ما بعد القذافى: صراع السلطة وصعود الإسلاميين يهددان الوحدة
يتفق المراقبون والمحللون الدوليون على أن وحدة الثوار فى ليبيا بعد اقتحام حصن باب العزيزية فى طرابلس هى التحدى الأول لعهد ليبيا فيما بعد القذافى. حيث يتوقع الكثيرون منهم صعوبة تشكيل الثوار لحكومة وحدة وطنية فيما يحذر البعض من تناحرهم مع القبائل التى كانت منقسمة أو ظلت على الحياد، خاصة فيما يتعلق بتقسم عوائد النفط الليبى.
فبعد ٦ أشهر من القتال لم تظهر أى شخصية قيادية واضحة للثورة، حتى إن الصراع المشترك ضد القذافى لم يخف الانقسامات الداخلية بين ثوار الشرق والغرب، وبين القادة السياسيين والمليشيات، وكذلك بين الشخصيات العامة الليبرالية والإسلاميين داخل صفوف الثوار.
ويرى جان ايف مواسورون، الباحث فى معهد الأبحاث حول التنمية فى فرنسا، أن «إدارة ليبيا فى المستقبل ستكون صعبة للغاية»، متحدثا عن «انشقاقات» داخل المجلس الوطنى الانتقالى الذى يرى أنه عبارة عن تجمع لزعماء قبائل ومسؤولين سياسيين سابقين فى عهد القذافى وبعض شخصيات المجتمع المدنى سيواجهون تحديات من القبائل والقادة السياسيين الذين يريدون الاستحواذ على العائدات النفطية الأمر الذى سيؤجج نزاعات داخلية قوية للغاية داخل المجلس الوطنى الانتقالى.
ويتوقع مواسورون إعادة إحياء النزعات القبلية فى ليبيا، حيث يقول «هناك نفور كامن بين بعض القبائل نشب هذا النفور عبر نزاعات مستمرة لم يتم حلها عبر التاريخ إلا عند بروز قوى تفوق قوة القبائل كما الحال بالنسبة للملكية (١٩٥١-١٩٦٩) أو مع العقيد القذافى بعد نجاحه فى ثورة الفاتح من سبتمبر عام ١٩٦٩».
ويعتبر هذا الخبير أن سقوط النظام يعيد إحياء نزاعات مصالح وطرق تنظيم للمجتمع الليبى تعود إلى سنوات القرون الوسطى، فى بلد يعد ١٤٠ «مجموعة اجتماعية» مقسمة فى قبائل وفروع قبائل وفروع عشائر.
ورغم هذه النزعات القبلية التى يتوقعها الخبير فإنه لا يرى بتاتا أى تقسيم للبلاد، لكنه يحذر من ثمة خطر فى حصول تجزئة على مستوى المناطق.
وبدوره يرفض اوليفييه بلييه، الخبير الجغرافى العالمى الذى زار ليبيا مرات عدة، القول بأن ليبيا دولة قبلية، معتبرا أن القبائل الليبية تأقلمت مع التغيرات الاجتماعية الليبية.
ولهذا يقول أوليفييه بلييه، الذى عمل سابقا على إعادة توزيع العائدات النفطية، إنه ستكون هناك مطالب بإصلاحات من قبل المناطق التى شهدت تهميشا من السلطة، وذلك لأن هناك اختلالاً كبيراً فى العدالة بين المناطق». أما سعد جبار، الخبير فى مركز شاتام هاوس البريطانى للدراسات والأبحاث السياسية والاستراتيجية، فيقلل من التوقع بانقسامات فى ليبيا، ويرى أن هذه الانقسامات لا مفر منها بسبب اختلاف أفكار وتوجهات القوى والقبائل ولكنه يقول إن الأمر لن يتطور ويصل إلى القتال على السلطة. ويضيف «ليبيا تعد قلة من السكان جميعهم مرتبطون بالمصاهرة والقبيلة والمنطقة. مستوى التعليم لديهم مرتفع. هم منصهرون نتيجة ٤٠ عاما من العذاب والاضطهاد والقمع فى عهد القذافى».
ومن أبرز التحديات أيضا بروز قوة الإسلاميين فى ليبيا، والمعروف أن خلافات نشبت بين المجلس الانتقالى وقوات حلف شمال الأطلنطى والقوى الكبرى بعد الزعم بوجود عناصر تابعة لتنظيم القاعدة فى صفوفهم. وبالتالى يمثل ملف الإسلاميين فى ليبيا بعد القذافى أحد أهم الملفات الجدلية، خاصة مع بروز الجماعة الإسلامية المقاتلة التى تعتمد على استخدام السلاح
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :