تحيه كاظم
عبد المنعم بدوي
٠٢:
٠٣
م +02:00 EET
الثلاثاء ١١ ديسمبر ٢٠١٨
عبد المنعم بدوى
تحيه للسيده تحيه كاظم ... حرم الرئيس جمال عبد الناصر ، أن الشعب المصرى يفيض بمدى التقدير لهذه السيده العظيمه ، التى رافقت عبد الناصرفى رحلته ، لم تستفد سوى المتاعب ، ولم تجن سوى القلق فى حياته وبعد مماته .
عاشت وماتت ولم يلحق بطرف ثوبها ، أو حتى نعل كعب حذائها ، غبار من أشاعه فى بلد ... الطبق الشهى لكثيرين هو ... النم ... والذم .
كانت مثل أى ست بيت مصريه ، وهبت حياتها لرعاية زوجها وأولادها ، لم يحدث أن شاهدها الناس فى أى حفل عام ، أو ندوه ، أو مؤتمر ، عكس السيده جيهان السادات زوجة الرئيس السادات ، التى كانت تصول وتجول فى طول البلاد وعرضها ... ولا يرد لها طلب ، وكانت قد أسست جمعية الوفاء والأمل ، وحدث أن طلبت الوزير المسئول ( وكان قد عين وزيرا حديثا ، بعد أستدعائه من الخارج لكفائته العلميه ) .
طلبته على التليفون ، وكانت فى حديثها مجامله ، رقيقه كعادتها ، وأثنت على كفائته وهمته ، مبديه أعجابها بنشاطه ، ثم دخلت فى الموضوع ... وهو طلب أعفاء ــ الوفاء والأمل ــ من الضرائب والجمارك ... أبدى الوزير دهشته للطلب قائلا : أنه لايملك حق الأعفاء ، ثم أن رئاسة الجمهوريه نفسها غير معفاه وتدفع المطلوب .
فى اليوم التالى أرسلت السيده جيهان " أخوها " الى الوزير للتفاهم والتباحث ، نظر أخوها الى الوزير ووجهه يحمل نصف أبتسامه وقال :
ــ أنا شقيق الست
ــ مال عليه الوزير " الذى عاش حياته فى خارج مصر " ولا يعرف أن جيهان السادات أسمها جيهان رءوف
ــ أخو أم كلثوم ؟
قال : أم كلثوم مين ... أخو مدام جيهان
وأذاء تعنت الوزير ورفضه للطلب ، توجه شقيق الست فى اليوم التالى الى رئيس الوزراء ، وكان وقتها اللواء ممدوح سالم ، عرض عليه الأمر ، ورد عليه قائلا : أنا أسف ... الوزير المسئول رفض ، وأنا لا أملك شيئا لأنها مسئوليته وحده .
كانت هذه الواقعه كفيله بخروج الوزير من الوزاره بعد عدة أسابيع ، بل وتغيير الوزاره كلها بعد ذلك ، وبالمثل كانت سوزان مبارك التى سارت على نفس النهج ، حتى قال كل من تعامل معها " أنها أذكى من زوجها عشرات المرات " ، وأصبحت المقوله الدارجه " جيهان وسوزان تفاحتان طردتا رئيسين من القصر " .
المناسبه
يجرى العمل على تلميع شخصيه وأظهارها للناس ... وقديما قالوا : تستطيع أن تلزم الحصان وتجبره أن يسير بك ومعك الى النهر ... ولكن لن تستطيع أن تجبره أن يشرب من الماء أبدا مهما فعلت ، نفس الشيىء لن يستطيع أحد أن يجبر الناس على قبول وهضم هذه الشخصيه مهما فعلوا ، فالناس لن تحب وتقبل ألا بما يتماشى مع رأيها وذوقها .