الأقباط متحدون - التجسد منبع التعليم الحى(3)
  • ٠٦:١٥
  • الجمعة , ١٤ ديسمبر ٢٠١٨
English version

التجسد منبع التعليم الحى(3)

أوليفر

مساحة رأي

٤٥: ١١ ص +02:00 EET

الجمعة ١٤ ديسمبر ٢٠١٨

التجسد
التجسد
Oliver كتبها 
-أخطأنا و أكلنا مكن شجرة معرفة الخير و الشر فعرفنا الشر و جهلنا الخير كله و نفينا عن معرفتك وجها لوجه.تاه عنا فكر الأبدية فلاحقتنا بالنبوات و لم ندرك الكثير من مكنوناتها.حين إختفت شجرة الحياة إختفت معها رؤيتك المعلنة لكل معرفة سماوية.حتي الشعب الذى أخترته و أطعمته خبزا من السماء جدف عليك قبل أن يصل إلي أرض الموعد فلم يصل منهم سوي ثلاثة.
 
-أخذنا الناموس فكشف موتنا دون أن يهبنا معرفة الحياة.كان الناموس لمعرفة الموت فحسب.إستغرقتنا الرموز و الطقوس و زاد عليها تعاليم الناس لا أنت.صرنا ندور في الفراغ و قال الجاهل في قلبه ليس إله أما الذى تمسك بالقشور فأصبح يتمتم في الصلاة بشفتيه أما قلبه فقد صار بعيداً بعيداً.حتي أتيت في الجسد يا رب المجد.إقتربت من البعيدين و جذبتهم.
 
-حياتك تعليم.يومياتك نبوات أهمل الكثيرون قراءتها.أفعالك إستكمالاً لوعود قديمة.فيك نقرأ العهدين و نعيش كل وعودك المكتوبة حين نأكلك جسدك و دمك و نكون في كلمة الحياة ثابتين.يا يسوع المتجسد يا من أحيا بحياته علي الأرض كل النبوات.دخلت مجامعهم و فسرت الكتب و أجبت الأسئلة الصعبة و إلي اليوم تدخل القلوب و تعلم الفكر و تجيب مراراً أصعب الأسئلة المحيرة للبشر.صارت حياتك تعليماً حياً و ستبقي حتي آخر الدهور.ما رأينا أحداً فيما سبق مثلك.لا رئيس أنبياء و لا نبي.لا ظهر ملاك يشبهك و لا رئيس ملائكة يدانيك.بل أنت وحدك علمتنا معرفتك المحيية.
 
-أحييت الكتاب بتجسدك.كان مولدك تتميما لنبوة و عذراوية أمك الدائمة تحقيقا لنبوة و مزودك و قريتك مكتوبة في القديم.حتي طعامك و صباك . في تجارب الشيطان في البرية ألزمت إبليس ألا يحرف النبوات و جادلته لنعرف نحن قصدك في الكلمات.في صلبك مزامير و مسامير و في ذبحك كان للفصح معني أبدي .عند دفنك وقفت النبوات شاهداً و في قيامتك تشامخت عبارات إشعياء. عند صعودك تهلل يوئيل.لم يكن لك تصرفاً خاليا من نبوة سابقة فأعدت للنبوات معناها المندثر و جعلت الرموز واضحة للبنيان و الأسرار المختفية في الكلمات ظاهرة لمن يشتاق إليك.حياتك يا مسيحي المتجسد إحياءاً للكلمة المكتوبة.علي الجبل تجلى تعليمك في عظتك الذهبية بدأت بقيل لكم في القديم ثم إستكملت تعليمك الحي قائلاً أما أنا فأقول.مانحاً البشر معرفة الخير من شخصك هذا أكثر مما فقدناه يوم أكلنا من الشجرة. منحتنا علم الكمال وحياة الكمال.ايا من جاء لا لينقض بل ليكمل.جمعت القديم بالجديد و حققت وعوداً مسيماها عن شخصك و أوصافاً فيك لم نكن نعرفها.صرت و ستبقي المسيح المتجسد منبع تعليمنا.لولا أنك تجسدت لبقيت الرموز كالشفرة و النبوات كالألغاز و وصايا كثيرة بلا مدلول لأنها من فمك و عملك وحدك أخذت معانيها و أثرها و بقيت أبدية.
 
-الذين صاروا حجر عثرة في التعليم أزلتهم عن طريق خلاصنا.أوقفت تعاليم الكتبة و الفريسين المعطلة لكلمة الله.وبخت الذين لم يجرؤ أحداً علي مخالفتهم.الذين كانوا يحتكرون التعليم و يزورونه صببت عليهم الويلات لأنهم أعاقوا النفوس عن معرفتك .جئت و أعلنت لنا ذاتك.فتحت لنا الملكوت بعد أن هدمت تعاليمهم البعيدة عن روحك هؤلاء الذين أغلقوا السماء قدام الناس. أفرزت تعليمك عن تعاليم الناس فعرفنا كيف يفكر فينا عقل الله اللوجوس.صححت فكر ماذا ينجس الإنسان و صححت مفهوم الزواج و الطلاق . جربوك بأسئلة كثيرة فكانت فرصة لتحجمهم قدام الناس و تعجزهم فلم يفلحوا في إصطيادك و لا إصطيادنا.وضعت لنا مفاهيم تنقصنا في علاقة أبناءك بقيصر و الله في آن واحد.و لم تغفل أيضاً دحض تعليم الصدوقيين الذين ينكرون القيامة و الأبدية. بالإجمال وضعت لنا تعليماً و وهبتنا معرفة تصلح لمواجهة جميع الهرطقات و الأهم أنه تعليم يصلح حتي للحياة في الأبدية.هذا هو أبرع تعليم عرفته البشرية.تعليمك مؤيد بحياتك فهو حي مثلك يأتينا محمولاً بالروح القدس من قلبك إلي قلوبنا. تعليمك يحملنا إليك كما يحملك إلينا.
 
- كشفت لنا تعليم عهدك الجديد.تعليم النعمة و الخلاص.تعليم الملكوت و معرفة الثالوث الأقدس. تعليم المحبة و الحياة.فيك رأينا محبة لم يعشها أحد في العهد القديم هذه التي صارت علماً بك حين إكتملت بالصليب..من علمنا المعمودية بالروح الولادة الثانية التي تمنح تفوق الإنسان علي طبيعته لما يأخذ من روحك طبيعة جديدة بها نفهم كلماتك و نعيش سماءك بل نكون سماءك و يري الناس فينا كتابك الحي مقروءاً و متجسداً للعالم.من غيرك كان يستطيع أن يعلمنا أن نحب الرب أكثر من النفس و نحب حتي الأعداء.من سواك جعل الصليب مشتهي لمن يريد أن يتبعك.أي تعليم من الناس يستطيع أن يؤثر كهذا.من هذا الذي بكلمته غير طبع الوحوش,كتب تاريخاً جديداً للممالك و جعل الشياطين مداسة بالأقدام الترابية.
 
- تعليمك أيها القدوس المتجسد أسس الإيمان.عَلُم السمائيات.صنع الكنيسة.من فمك خرجت وسائط النعمة و بك ترسخت.صار تجسدك فاصل بين تعليم عنك في القديم و تعليم بك في الجديد.تعاليمك أنجبت القديسين و دربت النساك و منحت الأطفال حكمة الشيوخ .كلمتك ثبتت الشهداء و حاربت الأباطيل. تعاليمك أوصلتنا إلي البطن التي إنفتحت من المعمودية إلي الملكوت.تعاليمك فتحت أذهان القلوب علي ما لا يري.تجسدت و علمتنا فصرنا نراك في تعاليمك مع أنك في السماء علي كرسيك.أنت مرئي في تعاليمك حي وسطنا فيها و نحن أحياء بكلمتك و بالروح الذى فيك نتنقي.
 
-كيف حالنا سيصبح لو لم تتجسد .كنا سنبقي في جهالة الأمم و قساوة إسرائيل مغلق علينا في العصيان من كل جهة. كنا سنبقي مساقين من كل ريح تعليم و نصدق الكذبة.كنا سنرهب الموت ونبقي للموت و نصبح أدوات إبليس الفاسد.لولا أنك تجسدت و علمتنا ما كنا نعرف عهد قديم و لا كنا نسمع عن عهد جديد.لكنك قدوس محب.فمن تعاليمك وصلتنا محبتك.تعلمنا وعودك.عرفنا ميراثنا.أخذنا مواهب روحك.تغير فكر القلب و صار فينا إنسان جديد.تعلمنا الأحاديث الإلهية و شاركنا الملائكة في لغة التسبيح. و كثير كثير ما أوصلتنا إليه تعاليمك حين كنا عاجزين.قدوس قدوس يا من تجسدت و علمتنا
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد