الأقباط متحدون - وللقلق اسباب كثيرة
  • ٢٠:٣٥
  • الخميس , ٢٠ ديسمبر ٢٠١٨
English version

وللقلق اسباب كثيرة

٠٦: ٠٢ م +02:00 EET

الخميس ٢٠ ديسمبر ٢٠١٨

عماد كمال صادق وديفيد
عماد كمال صادق وديفيد

سليمان شفيق
تحت عنوان : اشعر بالقلق" كتب المفكر الكبير د اسامة الغزالي حرب بصحيفة الاهرام :

"نعم.. أشعر بقلق وبعدم ارتياح و بخوف على أعظم وأروع ما تمتلكه مصر، أى وحدتها الوطنية، والإيمان الراسخ الأصيل لدى الغالبية العظمى من شعبها أن الدين لله و أن الوطن للجميع، وبأن المواطنة تجمعنا أيا كانت اختلافاتنا الدينية أو السياسية أو الإقليمية. لكننى أدرك أيضا أن هذه القيم والمبادئ المصرية الأصيلة تعرضت لخطر الضعف والتشوه مع ظهور وباء التعصب الدينى والإرهاب التى عانيناها، وأثرت على تفكيرنا وتفسيرنا للأحداث. أقول ذلك بمناسبة الجريمة البشعة التى ارتكبها الشرطى الذى كان ضمن حراس كنيسة نهضة القداسة بالمنيا، والذى أطلق النار على مواطنين من سلاحه الميرى فقتلهما

وعلى الفور ظهر التفسير الذى سرى مثل النار فى الهشيم، أنه قتلهما لأنهما قبطيان وهو مسلم. ثم نعلم فى ثنايا الخبر جوهر الموضوع كله، وهو أنه كان على خلاف معهما فى اليوم السابق لأمر لا علاقة له بالدين، مثلما تحدث آلاف الخلافات والمشاجرات يوميا بين المواطنين، أقباطا ومسلمين.أما أنه تهور ووصل لحد استعمال سلاحه النارى ضدهما فتلك كما نعلم جميعا آفة منتشرة فى الصعيد أى استخدام الأسلحة النارية فى المشاجرات.ولكن إذا تشاجر مسلم مع مسلم فتلك مشاجرة عادية، وإذا تشاجر قبطى مع قبطى فتلك أيضا مشاجرة عادية، فهل إذا تشاجر قبطى مع مسلم تكون بالضرورة مشاجرة طائفية..؟ بالطبع لا.. ولكنها جرثومة الطائفية أو عقدتها التى تمكنت منا ومن تفكيرنا. إننى أسمح لنفسى هنا أن أعاتب رجال الكنيسة الأرثوذكسية الذين أصدروا بيانات عن الحادث فأسهموا فى إضفاء الطابع الطائفى عليه، لأن الجهة المخولة بإصدار بيان عن الحادث هى وزارة الداخلية أو أى جهة مدنية ذات صلة بالموضوع. كما أننى ألوم المواقع القبطية التى اطلعت عليها (أقباط متحدون، والأقباط اليوم) التى تسرعت وتعاملت مع الحدث كجريمة طائفية، وعلى الأقل لم تنتظر نتيجة التحقيقات مع القاتل. ولهذا أكرر إننى أشعر بالقلق ؟!! "

ولكن بالرجوع الي بيانات نيافة الانبا مكاريوس ، وجدت  اول بيان بعد الحادث :
" إيبارشية المنيا وأبو قرقاص
خبر عاجل: مساء الاربعاء ١٢ ديسمبر

(بينما كان كلٌّ من عماد كمال صادق (الشهير بعماد المقدس - ٤٩ سنة) ومعه ابنه ديفيد عماد (٢١ سنة)، يقومان برفع أنقاض منزل مقابل لكنيسة نهضة القداسة بشارع الصرافة، في إطار عملهم في المقاولات بمدينة المنيا، وعلى خلفية خلاف بينهما وبين حارس الكنيسة منذ الأمس ويدعى ربيع مصطفى خليفة، قام الأخير بإطلاق النار عليهما حوالي الساعة السادسة من مساء اليوم ١٢ ديسمبر ٢٠١٨م. فقتل الاثنين، وتم نقلهما إلى المستشفى العام بالمنيا. وتم القبض على الشرطي المتهم وتقوم الأجهزة الأمنية الآن باستجوابه.

نياحًا لنفسي المنتقليٌن، وعزاءً لأفراد الأسرةحمى الله مصر والمصريين من كل شر ومكروه"

وفي تويتات للانبا مكاريوس بعد الحادث قال :
"اطالب بمراجعة أفراد الشرطة المسلحين المنوط بهم حراسة الكنائس، وهل هم مؤهلون لحمل السلاح الحي، لئلا يصبحوا مصدرًا للخطر لا الحماية من الأخطار؛ فكيف للذئب أن يحرس القطيع؟!

واضاف :"ما حدث بالأمس هو أخطر من حادث طريق دير الأنبا صموئيل، والذي تورط فيه أعداء لنا جميعًا، أما اعتداء الأمس فقد صدر من أحد رجال الداخلية، والمفروض أنه شخص منوط به حراسة الناس والمنشآت.

بعد هذا الحادث يجب مراجعة كل من يحمل سلاحًا خطرًا هكذا، وهو غير أهل لضبط نفسه في الغضب.. والخوف ليس فقط على الأقباط وإنما على الجميعما زلت أكرر أن المنيا تحتاج إلى مراجعة وإعادة نظر، تحتاج إلى تدخل شخصي من السيد الرئيس، المنيا تعاني من مشاكل في التعليم والصحة والبطالة، تتغير الحكومات والوضع كما هو، نحن نعاني مسيحيين ومسلمين، والأمر لا يحتمل مزيدًا من التأجيل

العقاب المناسب للجاني هو مسئولية القضاء، ولكن الحديث الآن بخصوص الذين على شاكلته وقد يكونون كثيرين، وكيف سينظر الناس الآن إلى أفراد الحراسة، والذين كانوا في عهد سابق يشيعون الطمأنينة في نفوس الذين يرونهم يقفون بشجاعة يذودون عن الناس وممتلكاتهم؟ وكيف قد يتحولون الآن إلى مصدر لخطر محتمل؟"!!

كل كتابات نيافة الانبا مكاريوس كما هو واضح في كل تصريحاتة لم يذكر مطلقا اي كلمة تشير الي ان الحادث "طائفي" ، ونراجع ماكتب عن اسباب الحادث في بيانة:" وعلى خلفية خلاف بينهما وبين حارس الكنيسة منذ الأمس ويدعى ربيع مصطفى خليفة، قام الأخير بإطلاق النار عليهما".

بل وقام بدعوة الشباب الغاضب للصلاة حتي لا يقومون بالتظاهر او الوقفات الاحتجاجية حرصا علي المصلحة العامة وكتب في تويتة :
" دعا الشباب الاقباط ـ عن طريق الفيس بوك "  الي وقفة احتجاجية امام مديرية الامن ، فدعوناهم لاجتماع صلاة في المطرانية ، شارك فية اكثر من 2500 شخص ، وفضلنا ان تتجة الايدي الي الله ، وان نضع احتياجاتنا بين يدية ، ونسكب أنفسنا ومشاعرنا أمامة .. مصلين لاجل الجميع ، فتعزينا وملا السلام قلوبنا "

ولذلك نجد ان تحرك الكنيسة بالمنيا ارتبط بحماية الدلة ورغبة في حقن الدماء لان عائلة الشهيدين عماد العمدة وابنة ديفيد عائلة كبيرة ، وبالطبع هناك من يريد منها الاخذ بالثأر ، ويؤكد ذلك  عدم قبول العائلة العزاء ، ووجود قوات أمن عند منزل عائلة الجاني حتي الان ، وربما يفسر ذلك لقاء قداسة البابا بهم لامتصاص غضبهم وتهدئة خواطرهم .

ولو راجعنا كتابات العديد من النواب والكتاب والحركات الحزبية سنجد ان المعيار الطائفي ورد في كتاباتهم مثلا النائب المحترم محمد ابو حامد كتب:

:"ما يحدث في محافظة المنيا من اعتداءات طائفية متكررة هو وصمة عار تصيبنا جمعياً ، كما إنه انتهاك متكرر للدستور ، يجب على الدولة أن تضع حد لهذه الاعتداءات و معاقبة المتورطين فيها ، و يجب علي أن تضع في مقدمة أولوياتها وضع برامج حقيقية لتنمية محافظة المنيا و مواجهة الفكر المتطرف بها" .

    وأكد النائب اشرف جمال عضو لجنه الدفاع والامن القومي بالبرلمان، والنائب عن دائرة بندر المنيا، في تعقيبه على حادث مقتل اب وابنه علي يد شرطي بالمنيا،" ان أجراس الانذار تكررت كثيرا في محافظه المنيا ولكن للأسف لم تنتبه الدوله فعروس الصعيد تحولت بيدي الاهمال على مر ثلاثون عاما الى عجوز الصعيد هذه المحافظة".

كل الاحترام للمفكر الكبير د اسامة الغزالي حرب وما كتب للتوضيح وليس للرد .