الأقباط متحدون - تركيا المستفيد الاول من الانسحاب الامريكي من سوريا
  • ٠٠:٥٩
  • الثلاثاء , ٢٥ ديسمبر ٢٠١٨
English version

تركيا المستفيد الاول من الانسحاب الامريكي من سوريا

٣٥: ١٠ ص +02:00 EET

الثلاثاء ٢٥ ديسمبر ٢٠١٨

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

سليمان شفيق
منذ ان اعلن ترامب الأربعاء الماضي  أنّه أمر بسحب الجنود الأميركيين البالغ عددهم ألفي جندي من شمال شرق سوريا حيث يدعمون قوات سوريا الديموقراطية (تحالف فصائل كردية وعربية قوامها الرئيسي وحدات حماية الشعب الكردية) في معاركها ضد تنظيم الدولة الإسلامية الجهادي، وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب تنظيماً إرهابياً على غرار حزب العمال الكردستاني الذي تقول أنقرة إنّ الوحدات فصيل تابع له، وتأتي تهديدات أردوغان لوحدات حماية الشعب التركية غداة إعلان البنتاغون أنّ قرار سحب القوات الأميركية من سوريا تم توقيعه،  وعلي اثر ذلك جدّد الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان اليوم الإثنين تهديداته للفصائل الكردية في سوريا وأرسل تعزيزات عسكرية إضافية إلى الحدود الجنوبية لبلاده استعداداً لهجوم يحتمل أن يشنّه بعد الانسحاب المرتقب للجنود الأميركيين من شمال سوريا

وكان الدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب الكردية  قد اثارغضب تركيا التي تخشى قيام منطقة كرديّة تتمتع بحكم ذاتي على حدودها الجنوبية، الأمر الذي من شأنه أن يغذّي الطموحات الانفصالية للأقليّة الكرديّة على أراضيها.

وكان اوردغان قد صرح الإثنين  الماضي في خطاب في أنقرة "مثلما لم نترك العرب السوريين فريسة لداعش فنحن لن نترك الأكراد السوريين فريسة لوحشية حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب"

وأضاف "لماذا نحن موجودون حالياً في سوريا؟ لكي يستعيد أشقّاؤنا العرب والأكراد حريّتهم".

ارتبطت تهديدات أردوغان بعد إعلان وسائل إعلام محليّة أنّ الجيش التركي أرسل تعزيزات عسكرية إلى الحدود الجنوبية للبلاد استعداداً لهجوم يحتمل أن تشنّه تركيا داخل الأراضي الشمالية لجارتها الجنوبية بعد الانسحاب المرتقب للجنود الأميركيين

وبحسب وكالة أنباء الأناضول فإنّ قافلة عسكرية تركية تضمّ مدافع هاوتزر وبطاريات مدفعية بالإضافة إلى وحدات مختلفة من القوات المسلحة تمّ نشرها في منطقة إلبيلي الحدودية في محافظة كيليس

من جهتها ذكرت "وكالة أنباء الإخلاص" الخاصّة أنّ قسماً من هذه القافلة دخل الأراضي السورية وأن تلك التعزيزات العسكرية ستتمّ بشكل "تدريجي"
وايضا بدأت تركيا بإرسال تعزيزات قبل أيام حين أرسلت نحو مئة آلية إلى منطقة الباب في شمال سوريا، بحسب صحيفة حرييت

وأرسلت تركيا تعزيزات عسكرية أيضاً إلى مدينة أقجة قلعة وقضاء جيلان بينار في محافظة شانلي أورفا (جنوب شرق تركيا.

وكان أردوغان وعد السبت بالقضاء على كل من الجهاديين والمقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا.

والأحد أعلن البيت الأبيض أن ترامب وأردوغان بحثا هاتفيا "التزامنا المتبادل في سوريا والانسحاب البطيء والمنسّق للقوات الأميركية من المنطقة"

وفي تغريدة على تويتر قال ترامب إنّ أردوغان "أبلغني بقوّة أنه سيجتثّ كل ما تبقّى من +الدولة الاسلامية في العراق وسوريا+"، مستخدما اسماً آخر للتنظيم الجهادي

وفي أغسطس 2016، أخرجت تركيا تنظيم داعش من منطقتي الباب وجرابلس في عمليتها العسكرية الأولى في سوريا والتي استمرت حتى مارس 2017وقادت تركيا عمليةً ثانيةً ضد الوحدات الكردية، بمساعدة فصائل سورية موالية لها، في منطقة عفرين الشمالية الغربية في يناير 2018.. وانتهت تلك العملية بسيطرة تركيا على المدينة

وكان أردوغان حذّر من أنّ بلاده ستبدأ عملية ثالثة ضدّ وحدات حماية الشعب الكردية وفلول تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا خلال أشهر، وقبيل إعلان ترامب، قال أردوغان إن العملية العسكرية قد تبدأ "خلال الأيام القليلة المقبلة"، لكنّ أنقرة أعلنت الجمعة تأخير العملية لتفادي الوقوع تحت "نيران صديقة".

هكذا يكون الأكراد هم الطرف الأكثر تضرراً لأنهم سيتحولون إلى هدف تركي مباشر، قد يكون قريباً جداً، خصوصاً أن القوات التركية تحتشد على الحدود الجنوبية المحاذية لسوريا استعداداً لمهاجمة منطقة شرقي الفرات الواقعة تحت سيطرة الأكراد".

وكما جاء في صحيفة الخليج الاماراتية فأنة "غالب الظن أن الأمر له علاقة بتركيا، إذ يبدو أن واشنطن عندما قررت المفاضلة بين الحليف التركي التاريخي، والحليف الكردي، الذي يستخدم حصان طروادة في الأزمة السورية، قررت اختيار أنقرة. لذلك اعتبرت قوات سوريا الديمقراطية هذا الانسحاب طعنة في الظهر، وخيانة لدماء آلاف المقاتلين"

كما أولت الصحف السورية اهتماماً كبيراً بالقرار. إذ يقول راغب العطية في "الثورة": "القرار الأمريكي المفاجئ جاء بعد اتصال هاتفي في وقت سابق هذا الأسبوع بين ترامب ورئيس النظام التركي أردوغان ... وهذا بحد ذاته يضيف ما يضيفه من الشكوك، حول النية المبيتة من الطرفين لتنفيذ العثماني أردوغان لعدوان محتمل داخل الأراضي السورية، عنوانه المزعوم محاربة ميليشيا قوت سوريا الديموقراطية، علماً أن الأمريكيين يستخدمون هذه الميليشيا وتنظيم داعش الإرهابي في سوريا بشكل منسق كأدوات طيعة لتنفيذ سياساتهم العدوانية".

ويضيف العطية "ما بين نية الإدارة الأمريكية في إعلان الانسحاب وتنفيذها له، تحددها المواقف الأمريكية خلال الأيام القادمة، التي يجب أن تكون داعمة وبشكل صريح لجهود سورية وحلفائها في محاربة الإرهاب، ودعم الحل السياسي الذي يضعه السوريون أنفسهم".

كما يقول بسام هاشم في صحيفة "البعث" إن القرار "يحمل العلامة المسجلة الترامبية: "لا عائد مالياً .. لا مهمة قتالية. وكل شيء بثمنه".

ويضيف هاشم "لقد كان قرار التدخل العسكري في سوريا خطأً أساسياً عكس العجز الأمريكي المزمن عن استيعاب دروس الحرب على العراق على الأقل. وقد جاء بعد سنوات مررتها واشنطن في الاستثمار بالإرهاب وعرقلة الحل السياسي، ورعاية مشاريع التقسيم، إلى أن قررت أخيراً إخلاء الميدان وترك مرتزقتها - كما جرت العادة - أيتاماً على قارعة الطريق، يتحسسون الطعنة في الظهر"