الأقباط متحدون | في النور .. الحقيقة تبان
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٢:٣٨ | السبت ٢٧ اغسطس ٢٠١١ | ٢١ مسرى ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٩٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

في النور .. الحقيقة تبان

بقلم: مدحت بشاي | السبت ٢٧ اغسطس ٢٠١١ - ٠٢: ١٠ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

 في نفس تلك المساحة والصفحة بجريدتنا البديعة “ الوفد “ الأسبوع الماضي كتبت عن الأقباط، بين حالة من الغياب رأيت أن المؤسسة الدينية قد أسهمت في وجودها بشكل أو آخر في الحقب الأخيرة ، وبين حالة من التغييب لأقباط مصر بلغت ذروتها في العصر المباركي الزائف الخانق أسهمت الحكومة والأحزاب في تأكيدها ..

 

وما سعدت في حياتي قدر سعادتي بردود فعل على ما أكتب مثل ما حدث عقب ذلك المقال ، وذلك لمدى التفاعل الإيجابي رغم ارتفاع وتيرة حدته التي وصلت بقارئ مدون أن يضع رابطاً في مساحة التعليقات على صفحة المقال على بوابة الوفد الالكترونية لمقال كتبه في 17 صفحة يعتبره خير رد على ما طرحت في المقال ، بالإضافة لعشرات الرسائل التي وصلتني على بريدي الالكتروني ، البعض منهم يرون في توصيفي لأسباب الغياب تشخيصاً مبالغاً فيه ، والبعض الآخر يرون كذلك توصيفي لأسباب التغييب ، والإشارة لفاعلين بعينهم غير كاف لإقناعهم ، أما من توافقوا مع الطرح فقد أشاروا إلي أنهم يوافقون من منطلق أن الأمم في المراحل الانتقالية ، لابد أن ننسى فيها الينبغيات ونترك للحوار وحالة التفاعل الإنساني النبيل مداها المستحق، حتى لا يعيش أي فصيل على أرض المحروسة حالة غياب أو تغييب بعد ثورة عبقرية قدم فيها شعبنا العظيم قرابين الفداء على مذابح الحرية في كل ميادين التحرير ..

وأسعدني ذلك التفهم لفحوى السطور من جانب الكاتب والسيناريست المبدع محمد الغيطي في مقاله الذي اقترب من بعض ما أشرت ، وربطه بين توجهات وملامح أصحاب قوى الجذب للوراء باسم الأديان وأفكار الآباء والسلف على الجانبين الإسلامي والمسيحي ، والإشارة لسبل الحوار الممكنة لتجاوز جمود الفكرة ، وتيبس العقل من أجل تقديس الحرف !!!

أما ما أدخل على فؤادي بحق السعادة الأكبر فتوجيه الدعوة للعبد لله للحديث على الهواء ، على هواء البرنامج الأكثر شعبية وقبولاً من المشاهد المسيحي المصري في مصر والعالم “ في النور” على قناة سي تي في ، وذلك لأسباب عديدة ..

إنها المرة الأولى التي ينفتح فيها البرنامج والقناة لعرض وجهات نظر من يودون التحاور مع الإدارة الكنسية من أبناء الكنيسة عبر منبرها الإعلامي ، وعقب مقالي لعرض ما كتبت بمزيد من الإيضاح والتحاور بشأن ما تناولت من أطروحات حول دور الكنيسة الإداري والإعلامي والتعليمي ، وأرى إذا كان ذلك يمثل توجهاً جديداً للبرنامج والكنيسة ، فإنه أمر بديع حقاً ..

لقد كان من بين سمات ومظاهر تغييب المواطن المسيحي ، تجاهل وجوده البشري والإنساني عبر تجاهل متطلباته الروحية على الخريطة الإعلامية التليفزيونية والإذاعية الوطنية، وحقه في تخصيص برامج تتناول عباداته ، وهموم كنيسته وطموحاتها ، ودعم دورها الإنساني في فتح جسور التواصل مع المجتمع .. وحتى كتابة تلك السطور لا يوجد برنامج واحد مسيحي يتجاوب مع متطلبات ملايين من المواطنين نحسبهم أبناء لهذا الوطن ، وليسوا جاليات يتم الاكتفاء بإذاعة القداس الأسبوعي لهم عبر إحدى قنوات النايل سات ، ليست الأولى ولا الثانية ولا الفضائية .. ولا ينبغي في ثقافة ورأي كل من تولوا قيادة الشأن الإعلامي المصري محاولة تجاوز ذلك الواقع المؤسف إلا عند وقوع كوارث طائفية ، فتتدافع كل وسائل الإعلام الحكومية والخاصة ، بل والعربية والإقليمية لتغطية الأحداث ، والتعليق عليها ، وإضافة مُشهيات التوليفة البرامجية الدرامية ، باستضافة رموز التشدد للتلاسن والتنابذ بينما دماء الضحايا لم تجف بعد ، وأسرهم يتلقون العزاء في مأتم الوطن الذي نتشارك جميعاً في توجيه الضربات لبنيانه مع كل واقعة لم نتعلم من أسباب حدوث ما سبقتها من وقائع ، والتي ما كان لها أن تحدث لو أن لدينا مؤسسات إعلامية وثقافية وتربوية وسياسيه تدرك “ يعني إيه كلمة وطن “ ، ومعنى شعار “ مصر لكل المصريين “ ..

ولكن تحدث الانفراجة ، ويتم السماح بإنشاء قنوات دينية مسيحية ، والسماح ببثها عبر الأقمار المصرية والعربية ( وإن كنت أرفض فكرة إنشائها أصلاً هي والإسلامية ، لأن سلطان إدارتها أحياناً باسم من يرون أنهم وحدهم من لهم حق الكلام وإطلاق الحوارات ، وتبني المواقف على مرتكزات لايعرفها ولا يدركها غيرهم أمر بالغ الخطورة ) ، ولم يتم الاكتفاء بإعداد برامج دينية إسلامية ومسيحية تُعرف بأصول الأديان ، وتحث على إعمال القيم والأخلاق والسلوكيات الفاضلة التي بتنا في احتياج ملح لها ، وهو ما لم تفعله تلك القنوات الدينية بشكل عام ، والمسيحية بشكل خاص ماكنا نأمله منها ، أظن أن الأمر يحتاج إلي مراجعة !

ورغم أن القناة الأولى “ أغابي “ التي تمثل الكنيسة قد رفعت شعار “الكنيسة التي في بيتك “ ، فإن القناة ـ على سبيل المثال فقط ـ لاتُذكر المشاهد بمواقيت وطقوس الصلوات اليومية في مواعيدها لتكريس مفاهيم الالتزام الديني لدى أجيالنا الطالعة، فلماذا لاتدعم الكنيسة التي في بيتي تأمين التذكيربالسبع صلوات ( صلاة باكر - صلاة الساعه الثالثة - صلاة الساعة السادسة - صلاة الساعة التاسعة - صلاة الغروب - صلاة النوم - صلاة نصف الليل ) ، وحفزي كمشاهد وأهل بيتي على أداء الصلوات في مواعيدها لمن تتاح له الفرصة بوجوده في البيت ؟!

أما ما كان يعانيه المواطن المسيحي من تجاهل مشاكله على مستوى البيت المسيحي قبل وجود تلك القنوات ، فقد كشفت مظاهرات أبناء الكنيسة أمام المجلس الإكليريكي أنه لا أثر لوجود قنوات في مجال إنشاء حالة حوار حقيقية بين الإدارة الكنسية وأولادها ، وحتى البرنامج الوحيد المخصص لمناقشة أمور الأحوال الشخصية يتم إعداده بشكل يذكرنا بأنماط الإعلام الموجه في النظم الشمولية ، وإلا لماذا لم تتم دعوة أصحاب المظالم التي لم تجد استجابة ، بل وفي تصريح صادم لنيافة الأنبا بولا رئيس المجلس الإكليريكي لمجلة روزاليوسف ، تصريح علينا أن نصدق في أسى ومرارة أنه قاله مادامت الكنيسة لم تكذبه .. قال نيافته « الكلاب حافظت على هيبة الكنيسة !!!!» .. كنيستنا العظيمة بتاريخها وعبقرية خلودها كل هذه القرون كطود شامخ لا يحافظ على هيبتها كلب ، يحافظ عليها إعمال قانون المحبة الأزلي المسيحي .. يحافظ عليها ترك الكنيسة لكهنتها ، وعودة الرهبان لأديرتهم ، فبينهم وبين حال مواطن هذا الزمان مسافات تتزايد في بعدها يوماً بعد يوم إلى حد افتراض حالة عداوة عليها أصحاب تلك المظالم ينبغي مواجهتها بالقوة ، بديلاً للاستيعاب الروحي!!

وعليه أشكر أسرة برنامج «في النور» للخطوات الجريئة التي يتخذها في سبيل التواصل مع كل صاحب رأي ، فإن أخطأ صاحب الرأي فقد كشف نور البرنامج زيف ما يدعيه ، وإن كان لديه الجديد من الرؤى الإصلاحية فإن نور البرنامج قادر على صياغة حالة من التوافق والتصالح المفيد للجميع .. لا تخافوا .. لقد جربتم معي ، وغيري كثيرون لديهم ما يطرحون يا أصحاب أجمل شعار إعلامي « في النور .. الحقيقة تبان».

نقلاً عن الوفد




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :