الأقباط متحدون | عملية إيلات تضع ملفات إسرائيلية مصرية فلسطينية على المحكّ
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٢:٢٧ | الخميس ٢٥ اغسطس ٢٠١١ | ١٩ مسرى ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٩٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

عملية إيلات تضع ملفات إسرائيلية مصرية فلسطينية على المحكّ

إيلاف | الخميس ٢٥ اغسطس ٢٠١١ - ٥٩: ٠٨ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

لم تمض سويعات على عملية إيلات التي وقعت جنوب إسرائيل حتى كانت تداعياتها قد أصبحت على المستوى الإقليمي، كونها وضعت العديد من الملفات الإسرائيلية والمصرية والفلسطينية على المحك لا سيما اتفاقية السلام مع مصر والمصالحة الفلسطينية والتهدئة مع إسرائيل من جهة أخرى.
حافلة إسرائيليّة تضرذرت خلال عملية إيلات الأخيرة

 

القدس: يرى عدد من المحللين السياسيين والمراقبين أن العملية العسكرية التي نفذت في إيلات نهاية الأسبوع الماضي وقتل فيها ثمانية من الإسرائيليين وأصيب نحو ثلاثين وسبعة من منفذي الهجمات وخمسة جنود مصريين كانت قد خدمت إسرائيل على أكثر من صعيد وهذا ما أيدته الفصائل الفلسطينية بشكل مباشر وغير مباشر.

ويرى بعضهم أن منفذي العملية ربما يكونوا سلفيين جهاديين خرجوا من مصر بعد التضييق عليهم في منطقة سيناء وضالعين بعمليات تمثلت بضرب مقار أمنية وتفجير خطوط النفط في العريش.

وأجمع هؤلاء على أن إسرائيل استغلت العملية بشكل يخدم مصالحها على صعد هامة كالصعيد العسكري والسياسي والاقتصادي.

 


وقال الكاتب والمحلل السياسي خليل شاهين في لقاء خاص مع "إيلاف": "رغم أنه لم يتم تحديد الجهة التي تقف وراء تنفيذ هذه العملية إلا أن هناك مؤشرات تفيد إلى وجود أكثر من طرف شارك في التخطيط والتنفيذ".

وأضاف: "إسرائيل حاولت توظيف هذه العملية لصالح شن عدوان واسع على قطاع غزة، وسعت لكي تستثمر نتائج هذه العملية للضغط على الجانب المصري من أجل قيام السلطات المصرية بإجراءات أكثر تشددا في سيناء".

وأكد شاهين أن إسرائيل حاولت توجيه رسائل متعددة من خلال تصعيد عدوانها على القطاع، حيث هدفت إلى تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية وإعلامية واقتصادية.

وقال: "ابتغت إسرائيل من التصعيد تحقيق مكاسب عدة منها فرض قواعد جديدة على قطاع غزة قوامها تثبيت الردع الإسرائيلي في الرد على فصائل المقاومة".

وأضاف: "أما بالنسبة لمصر كان هذا التصعيد بمثابة دعوة لمصر بغية تشديد قبضتها على شبه جزير سيناء لمكافحة عمليات تهريب السلاح إلى قطاع غزة ولمكافحة وملاحقة عناصر السلفية التي كانت مصر قد بدأت محاولة توجيه ضربة قاصمة لها".

 

وبخصوص التهدئة القائمة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية قبل عملية إيلات وأثر العملية عليها، قال شاهين: "إنه لا يمكن الجزم بان هناك جهة فلسطينية من الفصائل المعروفة تقف وراءها، مؤكدا أن ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن منظمة ليس لها وجود في القطاع الأمر الذي وظفته إسرائيل لشن هجمة على القطاع".

وبين أن الموقف الإسرائيلي كان يتجه نحو التصعيد أكثر ضد القطاع إلا أن ردود الفعل من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية التي كثفت إطلاق الصواريخ من قبل الرأي العام المصري، أدت إلى لجم التصعيد الإسرائيلي والعودة إلى تهدئة غير مكتوبة لاسيما وأن الموقف المصري كان قابلا للتطور والتصعيد المضاد لتوجهات إسرائيل.

 

وأشار إلى أن هذه العمليات أخرجت رئيس الحكومة الإسرائيلية من الأزمة الداخلية التي كان يواجهها على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي ودفعت المجتمع الإسرائيلي للتكتل ولو بشكل مرحلي خلف القيادة في ظل وجود مناخ متطرف يدعم التصعيد الإسرائيلي على القطاع دون الانجرار إلى عملية عسكرية واسعة.

وعما إذا كانت إسرائيل معنية بالتهدئة أو التصعيد خلال الفترة القادمة، أوضح شاهين أن إسرائيل معنية بالتصعيد على أكثر من جهة فهي تسعى لتصعيد ديبلوماسي لمواجهة التحرك الفلسطيني المتجه لنزع اعتراف دولي في الأمم المتحدة في أيلول القادم، كما تسعى في نفس الوقت إلى تصعيد ميداني على الأرض.

وأكد أن إسرائيل صعدت من عمليات الاعتقال وتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية، كما تسعى لإبقاء الجبهة ساخنة في قطاع غزة ولكن ضمن عمليات تصعيد محسوبة دون أن يتدهور الوضع في المرحلة الراهنة.

 

وعن المصالحة الفلسطينية واستحقاق أيلول، أكد شاهين أن موضوع المصالحة يختلف عن استحقاق أيلول فالحسم فيه فلسطيني متوقف على قرار فلسطيني داخلي يتوجب تنفيذه بأسرع وقت لمواجهة التحديات القادمة لا سيما على صعيد استحقاق أيلول الذي يتطلب مجابهة ديبلوماسية دولية.

بدوره، أكد المحلل السياسي عاطف سعد، في لقاء مع "إيلاف" أن هذه العملية خدمت إسرائيل وأخرجتها من أزمتها الداخلية مؤقتا وساهمت في توجهها نحو تبني سياسة يمينية ضمن السياسات الهادفة لإبقاء حالة من التوتر في المنطقة.

وأعرب عن اعتقاده أن تصعيد العمل العسكري سيوقع إسرائيل في تنديد لاحق، مؤكدا في الوقت ذاته أن فصائل غزة نفت صلتها بالعملية فيما سارعت إسرائيل على لسان قادتها بإدانة غزة.

 

ونوه إلى أنه وعلى الصعيد الإقليمي فإن اللفتة المصرية بعد ما أقدمت عليه إسرائيل من قتل للجنود المصريين أوضحت تغير الخطاب المصري والتوجه العام وكان ذلك واضحا وأثار استغراب ومفاجأة القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين الذين سارعوا لتقديم الاعتذار الذي لم تقبله مصر وطالبت بتقديم التعويض والتعهد بعدم تكرار مثل هذا الأمر.

تهدئة مجتزئة

وفي أعقاب التوصل إلى وقف لإطلاق النار برعاية ووساطة مصرية مؤخرا، بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، لم يمض يوم دون خروقات حيث قامت إسرائيل بقصف أكثر من موقع كما قال الصحافي فادي أبو عبيد من قطاع غزة في اتصال هاتفي مع "إيلاف": "إن إسرائيل قامت بعدة عمليات قصف أسفرت عن وقوع عدد من الشهداء وإصابة عدد آخر".

وأشارت العديد من فصائل المقاومة ومنها لجان المقاومة الشعبية وألوية الناصر صلاح الدين وسرايا القدس وكتائب أبو علي مصطفى في بيانات منفصلة تلقت "إيلاف" نسخا منا إلى أنها غير ملتزمة فيما جاء بخصوص وقف إطلاق النار.

وكان الجيش الإسرائيلي استهدف مؤخرا، مجموعتين لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، أسفرت بحسب أدهم أبو سلمية الناطق الإعلامي باسم الإسعاف والطوارئ عن استشهاد إسماعيل الأسمر وهو أحد قادة سرايا القدس وإصابة شخص ثاني بجراح متوسطة فيما نجت المجموعة الأخرى من الغارة الإسرائيلية.

وتبنت سرايا القدس مسؤوليتها عن قصف موقع كيسوفيم الإسرائيلي بـ 6 قذائف هاون ردا على اغتيال أحد قادتها في غارة إسرائيلية برفح.

وأوضح الشيخ أحمد المدلل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، في تصريحات صحافية أن هذه الجريمة جاءت لتؤكد أن "الاحتلال لا يفهم إلا لغة الدم والإرهاب وسنتعامل مع العدو باللغة التي يفهمها جيدا وهي لغة الدم ولن نصمت عن جرائمه".

إلى ذلك كشفت مصادر عسكرية إسرائيلية في قيادة المنطقة الجنوبية أن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام "الشاباك" سيواصلان عمليات الاغتيال المركزة لعناصر فلسطينية تعتبرها خطرا على التهدئة والهدوء في قطاع غزة دون المساس بالصورة العامة لوقف إطلاق النار .

ونقل الموقع الالكتروني لصحيفة معاريف عن المصادر قولها إن الجيش لا يستطيع السماح لعناصر متطرفة بأن تعيد الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل عملية الرصاص المصبوب "الحرب على غزة" ولذلك تقوم بعمليات نوعية تستهدف محرضين على العنف ولهم ضلع كبير في الهجمات ضد الجيش والمناطق المدنية في إسرائيل أو تهريب السلاح من غزة إلى سيناء.

 

دعوات للحفاظ على العلاقة بمصر

دعت صحيفة هآرتس الإسرائيلية القادة الإسرائيليين إلى إجراء تحقيق خارجي لسبر غور الأزمة المصرية الإسرائيلية التي اندلعت في أعقاب مقتل خمسة جنود مصريين خلال الاشتباكات التي شهدتها المنطقة الحدودية بالقرب من ايلات وطابا إثر عملية إيلات العسكرية.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها "وصلت العلاقات بين مصر وإسرائيل إلى حدود الصدع وذلك بسبب عملية تخريبية نفذتها خلية من المخربين على طريق إيلات وبسبب تصريحات وزير الجيش باراك الذي ضم مصر في تصريحه إلى قائمة المتهمين وأظهرها كمن يبدي تساهلا ويدا رخوة في الحرب ضد المخربين".

وأردفت الصحيفة: "إن أزمة العلاقات التي تفجرت بعد مقتل خمسة جنود مصريين لم تنته بل حفرت عميقا في ذاكرة الشعب المصري وستؤثر على منظومة العلاقات بين البلدين وكلنا أمل أن يحل مكان الحماقة التي ولدتها ردة الفعل الاسرائيلية فهما وتعقلا يمكنه إعادة الأمور إلى نصابها.

وكانت صحيفة معاريف الإسرائيلية أفادت أن مصر أوضحت لإسرائيل أن شن عملية عسكرية واسعة في غزة، من شأنها أن تعرض السلام بين البلدين للخطر.

 

وأضافت الصحيفة، أن ردة الفعل الإسرائيلية "المعتدلة" حيال العملية العسكرية بالقرب من إيلات وما أعقبها من هجمات صاروخية مكثفة على إسرائيل من قطاع غزة، مرده إلى رسالة تلقتها إسرائيل من مصر جاء فيها أنه سيصعب على الحكومة المصرية مواجهة الرأي العام الغاضب، في حالة إقدام إسرائيل على شن عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة.

وحسب الصحيفة فقد حذرت الحكومة المصرية من أنها قد تضطر، في مثل هذه الحالة، إلى تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، مضيفة: "أن محادثات جرت في اللحظات الأخيرة بين مسئول مصري رفيع للغاية والقيادة الإسرائيلية وعلى أثر هذه المحادثة أعلنت إسرائيل وقف إطلاق النار" كما وسبق أن جرت محادثات بين وزير الجيش الإسرائيلي ايهود باراك ورئيس المجلس العسكري الأعلى، الجنرال حسين طنطاوي ومدير المخابرات العامة في مصر ، مراد موافي، الذي حمل رسائل بنفس الروح.

 

وقالت مصادر دبلوماسية للصحيفة إن إسرائيل تتفهم الوضع المعقد للحكومة التي تعمل في مصر ضد الرأي العام الشديد واستجابت لطلب القاهرة في مصلحة الحفاظ على العلاقات بين البلدين.

وحسب مصادر صحافية فقد تقرر هذا بالإجماع في اجتماع طارئ عقده منتدى وزراء الثماني مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ليلة السبت الماضي، والتي تنص على أن إسرائيل لن تدخل قوات إلى غزة وذلك في ضوء حساسية الموقف في مصر، وأن هجوم على غزة من شأنه أن يزيد العداء ضد إسرائيل في الشارع المصري.

وكان الخوف من تأثر العلاقات الإسرائيلية المصرية واتفاقية السلامة بينهما أيضا سببا مباشرا حسب مراقبين ومحللين دفع وزير الجيش الإسرائيلي لتقديم الاعتذار للجانب المصري على سقوط قتلى مصريين معربا عن "الأسف" لذلك.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :