الأقباط متحدون | هل يصدر البابا شنودة قرارا بحرمان البـابـا كـيرلـس والأنبا مكاريوس؟!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٦:١٠ | السبت ٢٧ اغسطس ٢٠١١ | ٢١ مسرى ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٩٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

هل يصدر البابا شنودة قرارا بحرمان البـابـا كـيرلـس والأنبا مكاريوس؟!

كتب روبير الفارس - روز اليوسف | السبت ٢٧ اغسطس ٢٠١١ - ٣١: ٠٩ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

سوف تظل لائحة عام 1938 مصدر جدل كبير في تاريخ الأقباط المعاصر وسواء كنت مع أسبابها التسعة في الطلاق أو مع أنه لا طلاق إلا لعلة الزني. هناك أسئلة كثيرة سوف تظل حائرة وساخنة وبلا إجابة ومن أهم هذه الأسئلة:ما مصير من طلق زوجته - أو العكس - وتزوج وعاش حياته طبقًا لهذه اللائحة والتي ظلت سارية حتي جلوس البابا شنودة علي كرسي مارمرقس عام 1917 أي تم العمل بها لما يقرب من 33 عاما..

فكم قبطياً طلق وتزوج خلال هذه السنوات وهل هولاء آثمون ويقعون تحت العقوبة الكنسية هم وأولادهم وأحفادهم. وما هو موقع الكهنة الذين قاموا بهذه الصلوات - هل يعدون محرومين لأنهم خالفوا الإنجيل كما يري المعترضون علي اللائحة وكيف ذلك وبينهم من تكرمهم الكنيسة وتعدهم من قديسيها - والسؤال الأهم: هل صلواتهم في أكاليل الزواج الثاني قدست سر الزواج وحل الروح القدس بها. أم لا. كذلك هل نال أولادهم الأسرار المقدسة الأخري مثل المعمودية والتناول باستحقاق وماذا لو رسم من بين هؤلاء كهنة؟ وهكذا إذا استمررنا في طرح هذه الأسئلة لن ننتهي. ولكن يبقي سؤال محوري حول وضع البطاركة والأساقفة الذين استخدمت في عهدهم اللائحة فحتي لو كان من بينهم من رفضها مثل البابا مكاريوس والبابا كيرلس إلا أنهما لم يوقفا العمل بها فهل هؤلاء قديسون أم مخالفون للإنجيل؟

فهناك أربعة بطاركة تعاملوا مع هذه اللائحة هم البابا يؤانس الـ113 والبابا مكاريوس الـ114 والبابا يوساب الـ115 والبابا كيرلس الـ 116 والأربعة يعدون من قديسي الكنيسة ومكرمين عند الجميع وفيما يلي نقدم نبذات مختصرة حول أعمالهم وحياتهم وإذا كانت الكنيسة جادة في كون اللائحة مخالفة للإنجيل فالطبيعي أن يكون الحرمان الكنسي مصير من لم يوقف التعامل بها.

- البابا يؤانس الـ 19 (البطريرك الـ 113)

ولد هذا الأب المكرم في بلدة دير تاسا بأسيوط في 6 يناير سنة 1858م وسمي (حنا) ثم تعلم في كُتاب القرية كما كانت العادة في تلك الأيام.. ولما بلغ سن السابعة عشرة تاقت نفسه إلي الحياة الرهبانية التي تلقن أنها (حياة ملائكية).. فغادر العالم إلي دير العذراء المحرق لقربه من بلده ولكنه اضطر إلي العودة بعد شهور قليلة لضغط أبويه عليه.. ولكنه لم يلبث أن تركهما وذهب هذه المرة إلي دير البراموس ومن نعمة الله أن ذهب إلي هناك في فترة تمتع فيها الدير بوجود القمص عبدالمسيح المسعودي الكبير الذي نال لقب (أبو رهبان دير البراموس). ومنذ بداية رهبنته درب نفسه علي الطاعة والخدمة.. وبعد سنتين من رهبنته رُسم قسا وبلغت أخبار نسكه وجهاده آذان البابا كيرلس الخامس فأرسل إليه واتخذه تلميذا.. ولكنه بعد فترة اشتاق إلي حياة الدير فسمح له البابا الجليل بالعودة إلي ديره ثم رسمه قمصا وعينه رئيسا للدير وقضي في هذه الرئاسة مدة عشر سنوات كان خلالها مثالا للهمة والحزم وحسن التدبير والغيرة علي مصالح الدير.

ثم حدث أن خلا كرسي البحيرة فقدم شعبها تزكيات للبابا لرسامة القمص حنا علي ايبارشيتهم.. فاعتذر القمص حنا.. ولكن البابا لم يقبل اعتذاره ورسمه في مارس سنة 1887 باسم الأنبا يؤانس وأوكل إليه الإشراف علي ديري البراموس والأنبا بيشوي كما عهد إليه بافتقاد شعب المنوفية لمرض مطرانها في ذلك الوقت.

وتقديرا لأعماله الكبيرة والكثيرة في مطرانيته ولكونه أكبر المطارنة سنا فقد أختير ليكون القائمقام البطريركي بعد نياحة البابا كيرلس الخامس (وهي وظيفة لإدارة شئون الأقباط بالتشاور مع باقي أعضاء المجمع المقدس بعد نياحة البطريرك وحتي سيامة البطريرك الجديد) ولقد أثبت جدارته بهذا التقدير فقد أصدر قرارين مهمين:

1- عودة الرهبان الذين يخدمون في العالم إلي أديرتهم مالم يكونوا منتدبين من رؤساء الاديرة للقيام بخدمة معينة ولفترة معينة أيضا.

2- عدم رسامة أي شخص للكهنوت مالم يكن من خريجي الإكليريكية.

وتم تجليسه بطريركا علي كرسي البشير مارمرقس وذلك صباح الأحد 16ديسمبر سنة 1928 ليصبح الخليفة المرقسي الـ .113

وقد افتتح مدرسة لاهوتية للرهبان وجعل مقرها كنيسة السيدة العذراء في حلوان وكان لهذه المدرسة ضرورة بالغة في ذلك الوقت الذي ازداد فيه نفوذ الإرساليات الأجنبية إلي مصر.. فكانت المدرسة خير تثقيف للرهبان في شتي العلوم اللاهوتية حتي يستطيعوا أن يواجهوا هذه الإرساليات.

وقد قام قداسته برسامة سبعة عشر مطرانا وأسقفا للكنيسة القبطية. وأكيد أن هولاء الأساقفة كانوا يزوجون طبقا للائحة .1938 ولأول مرة في تاريخ الكنيسة قام قداسته برسامة أساقفة إثيوبيين لكرسي إثيوبيا حيث كان من المتبع دائما أن يسام أساقفة الكراسي الإثيوبية من المصريين.

وبعد أن قاد البابا يؤانس الـ 19 دفة الكنيسة القبطية لمدة ثلاث عشرة سنة وستة أشهر تنيح بسلام في يوم 21 يونيو 1942م.

- البابا مكاريوس الثالث البطريرك الـ 114

ولد في مدينة المحلة الكبري في 18 فبراير سنة 1872 من أسرة عريقة مشهورة بأسرة القسيس امتازت بالفضيلة والتدين فنشأ منذ نعومة أظفاره في وسط متدين تقي تلقي علومه الابتدائية والثانوية بالمحلة الكبري وطنطا وكان منذ صباه زاهدا مولعا بالوحدة، مهتما بحفظ الألحان الكنسية. ولما بلغ السادسة عشرة هجر العالم وقصد دير القديس أنبا بيشوي بوادي النطرون في سنة 1888م لتحقيق رغبته في العبادة والزهد وكان اسمه الراهب عبدالمسيح فتفرغ للعبادة ودرس الكتاب المقدس والكتب الكنسية والطقوس القبطية وسرعان ما ظهرت فضائله وتقواه وذاعت سمعته الطاهرة بين الرهبان وقد امتاز بنسخ الكتب وحسن الخط القبطي والعربي، كما أتقن فنون الزخرفة القبطية الدينية. وبعد أن سيم قسا قضي في الحياة الكنسية الطاهرة نحو ست سنوات ثم توجه إلي دير البراموس سنة 1895م حيث سامه البابا كيرلس الخامس قمصا وكاتما لأسراره، كما كلفه بالتدريس في مدرسة الرهبان وأسند إليه تدريس اللغتين القبطية والفرنسية وكان في نيته أن يرسمه مطرانا لكرسي مصر ولكنه بعد مضي 25 شهرا علي وصول القمص عبد المسيح إلي القاهرة انتقل إلي رحمة الله الأنبا ميخائيل أسقف أسيوط فحضر إلي القاهرة وفد من أسيوط ووقع اختيارهم علي هذا القمص الجليل وزكوه مطرانا لأسيوط فلم يقبل البابا في بادئ الأمر طلبهم لأنه كان يحتفظ به ليقيمه مطرانا للقاهرة ومساعدا لغبطته في إدارة شئون الكرازة المرقسية.

ولما ألح الوفد في الطلب واشتدوا في الرجاء قبل البابا اختيارهم له ورسمه مطرانا لأسيوط في 11 يوليو 1897م (وكان وقتئذ في الرابعة والعشرين وسماه مكاريوس) فذهب إلي مقر كرسيه وهو شاب يافع لا سلاح له إلا تقواه وزهده وعلمه فشمر عن ساعد جده وماضي عزمه وحنكة الشيوخ وتجربتهم رغم حداثة سنه في ضم الشتات وتركيز العقيدة فحفظ للشعب وحدته وللكنيسة مقامها وقدسيتها ونجح نجاحا باهرا ولم يكتف بالبرنامج الذي وضعه للإصلاح الكنسي، بل عقد مؤتمرا قبطيا عظيما في مدينة أسيوط سنة 1910م رغم الاعتراضات التي قامت في سبيله ولم يكتف بذلك بل قدم للبابا كيرلس الخامس في أول سنة 1920م رسالة عن المطالب الإصلاحية الملية بالاشتراك مع زميله الأنبا ثاوفيلس أسقف منفلوط وأبنوب وقتئذ مما دل علي عظم كفاءته ورغبته في إعلاء كلمة الحق.

ولما تنيَّح البابا كيرلس الخامس في سنة 1928م رشحه الشعب للكرسي البطريركي لتحقيق مطالب الإصلاح ولكن حالت الظروف وقتئذ دون تحقيق ذلك ولما تنيَّح البابا يؤنس التاسع عشر سمحت العناية الإلهية أن يتبوأ الأنبا مكاريوس العرش المرقسي ورسم بطريركا علي الكرازة المرقسية في يوم الأحد 13 فبراير سنة 1944م.

وبعد أن تبوأ كرسي البطريركية أصدر في 22 فبراير سنة 1944 م وثيقة تاريخية غرضها الأساسي إصلاح الأديرة وترقية رهبانها علميا وروحيا وأمر بمحاسبة نظارها ورؤسائها وقد أدي هذا الأمر إلي انقسام كبير بين المجمع المقدس والمجلس الملي العام.

وفي 7 يونية سنة 1944م قدم المجمع المقدس مذكرة إلي البابا البطريرك وإلي وزير العدل بالاعتراض علي مشروع الأحوال الشخصية للطوائف غير الإسلامية لأنه يهدم قانونا من قوانين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كما أنه يمس سرين من أسرارها المقدسة وهما سر الزواج وسر الكهنوت وهما من أركان الدين والعبادة.

وقد استمر النزاع وتعذر التوفيق بين المجمع والمجلس وفشلت المحاولات التي قام بها البابا لإزالة سوء التفاهم وأصر المجلس علي تدخله في غير اختصاصه.

وانعقد المجمع المقدس برئاسته وأصدر في أول يناير سنة 1945م بعض القرارات منها: تمثيل كنيسة إثيوبيا في المجمع الإسكندري - تبادل البعثات بين مصر وإثيوبيا وإنشاء معهد إكليريكي بإثيوبيا - قصر الطلاق علي علة الزني - وعلي الرغم من اعتراضه علي اللائحة 1938 ومطالبته بوضع قانون للأحوال الشخصية إلا أن اللائحة ظل معمولا بها وظل البابا في نزاع مع المجلس الملي - حتي رحيله في 31 أغسطس سنة 1945م.

- البابا يوساب الثاني البطريرك رقم 115

ولد في دير الشهيد فيلوثاؤس بالنغاميش من أعمال مركز البلينا سنة 1876م، وترهب بدير الأنبا أنطونيوس سنة 1895م وسافر في بعثة إلي أثينا سنة 1903م حيث درس ثلاث سنوات العلوم اللاهوتية والتاريخ الكنسي وعاد سنة 1905م ثم اختير رئيساً لدير يافا في فلسطين، وفي سنة 1912م اختير رئيساً للأديرة القبطية بالقدس، وفي سنة 1920م رسم مطراناً لإبراشية جرجا وأخميم.

انتدبه البابا يؤنس لمصاحبته في زيارة الحبشة ثم للقيام علي رأس وفد للكنيسة القبطية وتتويج الإمبراطور هيلاسلاسي.

وقد نصب بطريركاً سنة 1946م باسم البابا يوساب الثاني.

وفي أواخر أيامه اشتد النزاع بينه وبين المجمع المقدس، فقام المجمع بتعيين لجنة ثلاثية من الأساقفة للقيام بأعمال البطريرك الذي سافر إلي دير المحرق، وفي دوامة النزاع بين البابا والمجمع المقدس قامت الحكومة بإلغاء سلطة المجالس الملية في قضاء الأحوال الشخصية وأصبحت لأول مرة من اختصاص المحاكم الوطنية.

وقد رحل في 13 نوفمبر سنة 1956م. وقد استمر العمل باللائحة في عصره أيضا.

- البابا كيرلس السادس

ولد في 8 أغسطس 1908 بمدينة أبوحمص بالبحيرة باسم عازر يوسف عطا الله وعاش متمسكا بتعاليم الكنيسة ورسم راهبا باسم مينا البراموسي في عام 1928 وبطريركا في 10 مايو 1959 وقد تقدم البابا كيرلس بمذكرة لوزير العدل في 22 اكتوبر 1968 أي أنه ظل لمدة 11 سنة بلا اعتراض علي اللائحة.. وإذا عرفنا أن البابا شنودة - أن الأنبا شنودة أسقف التعليم وقتها - هو الذي تشدد في هذا الأمر ندرك انه هو الذي كان وراء المذكرة حتي إذا حملت اسم البابا كيرلس.

ويبقي أن نطرح علي أنفسنا سؤالا: ماذا كسب الأقباط والكنيسة من تشدد البابا منذ جلوسه علي كرسي مارمرقس عام 1971

وحربه ضد اللائحة أولا تحول عدد كبير من الأقباط إلي الطائفة الإنجيلية ثم بعد إغلاق طريق تحويل الملة تحول عدد كبير إلي الإسلام.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :