صفقة القرن مصطلح امريكي اعلامي ترفضة مصر والفلسطينين
سليمان شفيق
١٥:
٠٧
م +02:00 EET
الثلاثاء ١١ ديسمبر ٢٠١٨
سليمان شفيق
قال جارد كوشنر صهر ومستشار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، إن الخطة الأمريكية للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين "صفقة القرن" ستعلن قريبا، مشيًرا إلى أنها ستمنح للفلسطينيين حياة أفضل.
واكد كوشنر في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الامريكية اليوم ، أن الخطة ستحاول حل النزاع بين الاسرائيليين والفلسطينين ، مؤكدا ان هناك وجود عدد من الاسباب الكافية للثقة في هذة الخطة وبامكانية احراز تقدم كبير بواسطتها ،
وشدد كوشنر على أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب سيركز قريبا على الخطة الأمريكية للسلام، وتابع بالقول "نأمل أن نقدم خطتنا خلال الشهرين القادمين، والتي أؤكد مرة أخرى أنها طبعا لن ترضي الجميع، ولكن هناك أسباب كافية للأخذ بها وتطبيقها".
في حين كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد علق منذ عام علي ما يسمي صفقة القرن بالقول : «نعمل على تخفيف معاناة الفلسطينيين في غزة».
وأضاف السيسي، في جلسة «اسأل الرئيس» ضمن فعاليات المؤتمر الوطني السادس للشباب: «مصر تعمل مع الأطراف المعنية لحل القضية الفلسطينية ولتحقيق المصالحة».
وأردف: «صفقة القرن تعبير إعلامي وليس سياسي، ونحن نقول أن مصر مع دولة فلسطينية على حدود 67 والقدس الشرقية عاصمة لها».
في حين رفضت كل المنظمات والاحزاب تلك الصفقة ، وما يثير الدهشة أن تلك الصفقة كما قال الرئيس السيسي انها "تعبير إعلامي وليس سياسي".
؟تري ماهي صفقة القرن؟
اسم من ابتكار الرئيس الامريكي ترامب ، وفي أكتوبر الماضي، كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، جانبًا من الخطة، وقالت إن هناك خطة لفصل وعزل الفلسطينيين عن القدس المحتلة، وذلك لضمان أغلبية يهودية في المدينة، عبر بناء جدار فاصل يعزل التجمعات والأحياء السكنية الفلسطينية.
وتتضمن "الصفقة" تسليم الحكومة الإسرائيلية للسلطة الفلسطينية - ضمن تسوية أو صفقة مستقبلية - جميع الأحياء السكنية الفلسطينية في القدس الشرقية، على أن تخضع هذه المناطق في المرحلة الأولى إلى تصنيف مناطق "ب" الذي تتولى فيه السلطة الفلسطينية المسؤولية المدنية وتتولى إسرائيل المسؤولية الأمنية.
وفي المرحلة النهائية يتم تحويل هذه المناطق إلى تصنيف "أ" لتصبح خاضعة للسيطرة الكاملة للسلطة الفلسطينية، ومن ثم تعمل السلطة على ربط هذه المناطق بمدن بيت لحم ورام الله.
وفيما يخص القدس القديمة والأماكن الدينية، تقترح الخطة إعداد بنية تحتية تضمن عدم احتكاك اليهود بالفلسطينيين، وذلك عبر حفر شبكة أنفاق وشوارع مغطاة وطرقات التفافية حول البلدة القديمة، وتحصل السلطة الفلسطينية على مساعدات مالية سخية من الإدارة الأمريكية.
- تداعيات الصفقة:
من أبرز تداعيات هذه الصفقة، أن وضع القدس وقضية عودة اللاجئين سيؤجلان لمفاوضات لاحقة، ما يعني مماطلة إسرائيلية أمريكية ستؤدي في نهاية المطاف إلى إبعاد القدس تمامًا عن أي مفاوضات لتكون إسرائيلية بالأمر الواقع.
وتشمل مفاوضات حول محادثات سلام إقليمية بين إسرائيل والدول العربية، بقيادة المملكة العربية السعودية، والهدف من تلك المفاوضات سيكون التطبيع مع دولة الاحتلال ما يخدم الأخيرة وذلك بحجة أنها ساعدت الفلسطينيين على إقامة دولتهم ومنحهم حقوق، في حين أنها ستكون دولة فلسطينية منزوعة كل المزايا والحقوق.
- الدور الأمريكي في صفقة القرن:
نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، في فبراير الماضي، عن مصادر وصفتها بالمطلعة، أن الولايات المتحدة تخطط لعرض خطتها المسماة بـ "صفقة القرن"، في إطار مؤتمر دولي قد يتم عقده في إحدى العواصم العربية - القاهرة على الأرجح - بحضور إسرائيلي، ولكنها لم تُشر إلى موعد محدد لعرض الخطة الأمريكية.
ويقول تقرير الصحيفة، إن الإدارة الأمريكية تعتزم جمع ما يزيد عن 40 مليار دولار لإقامة دولة فلسطينية ومؤسساتها الحكومية، بحسب ما قالته المصادر، وتهدف الخطة الأمريكية إلى توسيع السلطة الأمنية والإدارية للسلطة الفلسطينية في المنطقتين "أ" و"ب" في الضفة الغربية.
وكان مبعوثا ترامب، صهره جاريد كوشنر، وموفده إلى الشرق الأوسط جيسون جرينبلات، طلبا "دعم" الأمم المتحدة لخطة سلام، مؤكدين أنها ستنجز قريبًا، وقدما الطلب الذي لم يرفق بأي توضيحات عن مضمون الخطة أو موعد نشرها، خلال اجتماع مغلق تم عقده بمجلس الأمن الشهر الماضي.
وكانت مندوبة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، صرحت فبراير الماضي، في محاضرة بمعهد السياسة بجامعة شيكاغو، أن العمل مستمر في هذا الاتجاه، وسوف يتم طرح تفاصيل ما يعرف بـ"صفقة القرن" قريبًا، متوقعة ألا تحظى خطة السلام الجديدة بحب أو كره طرفي النزاع، لكنها ستشكل أرضية لإطلاق المفاوضات.
وقالت هايلي إن التحذيرات التي سبقت إعلان ترامب بشأن القدس وأقوال البعض إن هذا الإعلان ونقل السفارة من تل أبيب "لم سنزل السماء على الأرض، بل بقيت السماء مكانها".
ووفق ما نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.ُ أن الجانبين الفلسطيني والأمريكي أجريا مباحثات سرية بوساطة سعودية من أجل تحسين العلاقات، بعد إعلان الرئيس الأمريكي ترامب القدس عاصمة لإسرائيل،
وأضافت الصحيفة، أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يقود الوساطة بين الجانبين الفلسطيني والأمريكي؛ لكسر الجمود بين الطرفين.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قرر الاستجابة لقرار المجلس الوطني الفلسطيني برفض إمكانية أن تلعب الإدارة الأمريكية دور الوسيط في النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي.
لكن صحيفة "هاآرتس" كتبت : ان مصر، لا تقبل بالصفقة الأمريكية بصورة كاملة، خاصة وأنها أعلنت يوم الخميس بعد اجتماع ضم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري، ورئيس المخابرات والمسؤول عن ملف القضية الفلسطينية، عباس كامل، بدعم مصر لكافة الجهود والمبادرات التي تهدف للوصول إلى اتفاق شامل، يمكن على أساس قيام دولتين في حدود 1967 وأن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين.
الكلمات المتعلقة