الأقباط متحدون - ربنا موجود
  • ٠٠:٢٠
  • الخميس , ١٣ ديسمبر ٢٠١٨
English version

ربنا موجود

سامية عياد

مع الكرازة

٠١: ٠١ م +02:00 EET

الخميس ١٣ ديسمبر ٢٠١٨

البابا شنودة الثالث
البابا شنودة الثالث
عرض/ سامية عياد
"ربنا موجود" عبارة تحمل الكثير من المعانى اللاهوتية والعقائدية ، جميع المؤمنين فى العالم كله يؤمنون بأن الله فى حياتنا شايف سامع عارف بكافة الأمور موجود فى كل مكان ومع كل أحد وفى كل مناسبة ...
 
المتنيح الأنبا شنودة الثالث فى عظته بعنوان "ربنا موجود" وضح لنا المعانى التى تحملها عبارة "ربنا موجود" ، ربنا موجود تعنى أن الله ضابط الكل أى أن الكل فى قبضته ، كل الناس حتى الشيطان نفسه وحتى كل قوى الشر الرب يحكمها بذاته ويضع لها حدودا ، ربنا موجود تعنى أنه الراعى لنا جميعا "الرب يرعانى فلا يعوزنى شىء،.." ونحن نثق برعاية الله لنا "عصاه وعكازه هما يعزياننى" ، ربنا موجود تعنى أنه الحافظ والمعين "الرب يحفظك ، الرب يحفظك من كل سوء ، الرب يحفظ نفسك ، الرب يحفظ دخولك وخروجك" ، الله يحفظنا من الشيطان ومن التجارب حتى الأطفال يقول عنهم المزمور "حافظ الأطفال هو الرب". 
 
ربنا موجود تعنى أن الله مهتم بالكل "تعالوا الى يا جميع المتعبين والثقيلى الأحمال وأنا أريحكم" ويقول المزمور "يستجيب لك الرب فى يوم شدتك" الله هو مريح التعابى ".. تقو وليتشدد قلبك وانتظر الرب" ، الله يهتم بنا أكثر مما نهتم نحن بأنفسنا يقول لنا "لا أهملك ولا أتركك" ، يوصى ملائكته بنا لكى يحفظونا "يوصى ملائكته بك لك يحفظوك فى كل طرقك .." ، ربنا موجود تعنى حنو وعطف الله علينا ، ووعده لنا بالحياة الأبدية ، لقد أعطنا البركة والسلطاة ومنحنا العقل والروح والإرادة وأن كان يسمح بالتجارب لفائدتها كما يقول يعقوب الرسول "أحسبوه كل فرح يا أخوتى ، حينما تقعون فى تجارب متنوعة" .
 
من فوائد التجارب أنها تجمعنا معا بقلب واحد نتعاطف مع بعضنا البعض ، كما تجعلنا نحاسب أنفسنا من الداخل ونصطلح مع الله إن كنا بعيدين عنه "ارجعوا الى فأرجع إليكم" ، من خلال التجارب أيضا نرى يد الله العاملة فينا ونؤمن أن ربنا موجود ، بالتجارب نكتسب خبرات روحية مع الله والأحداث ونزداد معرفة وحكمة وخبرة ونتاكد أن الله يستطيع كل شىء "غير المستطاع عند الناس ، مستطاع عند الله لأن كل شىء مستطاع عند الله" ، والتجربة تكون دائما فى حدود احتمالنا ويكون معها المنفذ ".. سيجعل مع التجربة أيضا المنفذ لتستطيعوا أن تحتملوا" ، الأمر يحتاج الى سلام قلبى وحكمة فى التصرف وأن نشعر بوجود الله فى حياتنا نترك مشاكلنا بين يديه.
 
ليتنا نشعر بوجود الله فى حياتنا ونؤمن بيده العاملة القوية المملوءة حبا ، نشعر برعايته بحنوه بحمايته وحفظه لنا ، ليتنا نجلس الى أنفسنا نتذكر كم مرة حفظنا الله نسبح الله قائلين "باركى يا نفسى الرب ، وكل ما فى باطنى فليبارك اسمه القدوس ، باركى يا نفسى الرب ولا تنسى كل حسناته" ..