الأقباط متحدون - هل للعرب والمهاجرين دور في تظاهرات السترات الصفراء بفرنسا؟
  • ٠٥:٥٣
  • الثلاثاء , ١١ ديسمبر ٢٠١٨
English version

هل للعرب والمهاجرين دور في تظاهرات السترات الصفراء بفرنسا؟

مجدي جورج

مساحة رأي

٠٥: ٠٧ م +02:00 EET

الثلاثاء ١١ ديسمبر ٢٠١٨

السترات الصفراء
السترات الصفراء

 

مجدي جورج 
باحث اقتصاد دولي
 
سألني أحدهم هل للمهاجرين والسود والعرب  دور في احتجاجات السترات الصفراء الأخيرة؟ فقلت له  رغم ان الأنباء تقول ان اول من اطلق عريضة الاحتجاج علي ارتفاع اسعار الوقود هي فتاة سمراء من المهاجرين الا ان المهاجرين عموما والسود والعرب خصوصا لم يشاركوا في الإعداد ولا التجهيز لهذا التحرك الفعّال وهذا لا ينفي استغلال قلة قليلة منهم هذه الأحداث  في النهب والسرقة  وربما التدمير أيضا انتقاما من مجتمع يلقوا عليه اللوم بانه سببا لتهميشهم .
 
لكن حركة السترات الصفراء وحتي أغلبية من يقومون بالتكسير هي حركة فرنسية مائة في المائة .
فقال لي ما سبب استبعادك  لدور العرب والسود والمهاجرين  من هذه الحركة الاحتجاجية ؟
 
فقلت  له لدي عدة أسباب :-
اولا   هذه الحركة  هي حركة احتجاجية قادمة من الريف ومن المدن الصغري والعرب والمهاجرين لايسكنون بكثافة في هذه  المناطق بل يتركزون أساسا في المدن الكبري  وتحديدا حول أحزمة هذه المدن  وضواحيها  .
 
ثانيا من قاموا بهذه التظاهرات هم أناس ناقمون علي اوضاعهم المعيشية بينما المهاجرون والعرب والسود وغيرهم ليسوا ناقمين كل النقمة علي هذه الأوضاع لأنهم الأكثر استفادة من برامج الرعاية والتكافل التي تضمنها الدولة لذوي  الدخل المنخفض وهولاء أناس كثيرة منهم تعمل في اطر عمل غير نظاميه ( الأسود )  فيظهرون وكانهم من ذوي الدخول المنخفضة 
 
كما ان اغلب برامج المساعدات تذهب إليهم لأن لديهم عدد كبير من الأبناء عكس الفرنسيين الذين لا يفعلون لاهذا ولا ذاك فلا يستفيدوا كثيرا من برامج الرعاية والضمان تلك .
 
ثالثا اغلب المحتجين قادمين من مناطق لن نقول محرومة من البنية التحتية ولكن بنيتها التحتية ومرافقها العامة من مستشفيات ومواصلات عامة ومدارس وجامعات ليست مثل الموجودة بالمدن الكبري ولا  كالتي موجودة بباريس فهناك المواطن العادي كي يذهب لعمله بسيارته فانه يقطع مسافات كبيرة ويتكلف تكلفة عالية وان حاول ذلك بالمواصلات العامة فانه يحتاج الي مجهود ووقت كبير جدا بالمقارنة بسكان باريس والمدن الكبري ، وهذا سبب إضافي لعدم احتجاج المهاجرون والعرب والسود علي الأوضاع لأنهم يستخدمون مواصلات عامة ممتازة في المدن الكبري ويعالجون في مستشفيات أفضل من التي يعالج فيها الفرنسيين المقيمين بالارياف والمدن الصغري وهكذا باقي الخدمات .
 
رابعا  ان  هؤلاء المهاجرون من عرب وسود  راضين بأوضاعهم الحالية فهم لا يقارنون بين اوضاعهم  الحالية وأوضاع الفرنسيين القادمين من الارياف والمدن الصغري فقط بل يقارنون بين اوضاعهم الحالية وأوضاعهم في بلدانهم السابقة حيث  لا عمل ولا خدمات ولا  حياة انسانيه بالمرة .
 
خامسا ان هؤلاء المهاجرون وفي صدارتهم العرب والسود  أغلبهم غير مسيسين وغير نقابيين واغلب احتجاجاتهم السابقة كانت بدافع  معاملة سيئة من الشرطة لبعض أبنائهم ولذا فهم  غير واعين الي حد الأوضاع وتأزمها .
 
كل هذا وغيره يجعلنا نقول انها حركة فرنسية خالصة وهي ان كانت غير ذلك لم وجدت كل هذا الدعم من الغالبية العظمي من عموم الفرنسيين ولا من الأحزاب يسارها ويمينها وخصوصا من حزب الجبهة الوطنية الذي يعادي المهاجرين .

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع