الانسحاب الامريكي من سوريا يقلق اسرائيل
سليمان شفيق
١٠:
١١
ص +02:00 EET
الجمعة ٢١ ديسمبر ٢٠١٨
سليمان شفيق
تتباين الآراء بشأن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، بين من يراها في مصلحة أمريكا ذاتها، ومن يراها انتصارا لروسيا والإرادة السورية
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال، إن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا "ليس مفاجئا"، وإن كل من روسيا وإيران وسوريا وآخرون هم العدو المحلي لتنظيم "داعش".
وأضاف ترامب في تغريدة له على تويتر إن روسيا وإيران وسوريا وآخرون هم الأعداء المحليون لتنظيم "داعش"، لقد قمنا بعملهم. لقد حان الوقت للعودة إلى ديارنا والاستعداد لحل المشاكل داخل الولايات المتحدة.
يري النائب بالبرلمان السوري ،عمار الأسد، إن المشروع الأمريكي في سوريا فشل، وسقطت كل أدواته التي كانت تسعى من خلالها واشنطن لخدمة "لإسرائيل"، خاصة بعد إعلان يهوديتها، حيث سعت الولايات المتحدة الأمريكية لعملية التقسيم عبر العرقيات والأقليات، وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك" أن حلفاء سوريا وتضحيات الجيش السوري أسقطوا المشروع الأمريكي؛ الذي كان يهدف إلى التقسيم وخلق كيانات وفصائل عدة، مما يساهم في قوة الكيان الإسرائيلي مقابل إضعاف الدولة السورية، وأن خروج القوات الأمريكية يعد انتصارا للإرادة السورية والحلفاء "روسيا وإيران" على مخطط الولايات المتحدة؛ التي مولت ودعمت التنظيم الإرهابي داعش، كما دمرت البنى التحتية للعديد من المدن والقرى في سوريا.
في حين راي اللواء حاتم باشات النائب بمجلس النواب المصري ، ووكيل جهاز المخابرات المصرية الاسبق ، في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك" إن الانسحاب قد يعقد المشهد خاصة في ظل انفراد تركيا بالمشهد.
علي الجانب الاخر ذكر موقع "ديبكا" الاستخباراتي الاسرائيلي امس الاول الاربعاء ، أن الانسحاب الأمريكي من سوريا سيكون له مشاكل كثيرة على إسرائيل، إذ ستصبح في مواجهة مباشرة مع كل من ايران وحزب الله اللبناني في سوريا.
وأورد الموقع الإلكتروني الاستخباراتي أن الجبهة الشمالية لإسرائيل باتت تواجه مباشرة كل من إيران و"حزب الله"، وبأنه رغم إعلان الرئيس ترامب لأكثر من مرة الانسحاب من سوريا، خاصة آخر مرة في شهر مارس الماضي ، فإن إعلان الإدارة الأمريكية الانسحاب الكامل من سوريا، يبدو أنه سيكون حقيقيا وفعليا، وهو ما يعني أن حركة السير بين إيران وسوريا، عبر العراق، ستصبح أكثر سهولة ويسر، وسينقل السلاح الإيراني مباشرة إلى
سوريا و"حزب الله"، دون أي اعتراض
وزعم الموقع الاستخباراتي العبري أن الانسحاب الأمريكي سيمنح إيران الانتصارات، الواحد تلو الآخر، وبأن "حزب الله" سيكون له نتائج جيدة بدوره، من جراء هذا الانسحاب المفاجيء.
وادعى الموقع العبري أن قرار ترامب سيجعل من إسرائيل منصة لمواجهة مباشرة مع إيران وسوريا و"حزب الله" معا، وبأن تل أبيب ستكون في وضع استراتيجي عسكري جديد في الجبهة الشمالية لها امام حزب الله .
اما مجلة "تايم" الأمريكية إنه على الرغم من إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أنه وجه الجيش لسحب كل القوات الأمريكية البرية من سوريا فى غضون 30 يوما، إلا أن هذا القرار قوله أسهل من تنفيذه.
واكدت تايم ان البنتاجون في حالة صراع خاصة حول اسئلة تتعلق بكيفية الانسحاب ، بما في ذلك انة كيف سيحاول الجيش الامريكي استعادة الاسلحة التي وزعها بين القوات العسكرية السورية ، وكيفية التصرف في الصراع الدائر بين تركيا والاكراد حلفاء الولايات المتحدة .
في حين انتقدت جل افتتاحيات ومقالات الرأي بالصحف الأميركية أمس الخميس إعلان الرئيس دونالد ترامب انسحاب القوات الأميركية من سوريا ، في نيويورك تايمز مقال للبروفيسور جوشوا جلتسر (المدير السابق لمجلس الأمن القومي لمكافحة الإرهاب) إن الولايات المتحدة معرضة لخطر لحظة أخرى من عبارة “المهمة تمت” عندما أعلن ترامب أمس مغردا “لقد هزمنا تنظيم الدولة في سوريا الذي كان سببي الوحيد للبقاء هناك خلال رئاسة ترامب”، وعقب جلتسر بأن تنظيم الدولة لم “يُهزم” وأن مهمة أميركا في سوريا لم تكتمل تماما، مشيرا إلى الهجوم الإرهابي الأخير على سوق الكريسماس بمدينة ستراسبورغ في فرنسا الذي خلف خمسة قتلى وجرح العشرات بأنه يأتي بمثابة تذكير حي بأن تهديد التنظيم لا يزال قائما.وقال إن تجريد التنظيم من الأراضي وحتى المقاتلين لا يماثل النجاح في دحره، لأنه إذا طرد من معقل فسيعاود الظهور في مناطق أخرى، ولكن بأشكال أكثر فتكا، ولذلك “ليس هذا الوقت المناسب لإنهاء المهمة لئلا نجد أنفسنا في مواجهة خصم متجدد أشد بأسا”.”قرار الانسحاب مفاجئ وخطير ومنفصل عن أي سياق إستراتيجي أوسع أو أي سبب منطقي، وزرع شكا جديدا بشأن التزام أميركا بالشرق الأوسط واستعدادها لأن تصبح قائدا عالميا ودور ترامب كقائد أعلى
أما نيويورك تايمز اعتبرت افتتاحية الصحيفة أيضا أن قرار الانسحاب مثير للقلق وأن هذه ليست المرة الأولى التي بعثت فيها إدارة ترامب رسائل مختلطة، وأشارت في ذلك إلى ما أعلنه مستشار الأمن القومي جون بولتون قبل أقل من ثلاثة أشهر عن هدف موسع لقواته بسوريا، وأن الهدف ليس فقط هزيمة تنظيم الدولة ولكن أيضا ضمان مغادرة القوات الإيرانية للبلاد، فيما بدا وكأنه بيان موثوق من السياسة الرسمية. فالقرار مفاجئ وخطير -حسب وصف الصحيفة- ومنفصل عن أي سياق إستراتيجي أوسع أو أي سبب منطقي، وأنه زرع شكا جديدا بشأن التزام أميركا في الشرق الأوسط واستعدادها لأن تصبح قائدا عالميا ودور ترامب كقائد أعلى.
أما واشنطن بوست “واستهجنت واشنطن بوست -في مقالها الافتتاحي- إعلان انسحاب القوات الأميركية وعنونته “بتغريدة واحدة ترامب يدمر السياسة الأميركية بالشرق الأوسط”. وقالت إنه بقراره هذا يقدم هدية ضخمة بمناسبة العام الجديد إلى الرئيس بشار الأسد وتنظيم الدولة والكرملين وطهران، ويضمن أيضا التضحية بالمكاسب العسكرية الأميركية هناك، ويبطل أي تأثير قد يكون لدى وزير الخارجية مايك بومبيو ومبعوثه الخاص لسوريا جيمس جيفري لتحفيز تسوية دبلوماسية تلبي أهداف الإدارة نفسها لإبقاء تنظيم الدولة بعيدا.
ولازال الجدل مستمرا وسط مخاوف ان يكون ترامب سحب قواته من سوريا لكي يتجة بها الي ليبيا .
الكلمات المتعلقة