غزوة العدادات و مسرحية الموت
أوليفر
٤٠:
١١
ص +02:00 EET
الجمعة ١٤ ديسمبر ٢٠١٨
Oliver كتبها
-ماذا يصيبك حين تشاهد مسرحية سخيفة.كل الممثلين فيها لا يقومون بأدوارهم.إسم المسرحية لا علاقة له بالنص.و الممثلون جميعهم يرتجلون .تصدمك المشاهد.فالنص هو نفسه في كل أقسام الشرطة في مجلس المدينة في بيت النفاق و التدليس علي الخراب المعروف ببيت العائلة.نفس النص من خفير القرية إلي العمدة إلي الموظف إلي رئيس الحي إلي مدير الأمن إلي الوزير إلي الرئيس نفسه.نفس المانشيت في الصحف .نفس الأدوار لنفس الممثلين حتي و إن شاخوا.نفس المبررين في الصحف و نفس المنافقين من الأقباط اليهوذات الآكلين خبزهم بالسموم علي كل الموائد.كل شيء نفسه أينما تذهب.ماذا تفعل لو أن عنوان المسرحية رومانسي – المساواة و حرية العبادة و مع ذلك كل الممثلين بغير إستثناء مسلحون بكافة الأسلحة؟هل ستصدق هذه الفوضي هل تستطيع أن تستكمل مشاهدة هذه العشوائية .الغريب أنه ليس لك الحرية في مغادرة خشبة الفوضي.أنت مجبر علي البقاء في مرمي الممثلين لأن الدور الوحيد الذي يقومون به هو قذفك بالحجارة و قصفك بالأسلحة أثناء العرض الممل.أنت ملتزم لا بالمشاهدة فقط بل بأن تكون الضحية.لأن مخرج المسرحية فشل في ضبط النظام فصار الجمهور الصامت هو الضحية.فيا كاتب السيناريو مسرحيتك فضيحة.يا كل ممثل في المسرح الدموي أنت مجرم قدام كل الشهود.يا من وضع الديكور من نواب برلمان و بيت العائلة أنتم جناة لا ضحايا. يا كل الممثلين عليكم ببعض الإبتكار يا فشلة .
- كوم الراهب تطور طبيعي للصمت علي السلفيين.كانوا يعتدون و يفرون.الآن يعتدون و يبقون حتي يأتي موظفو مجلس المدينة يوم الإثنين لكي ينزع عدادات الكهرباء و الخدمات العامة عن كنيسة القرية المغلقة.عادة جرائم السلفيين يوم الجمعة أما هذه المرة فلا يصلح معها يوم الجمعة لأن الموظفين الإرهابيين أجازة.لذلك صار السلفيون يعملون بدوام كامل طوال الأسبوع و كله يقبض الشرطة و الحي و السلفيين و شيخ الجامع كلهم قتلة بأجر حتي لو لم تحدث المجزرة بسبب عناية الله و ليس بسبب آخر.هؤلاء المجرمون يجب أن يسجنوا و من وافق علي هذا التصرف أيضاً و من أعطي الأوامر لأنهم يهدفون إلي حرق الوضع كاملاً.إذ و الكنيسة مغلقة يأتي شيخ الجامع إياه معلناً عن غزوة العدادات.كيف عرف الرجل بالغزوة مسبقاً إلا إذا كان هو و من معه في مجلس المدينة و مسجد القرية متفقون علي إشعال الموقف لتحقيق أقصي خسائر ممكنة.هذه المرة إرهاب رسمي من مجلس المدينة.
- ثم في المنيا أيضاً و في نفس التوقيت يحدث نفس السيناريو الذى كتبه ذات يوم وزير مريض بالتعصب إسمه النبوي إسماعيل و ما زال العرض مستمراً .يأتي دور أمين الشرطة علي المسرح.كان منذ البداية ممثل فاسد.دخل الشرطة بالرشوة و عاش وظيفته بالإتاوة و جاء الدور لكي يسترزق بالدم و يشبع شهوته بالقتل.فمن سيقتل.لقد وضعوه علي باب الكنيسة ليمثل دور الحارس لكن هو لا يتقن هذا الدور لأنه لا يعرف سوي دور القاتل.أراد أن يفرض سطوته علي منزل مجاور يتم فيه البناء .رفض المقاول المسيحي إتاوة الأمين غير الأمين.جلس الأمين علي خشبة الهمجية يفكر في قصة مصطنعة لكي يبرر بها ما ينوي تنفيذه في اليوم التالي. إتفق مع بقية العصابة السلفية لكي تحميه بعد الجريمة .اشاروا عليه أن يدعي علي الضحايا أنهما أرادا إنتزاع السلاح منه لكنه بقدرة قادر قتل الإثنين و إحتفظ بالسلاح من غير بصمة للقتلة عليه؟ علماً بأنه في الظروف العادية لا يصرح بصرف ذخيرة للسلاح .فكيف تم التصريح له بالذخيرة و لماذا؟ في أقصي الظروف فإنه غير مصرح بإستخدام السلاح بغير أوامر من رتبة اعلي فمن أأعطى المجرم أمراً باستخدام السلاح؟ و في الظروف العادية لو صدقت الرواية لابد أن يكتفي الشرطي بإصابة أقدام من يعتدي عليه لا أن يقتل مقاول و إبنه لا يحملان سلاحاً وليسا متفرغين للشجار مع شخص إرهابي يلبس زي الشرطة. .أعد الممثل المجرم ذخيرته لينفذ مخطط القتل في اليوم التالي. قتل الأب ثم قتل الإبن ليزداد تصفيق فريق الكومبارس السلفي .ضحية واحدة لا تكفي ما دامت الفوضي هي التي تحكم المنيا.ثم أن الأمين يقبض علي الراس فلماذا لا يقتل أكبر عدد متاح .
- كيف يتم التعتيم علي هذه الجرائم.بأن يخرج البعض ليهلل بتوفيق أوضاع عشرة بالمئة بعد سنة كاملة من الكنائس المطلوب توفيق أوضاعها خمسامئة كنيسة من خمسة آلاف ؟فيغلق السلفيون كنائس جديدة مقابل تلك التي تم توفيق أوضاعها فقط بقوة الإجرام و مساعدة المتواطئين من المسئولين و هم كثر .لكي تبقي المحصلة صفراً كبيراً لنظام ضعيف و إدارة مخزية و قانون كنائس إجرامي و نواب برلمان كالصنم و صفراً كبيراً لمن يسكت علي الحق أياً كان موقعه.يناقش البرلمان فستان ممثلة مغمورة و شاب صعد علي سطح الهرم و لا يناقش كارثة إسمها إرهاب المنيا.فالبرلمان نفسه مسرحية فاشلة.
- لو أن هذه الدولة جادة في القضاء علي التعصب فلتسجن أي مجرم دون خوف من منصبه أو إسمه أو شعبيته.تسجن كل إمام مسجد يدعو إلي الإرهاب بأي شكل.تسجن الموظفين في الحي و رئيسهم الذى أراد حرق البلد بأكملها و نزع العدادات و القرية مشتعلة.تلغي بيت العائلة و تسحب الإعتراف به.تصدر قراراً رئاسياً بمنح كل الكنائس ترخيصاً فوراً دون الإنتظار إلي ما يسمي توفيق أوضاع .تفتح كل الكنائس المغلقة و تفرض هيبتها .تسجن كل مدير أمن متواطئ كمدير أمن المنيا و قنا.تمنع الجلسات العرفية.تتوقف عن أخذ الأقباط رهائن في الحجز لحين القبول بالتسوية العرفية القهرية فليكن هناك قانون من سطرين بمنع كل الجلسات العرفية و إلغاء بيت العائلة و الإلتزام بالقانون وحده مع إلغاء قانون بناء الكنائس و جعل وزارة الإسكان هي المسئولة عن اي مبني أياً كانت هويته من خلال وضع أكواد لكل نوع من أنواع المباني تلتزم به الجهة المنشئة دون تمييز.لو أن الدولة جادة لأطاحت بمحافظ المنيا و قنا و جعلتهما عبرة لمن يتواطئ مع الإرهاب.لو أن الدولة جادة في المساواة لألغت البند الثاني من الدستور و ألغت القوانين النابعة منه و إستبدلتها بقوانين مدنية لا شريعة لها سوي المساواة في الحقوق و الواجبات.لو الدولة جادة لألغت التعليم الأزهري و جعلت معاهده بأكملها تحت إشراف وزارة التعليم و توقفت عن تمويل الأزهر لأن ما يملكه يكفي لسداد ديون مصر حتي مائة عام.لو أن الدولة جادة لجعلت كل التعيينات بالمسابقات الألكترونية دون تدخل عنصر بشري فاسد مرتش يأخذ بالهوية لا بالكفاءة.لو أن الدولة جادة لوقفت بأعلي صوت و صاحت أنه تم إلغاء المسرحية الهمجية و طرد كل الممثلين الفشلة و تعيين مخرج منضبط و نص جديد و شعار يتفق مع الحقيقة و تحترم المشاهدين و لا تقبل بأي ضحية تسقط .لو أن الدولة جادة فلتحيي الثقافة و الصحافة و الأدب و الفن علي نمط الدول العظمي بغير هذه التفاهة و السطحية.فهل الدولة جادة أم تستمر المسرحية الدموية التي لا ضحية فيها سوي الأقباط.إذا لم تكن الدولة جادة فالله جاد في أحكامه و عدله و هو يطيل أناته لكي يتوب حتي المجرمين لأنه يريد أن جميع الناس يخلصو