الأقباط متحدون - مايكل نبيل سند في رقبة الجميع
أخر تحديث ٠٧:٠٤ | الجمعة ٢ سبتمبر ٢٠١١ | ٢٧ مسرى ١٧٢٧ ش | العدد ٢٥٠٤ السنة السادسة
إغلاق تصغير

"مايكل نبيل سند" في رقبة الجميع

بقلم: إبرام مقار
عزيزي القارئ القبطي، وأنت تستمتع باحتفالات عيد السيدة العذراء وعيد النيروز، يوجد لك أخ في الجسد الواحد يقضي هذه الأيام في سجن "المرج" هو "مايكل نبيل سند" فقط لأنه كتب مقالات على مدونته.

عزيزي القارئ المسلم، تذكَّر عندما كنت تقضي اليوم صائمًا وتنتظر وقت الإفطار لتروي عطشك وجوعك، تذكَّر أن لك أخ في الوطن في إضراب كامل عن الطعام منذ ثمانية أيام.

أعزائنا أعضاء المجلس العسكري، دوركم السياسي في هذه المرحلة يتحتم معه قبول النقد والاختلاف، ودوركم العسكري هو ضد أعداء الوطن وليس ضد أبنائه.

عزيزي الدكتور "عصام شرف"، حينما تقول إن شرعيتك تأتي من ثورة قامت لأجل "الحرية"، ثم وأنت رئيس وزراء "مصر" يتم القبض على شاب ومحاكمته عسكريًا لآرائه، فهذا يثبت أن سيادتكم ليس لكم أي علاقة بالثورة، وربما مشاركتكم مع أساتذة الجامعات في الأيام الأولى لثورة 25 يناير "جات غلط"، وحتى وإن كان الأمر ليس بيدك، فهذا عذر أقبح من ذنب، وإلا فما دورك إذن؟ وما الفرق بينك وبين "نظيف" و"عبيد" وباقي رؤساء وزراء "مبارك"؟!

أعزائي "ائتلافات الثورة" الكام وعشرين، هل كانت شعارات الحرية في "عيش- حرية- كرامة اجتماعية" هي فقط "لزوم القافية"؟ وإذا كان هناك إيمان حقيقي بالحرية فلماذا الصمت إذن على ما يتعرَّض له "مايكل"؟ حتى وإن كان هناك اختلاف مع آرائه، فهذه هي الحرية أن تدافع عن حق المختلف قبل المتفق معك في التعبير عن رأيه.

أعزائي الحالمين الفخورين بثورة الحرية في يناير الماضي- وأنا منهم- يكفي أن تعرف أن عدد المحاكمات العسكرية الاستثنائية لمدنيين في ثلاثين عامًا هي مدة حكم "مبارك" كانت عشرة آلاف قضية، بينما عدد المحاكمات العسكرية فقط في الستة أشهر الأخيرة بعد تنحيه وصلت إلى (12) ألف قضية لمدنيين، أي أن الثورة ترجع إلى الخلف، ولا أعلم هل أخطأ شهداؤنا الذين ماتوا، ومصابينا الذين سيقضون الباقي من حياتهم بعاهات لأجل وطن حر؟!!

أعزائنا "القيادة الكنسية"، نحترم جدًا هذا الصمت إن كان لون من البعد عن عمل سياسي أُجبرت الكنيسة على القيام به في عهد "مبارك"، وغير مناسب الآن على الإطلاق. أما أن يُقال أن سبب هذا الصمت على ما يحدث لـ"مايكل نبيل سند" هو أن له مقالات تنتقد الإدارة الكنسية، فهذا شئ يسيئ للكنيسة وآبائها، وأنا على يقين أن الكنيسة لن تترك ابنها، وعلى الكنيسة في هذه الحالة أن تدحض هذا الإتهام وتتدخل لأجل "مايكل".

أعزائنا مدَّعي الدفاع عن حقوق الإنسان ولكن على أساس طائفي، يا من دافعتم عن "أسماء محفوظ" وصمتم من جهة "مايكل"، وظهرت معها ازدواجيتكم، لن نفعل مثلكم، وكما دافعنا عن "هاني نظير" و"مسعد أبو الفجر" و"عبد الكريم عامر"، وكتبنا من قبل في هذا المكان عن "خالد سعيد" و"أبانوب كمال" في مقال بعنوان "خالد وأبانوب..الدين لله والموت للجميع"، مهما كان تعصبكم وتطرفكم وكراهيتكم للأقباط لن نعاملكم بالمثل، وسندافع عن أي مظلوم دون النظر إلى الدين مثلكم.

أعزائنا "فلول النظام السابق"، لا تقلقوا. فقريبًا جدًا ربما يتحقق المراد ونترحم على أيام "مبارك" على مستوى الحريات.

أخيرًا عزيزي "مايكل نبيل سند"، ونحن نكتب هذه الكلمات يكون مر ثمانية أيام على إضرابك عن الطعام، لا نملك إلا أن ندافع عنك، ونتمني من الله أن يحنِّن قلوب من حولك ويتوقف الظلم تجاهك، إنها أيام سواء طالت أو قصرت ستنتهي ومازال العمر أمامك، وسيحاسب الله من تخلّوا عنك لا محالة.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع