بقلم: فادي يوسف
لامواخذه أنا جبطي وبعاني عايش في الصعيد الجواني
جلبي مليان لـ"مصر" أماني، نفسي العمر يتعاد من تاني
عمر جديد لا فيه اضطهاد ولا عبيد، أحس فيه إني إنسان جديد
أحس فيه بالعيل الوليد، يتشد حيله ويبجي عنيد
يطلب بحج ويجول لع، للظلم لع، وللجسوة لع
ولما يجلوله أخرس يجف ويمتنع
محدش يجبره ينكر إلهه حبيبه، لكن يرفع إيده إللي فيها صليبه
ويجول بأعلى صوت، أنا جبطي لحد ما أموت
لا أنا شاعر ولا كاتب أجوال، لكن كتر الهم علمني أسأل السؤال
أنا أصل البلد وحاميها، لا عمري طلعت جاسوس ولا سارج اللي فيها
طيب ليه الحج في البلد دي لينا وهبة وهدية؟ وليه يا بلدي بتجسي عليا؟؟
ده كنت ناوى أعطيكي عمري، ليه يا مصر زرعك شوكي؟
وكفاية كده مواويل، العمر خلاص مبقاش طويل
بس لو فيه شوية تجدير، يبجي ساعتها نقول تاني
آه يا بلدي، عشت فيكي وهموت غريب، مانا عارف إيه إللي صابك! من ساعة ما دخل فيكي الوهابي جلب علينا أهالينا وجالهم لا يصابحوه ولا يسلموا علينا، وبجيت أنا وجاري هو في حاله وأنا في حالي.. لكن أعمل إيه في ابن جاري إللي ماسيبش عيالي؟؟ وكل يوم يطلع لهم في الشارع البت الكبيرة يجولها مشوفكيش تاني بشعرك ده لاحرجولك، والعيل الصغير يجوله دين إيه بتاع النصارى ده إللي لا فيه كلمة تخش دماغ؟؟ والعيال تيجي تبكي وتشتكيلي، وأروح لأبوه يجولي لا مؤاخذه أنت جبطي، والواد ابينصح عيالك.. أجول لأبوه وأنت مالك يا كبير، خليك في حالك.

وهي جت على الجيرة؟!! ولا المصلحة إللى أروحها أخلَّص الأوراج يجلولي "لامؤاخذه أنت جبطي إزاي ومكتوب في البطاجة مسلم؟"، أحلفلهم غلطة الموظف، يجلولي روح غيَّرها، وإحنا مالنا!!

وهو يعني ليه مكتوب في البطاجة الديانة؟ وليه الموظف يغلط ويكتب مسلم مع إن اسمي من أوله لآخره جبطي صميم؟ لكن أجول إيه؟ هي دي جله تعليم ولا مجصودة؟ وبزيادة لأجل يخفونا ويبجي ملناش عادة.

وأطلع من المصلحة في الشمس الحامية والعرج الشديد، وأروح المحكمة لأجل أخويا وحبيب عمري "مصطفى"، واجع مع أخوه ومظلوم في مشكلة وجصدني أشهد وياه، ويسألني الجاضي على اسمي، أجوله يا فندم اسمي المجدس "جندي"، يجولي "لامؤاخذه أنت جبطي، مينفعش.. عاوزين واحد تاني يكون مسلم وشهادته على حج".

وأطلع من المحكمة وأنا بضرب كف على كف، ومن جالكم إن الجبطي مش على حج؟ وإيه دخل الدين بالشهادة؟!! يا سبحان الله، اتصدجوه أنا الغلطان إني بنصف أخويا الغلبان..

وأركب الميكروباص لأجل أروح على بيتي، ألاجي السواج ايشغل خطب وحاجات دينية. أجوله ياسطى، أبوس إيدك ادماغي هتفرجع وطي شوية، يجولي ليه؟ هو أنت لامؤاخذه جبطي؟ أجوله: وإيه دخل الدين في الكاسيت؟ أنا بجولك وطي الصوت شوي؟ يجوم ويزعق ويجول بطلوا كفر وضلال. يخليني أندم إني فتحت خشمي.

وأنا داخل على الحارة، أسمع الشيخ في الجامع عمال ايكفر فينا، وعم بيجول كلام غريب.. ايجول النصارى دول مشركين ولا ليهم رب ولا دين، ومين التلاتة إللي بيجول إننا بنعبدهم؟ يا شيخ عيب الكلام ده، اسالني جبل ما تخطب مدام عم بتتكلم عليا وعلى الأجباط.. جول كلمة حج أو بزيادة، لكن أجول إيه؟ ولمين؟ مكفاية اللي اتجالي من السواج، مهو لامؤاخذة أنا جبطي، ومليها لازمة نعيد في المتعاد.

وجبل مدخل البيت ألاجي عيال الحارة واجفين بالزفة اليومية ويشتموني ويجلولي يا عضمة زرجه، يا نصراني يا كافر، يا أربعة ريشة، والكنيسة وجعت، والجسيس مات، وكلام ايعصب.. مانا صعيدي ودمي حامي ومبنستحملش يا بوي. ويفوت راجل ويجولي وهو بيضحك "لامؤاخذه منتا جبطي"!!

وأفوت بالليل على دكان البقالة لأجل أعشي العيال وأمهم، ألاجي عم "محمود" مش موجود، وابنه الصغير يجولي راح يصلي ما تروح أنت كمان تصلي. أجوله ياابني لامواخذه أنا جبطي. وأجعد مستني، وبعدها أروح للعيال وشايل المشال فوق الحاجات إللى جبتها من عم "محمود".. شايل فوجهم هم ما يتشال كإني غريب في بلدي، كإني ضيف، كإني درجة تانية. لكن افتح باب البيت وأطلع أجوى ابتسامة من بعد المهانة لأجل ولادي ما يحسوا بحاجة، رغم إني عارف إنهم هيشيلوه نفس الهم من بعدي.

وتخبط على ضهري أم العيال وتجولي جوم يا مجدس إطمن على ولاد أخوك وإسأل عليهم سؤال. وألبس جلبيتي بسرعة وأنزل عشان أطمن على ولاد الشهيد الغالي إللي إدَّبح في الشارع لأجل إنه جبطي، ولا حد يجبله تاره، ولا حكومة تجبله حجه.

هو أنا أنسى يوم المأمور ما جالي كتم على الخبر لأجل ما النجع ما يولع. أجوله إزاي يا باشا؟ هو كان فرخة بتدبح وملهاش عازه؟!! يصرخ في وشي: أخوك لامؤاخذه جبطي، اياكش عاوز اتساوي بينه وبين التاني؟ ولما جولتله طيب وحج عياله؟ يجولي هتخرس ولا أسجنك مكانه؟!!!

مكان مين يا باشا؟ هو انتوا رضيتوا تجبضوا على حد؟ جولتوا الفاعل مجهول، ولو طلع يبجي مخبول..

لكن لازم أنسى جبل ما أخبط على بيت أخويا لأجل ما عياله متشوفيش الدمعة إللي عم بتفر من عيني، لأجل ما البلد ماتولعش لو جولنا حج الميت ما تجبش. ونجعد أنا وعياله انصلي، وأنا بجول في جلبي يارب ارحمني، يا رب تحنن الجلب..
جلب أخويا في البلد عليا، جلب ظلم والتاني اتظلم.
جلب عاش يجسى ويدوس، وجلب طول عمره عايش متعوس.
جلب شال شر وسواد، وجلب صلَّى السلام للبلاد.
وأجري على بيتي لأجل ما الحكاية تنتهي، لكن حكاية إيه إللي بتتعاد كل يوم، وبشوف فيها ظلم بالجوم، ميتى يترفع الاضطهاد، ونكون كلنا عباد لرب العباد؟ لاحد يستعبدني، ولا يخرسني، ولا يزلني لأجل إني لامؤاخذه جبطي.

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :