كيف و متي و أين نرتقي بسلوكنا إلي مستوى العقلاء؟؟
محمد حسين يونس
الاربعاء ٢ يناير ٢٠١٩
محمد حسين يونس
القاعدة الأساسية .. في التعامل البشرى .. أن نتبادل الإحترام .. و أن يكون الحوار بيننا سلميا .. يعتمد علي المنطق بين أطراف أحرار عقلاء ..مهما إختلف النوع أو السن أو اللون أو الجنس أو العقيدة أو الرتبة أو الطبقة الإجتماعية .
إذا تصور شخص ما بأنه الأفضل .. لاى سبب لا يستطيع التخلص من سيطرته عليه ..و أنه الأحق بالتميز .. و يتعامل من خلال هذا المنطق غير المستقيم .. فهو في الغالب شخص مريض يحتاج إلي علاج ..قبل أن يطلق ليعيش بين الأصحاء .
أما إذا كان هذا سلوك مجموعة من البشر .. يزاولون أمراضهم النفسية علي من حولهم .. فهؤلاء يجب حجبهم في مستعمرات علاج ..حتي يتم شفاؤهم من هلاوسهم .
فإذا كان مجتمعا كاملا ..يقبل أن يعيش فية البعض متخيلين أنهم الأفضل .. و أن علي الاخرين طاعتهم دون نقاش .. فهذا هو التخلف بعينه .
هذا المجتمع المنفصم لازال يعيش في حالة بدائية .. يعف الحيوان في الغابة عن مزاولتها.. فالضوارى لا تهاجم و لا تفترس ولا تقتل إلا في حالة الجوع .. و أصحاب الظفروالناب لا تستغل بعضها بعضا .. ولا توظف قوتها في إستعباد و إذلال الكائنات الاخرى .
أنا لا أعترف بالتقسيم الزمني الذى إبتكره قدماء المصريون و البابليون .. و لا اراه حقيقة .. بقدر ما هو نظام تخيلي لتنظيم حياة البشر .. و لكنني أرى أن القياس الصحيح لعمر الكائن الحي العاقل .. هو مقدار إستيعابه لتلك الإفتراضات التي تتصل بالعدالة .. و المساواة .. وللقياسات المنطقية والسلوك الراقي الذى يجعل من الحياة رحلة موفقة يفيد بها البشرى بما تقدمه العلوم و الفنون و الفلسفة و المنطق و يساهم في تطورها .. يسمو بحياته أعلي من القتل و التعذيب . و الإغتيال و الطمع .. و إزدراء الأخر .
الطفل المبتسم غير العدواني في عرفي كائن أرقي و اعقل و أفضل من هذا الطاعن في السن ذو الهلاوس الذى يتصور أن علي الجميع خدمته .. و الخضوع لحكمته .. و إطاعة أوامره .
حقا .. لم تصل البشرية بعد لان تصبح علي مستوى قيمي يتخطي حالة صراع الضوارى و الوحوش .. و لكن البداية دائما ما تكون بين عدد محدود من المفكرين و العلماء و الحالمين.. باليوتوبيا.
انا واحد من هؤلاء الحالمون.. فلنحلم معا ..بمستقبل أفضل للإنسان .. فلنتخيل عالما .. بسيطا غير مركبا .. مباشرا .. قائما علي تحفيز المثل العليا الإنسانية .. فلنعترض علي السلوك الدموى المريض المؤدى إلي المجازر التي ترتكب تحت أى إسم بواسطة أسلحة دمار لم يشهد مثيلا لها البشر ..
خلال الفترة القادمة .. سأناقش مع حضراتكم الخطوط العامة (بواسطة عرض النماذج البدائية التوجهات و السلوك) لكيف نطور من أنفسنا لنصبح في حالة عقلية و نفسية .. تليق بإنسانيتنا ..
قد نصيب و قد نفشل في الوصف و التعليل .. و لكن فليكن لنا شرف المبادرة ونبدأ نقاشا .
(( كيف نرتقي إلي مستوى البشر )).