الى سيادة المطران نيقولاؤس مطران طنطا للروم الارثوذكس

بقلم الاب الدكتور اثناسيوس حنين – مطرانية جليفادا المقدسة -أثينا اليونان

سيدى ملاك طنطا نيقولاؤس
الى سنين عديدة
. تأخرت التهنئة ’ سيدى ’ ’ ولكن ’ وانتم تتعاطون الكلمة بمخاضها وتكتبون بالوجع ’ هل يعلم الذى لا يحمل بين ضلوعه الا قلمه ’ ساعة فرح وفرج ولادة الكلمة !

احتفى الروم بعيد القديس نيقولاؤس يوم الخميس (6ديسمبر 2018) ولقد جرت العادة الليتورجية أن يحتفى حامل الاسم بقديس العيد حتى يقتدى بسيرته ويجدد شركته بالروح والحق مع يسوع مصدر كل قداسة ويتخذه نموذجا له وحسب طروبارية مارنقولا تترنم الكنيسة (لقد ظهرت كاهنا فى ميرا ايها القديس ’ لانك لما اتممت انجيل المسيح ايها البار ’ وضعت نفسك عن شعبك ’ وخلصت الابرياء من الموت ’ ولذلك تقدست بما انك مسار عظيم لنعمة الله).
ولهذ كله جعلته الكنيسة مثالا للمطران فى الفضائل والعلم والتجرد والبساطة والانحياز للفقير . نيقولاؤس اسم على سمى ’ كما يقول العامة ’ ’فالاسم باليونانية ’ يعنى (نصير الشعب) ’ كان اسقفا شجاعا ’ لاهوتيا وانحاز دوما للجياع بالروح والجسد ’كسر لهم الخبز حتى اذا أكلوا تكون لهم الحياة الأبدية ! الاسقف ’ فى تراث

الكنيسة الجامعة ’ ليس كبيرا فى جلسات صلح من لا يريدون الصلح نهجا واسلوب حياة’ولا هو أمين المتحف المصرى او اليونانى يقوم بشرح ممل رتيب لاثارصنمية فاقدة النطق ويسميها تراثا ’ بل هو من قادر بنعمة الروح أن يفتش الكتب المقدسة وتفسيرها وامتدادها فى المجامع وحياة القديسين وكما يستنطق الحجر حينما يسكت البشر جهلا أو طوعا أو قهرا وفوق الكل يراقب(وهذا هو المعنى اليونانى لكلمة ايبسكوبوس) ويفهم علامات الزمان لكى ما يضع بصماته على مسيرة شعب الله ’ الاسقف ليس هو موظفا فى جمعية تعاونية ولا يفرق بين أخوة للرب فقراء ’ يحتقرهم ويكيل لهم الردح ويعتذر عن لقائهم ’ ويغلق دونهم باب قلبه ومكتبه ’وغرباء عن الرب أغنياء ووجهاء يفضل عنهم الخبز ’فيتملقهم ويكيل لهم المدح ويفتح لهم أفخم صالوناته التى فرشها له فقراء شعب المسيح . شارك نيقولاؤس فى المجمع المسكونى الاول عام 325 حسب تاريخ المجامع ’ عكس ما يذهب اليه بعض الباحثين المعاصرين (الشرع الكنسى’ منشورات النور ’ 1985 ص 42) ورقد فى الرب فى فراشه بسلام عام 330 ’ فى وقت كان من النادر ان يموت اسقف على سريره وهو فى التراث اليونانى شفيع البحارة .

قلت للسيد أنك له وذلك فى اخلاص شبابك وقبل ان تنصرف الى الرعاية فى سمو الكهنوت عاشرت اتقياء المحروسة ومن ثم التحقت بمعه’د البلمند اللاهوتى على هضاب لبنان الغناء ’ فضلت اللاهوت بالعربية على الاعجمية ’ فصرت لنا منارة ومصرت(بفتح الميم والصاد) الهللينية ونصرت (من التنصير) العربية لقد نجحت مع نخبة مختارة من الروم المصريين يتعدون حدود ايبارشيتكم اذا صرت لهم رمزا وعلامة من الاب بندليمون نوارة دمياط ورعيته الى الاب ثيؤدوروس
 

ملاك المنصورة مروا بابونا النشط واللاهوتى ميشيل زكى وحوله مجموعة من أجمل شباب وصبايا مصر الجديدة والى الاب يوسف ووالارشمندريت دمسكينوس السورى بالضاهر وغيرهم كثيرون ’ نقول نجحتم فى قول اللاهوت بالعربية وقررتم الشهادة بأن الروم ليسوا غرباء عن هذه الارض وساهمتم فى نهضة مصر ’ وانتم لستم جامدون بل تتجددون للمعرفة حسب صورة خالقكم وفاديكم وتؤكدون كل يوم بأنه ليس يونانى ولا مصرى ولا يهودى ولا ختان ولا غرلة ولا بربرى ولا سكيثى ولا عبد ولا حر بل المسيح الكل فى الكل ) كما قرأنا فى رسالة بولس الى أهل كولوسى(الاصحاح 3 :11) هذا الاحد . صرتم خطوة كبيرة بل قفزة عملاقة على طريق اصلاح ما أفسده الزمان الردئ ’ حينما نجح ’ بمكر(بكسر الراء) شديد ’ أن يصنع خصاما ’طال أمده وترك جراحا غائرة ’بين الأخوة ! ثم تأتى اطلالاتم على وسائل التواصل شهادة كبيرة لايمانكم ’ ولعل (الفيس بوك ) قد أضاف ’ بكم ’ (نيو فيسيس) أى وجوها جديدة الى وجهه ’ وصارت مداخلاتكم ونصوصكم سبب عزاء روحى وبنيان لاهوتى وتقنين كنسى لاخوتكم الاصاغر من كافة اطياف مصر والعالم .

ابق ’ سيدى’ على وجهك الصبيح السمح ’ كن ’ مع جماعتك ’ عنصرة وسط بلبلة الالسنة ّ وعلى ما مسحت به من نعم السماء .احمل مصر برومها واقباطها ومسلميها فى عظمة النعمة ’ وكن قائدهم الى المسيح الواحد .أكمل الشوط بالقداسة .هذه هى طريق الاسقفية وبدء الطريق ونهايته .القداسة الفهيمة وحدها تكريمنا جميعا . الى سنين عديدة .