطن تبنا   ليولد فيه.. فأكثر الأمكنة  منتهية الصلاحية  وأشدها   أنحطاطا ووجعا وفضحا وأتساخا هي التى  يحتاج إليها  طفل الشتاء ولن يولد غير فيها ..والإ من أين تأتي التعوضيات والخلاص إذن..
 
..انه مذودنا ..مغارتنا المهجورة التي  اختيرت  بالدقة  والتميز..فماذا نحن صانعون أمام هذا المخاض ..هل سنعطي   حقيقتنا بحال سوئها أم سنترك مريم  هذا العام أيضا  وطفل الخلاص  لازال ينتظر ..
ميلاد مجيد 

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع