الأقباط متحدون - كرنيليوس فاندايك فى برية شيهيت
  • ١٣:٢٢
  • الثلاثاء , ١١ ديسمبر ٢٠١٨
English version

كرنيليوس فاندايك فى برية شيهيت

البروتوبرسفيتيروس أثناسيوس حنين

مساحة رأي

٠٧: ١١ ص +02:00 EET

الثلاثاء ١١ ديسمبر ٢٠١٨

كرنيليوس فاندايك
كرنيليوس فاندايك

بقلم الأب أثناسيوس حنين
ما زالت خبرات وبركات ابو مقاراللاهوتية و النسكية المصرية تحيط عودتى الى بلاد الفلسفة الأفلاطونية الهيللينية ’ وتنسانى يمينى أن نسيت أو تناسيت جلسات مودات جمعتنا مع بعض الرهبان من خيرة شباب المحروسة الأشداء فى الابنفما والأذكياء فى النوس والتواقون الى الغنوسية الحقيقية والأبائية والعلم الثيؤلوجى من أصوله ومصادره كأبأئهم الأكابر ’ودار الحديث حول الترجمة الفانداكتية التى يستعملها المصريون فى قرأئتهم للكتاب المقدس .

الدّكتور "فان دايك" وصل من نيويورك الى ميناء بيروت بالباخرة فى رحلة استمرت شهرا كاملا ’ظل يعمل في صيدا حتّى وفاة الدّكتور "عالي سميث" عام 1857، عندما انتدبته الإرساليّة الإنجيليّة الأميريكية لإتمام ترجمة الكتاب المقدّس ا كتب أحدهم "إنّ الله، بعنايته الحكيمة، قد أعدّ هذا الرّجل الغيور مدّة سبع عشرة سنة لهذا العمل المهمّ، لأنّه كان قد حفظ مجلّدات مِن الكتب العربيّة من شِعرٍ وعروضٍ ومَنطِق وصَرفٍ وتاريخ، وكان قد ألّف مجلّدات في العلوم والفنون. ولم يكن له نظير بين الأوروبيّين في معرفة اللّغة العاميّة، كما أنّ معرفته اليونانيّة والعبرانيّة والسريانيّة والكلدانيّة كانت واسعة وقد أنجز طبع العهد الجديد عام 1860 .".

لا ينكر أحد فضل فاندايك ’ ولكن لا ينكر أحد أيضا بأن التقدم الذى أحرزه المصريون فى الألمام بفقه اللغة اليونانية ومداخل ومخارج اللغة القبطية وامتلاكهم ناصية اللغة العربية الفصحى ’ قد مكنهم ’ بل فرض عليهم قرأة جديدة لترجمة عربية لاهوتية وكنسية ارثوذكسية للكتاب المقدس (لا ننكر ما تم عمله على يد الأباء اليسوعيين والأخوة الانجيليين العلماء ) ’ كثيرا ما أحدثت ترجمة فاندايك بللا ولغطا وسجسا بسبب من ركاكة تعبيراتها وعدم دقتها اللاهوتية وتشديدها على البعد الأخلاقى على حساب الرؤية اللاهوتية ’ وعلى "الأن" على حساب "كما كان وهكذا يكون"’ وقد وعدت أبائى وأخوتى رهبان ابو مقار بعد أن سألنى أحدهم عن الفوارق ! بنبذة لأهم التعبيرات التى أخفت ترجمة فاندايك معانيها ووضعت تحت المكيال غناها اللاهوتى وأوقفت نبضها الليتورجى . أذا عدنا الى بشارة يوحنا نقرأ (...والكلمة كان عند الله ...) وهذه الترجمة تحمل خطورة أريوسية ! بينما الأصل (كى اى لوغوس أن بروس تون ثيؤن) أى أن الكلمة كان شاخصا فى الله ’بروس هى جزء من كلمة (بروسبون ) أى شخص أو أقنوم ’ وهنا يكمن المعنى اللاهوتى أن الابن كان دوما شاخصا فى وجه الله الأب مما يؤكد الوحدة والتعدد فى الثالوث . وحينما يقول (الكلمة صار جسدا وحل بيننا ) لا يعطى الدقة اللاهوتية فى علاقتنا بالسيد (كى هو لوغوس ساركس ايجينيتو كى سكينوسين هين ايمين ) وصنع خيمته فينا ’ صرنا نحن خيمة شهادة العهد الجديد ’ بينما الترجمة الفانداكتية تقطع الكلمة عن جذورها القديمة . الشئ الأخر هو أن فاندياك فصل التعبيرات الكتابية عن بيئتها الليتورجية مثل تعبير (الان اطلق عبدك ....) هو هو نفس التعبير (ما تحلونه على الارض ....) متى 16 : 19 أى أن الفعل (ليو ) لها معنى ليتورجى وهى تعنى الحل (أوبوليسى)فى القداس أى التحليل الكهنوتى ’ ويبقى المعنى "الأن حالل عبدك" ولهذا أهميته الروحية فالحل(بكسر الحاء) يؤخذ من اهيت بفم البشر .الأمر الأخر هو أن الكلمات عنده صارت يتيمة لا نسب لها لغوى ولا حسب تاريخى ولا سند لاهوتى ’ مما يحملها بمضمونات اسلامية عربية أحيانا ’ ان القس فانديك لم يكن يتقن اللغة العربية الفصحى ’ بل العامية حسب شهادة القس هنرى . ولهذا السبب جائت الترجمة التى بين أيدينا حافلة بللغة العربية العامية .يغلب على التعبيرات الطابع الاخلاقى بينما يغيب البعد اللاهوتى مثال "لا تسكروا بالخمر الذى فيه الخلاعة "الخلاعة هى الأسوتيا وهو التعبير الذى يستعمله لوقا فى وصف الابن ىالضال (الأسوتوس يؤس ).أى الضلال وههنا يربط النص بين ضلال الابن وادمان الخمر بينما لفظ الخلاعة يتركنا على جوعنا ولا يدخلنا الى عمق جديد بالمقارنة بنص أخر يستعمل نفس الكلمة .

استعمل كلمات عربية ذات مردودات وأبعاد اسلامية ’ مثل كلمة الطلاق بينما المعنى هو الحل (بكسر الحاء)أو الفك أى أن الزوج يعطى حلا قانونيا للزوجة لكى تتوقف الحياة الزوجية (متى 19 : 3 ) وهى كلمة ليتورجية أى أنه وبكلمات أخرى أذا تعذرت المعيشة يعطى أحدهم للأخر حلا (بكسر الحاء) مباركا وسلاميا بلا نزاعات وأقتتال . ساد البعد الأخلاقى على الترجمة أكثر من الروحى واللاهوتى مثل قول بولس فى غلاطية 3’ 13 (الناموس مؤدبنا ...) الناموس هو القانون أو شريعة العهد القديم وهنا تفادى استخدام كلمة عربية صحيحة (ربما لتفادى كلمة الشريعة الاسلامية !)ورسم الكلمة كما هى (الناموس) مما ضيع المعنى الأصلى ’ والتعبير اليونانى (بيديفون) أى مربينا والتربية أشمل من التأديب ’ هى تشمل التأديب ولكنها لا تنحصر فيه ! ناهيك عن ركاكة لغتها العربية التى أخرجت أديب فى حجم طه حسين عن صمته وانتقد تكسير كهنة القبط ’ والذين بسبب ضحالة معرفتهم الأبائية وااللاهوتية واللغوية ’ يركزون على اجترار الايات اجترارا ’ ومصدرهم الوحيد هو ترجمة فاندايك ’ لقواعد اللغة العربية وأعتبر أن تمكنهم منها أنما يشكل أحد أهم دعائم مستقبل الثقافة فى مصر .وللحديث بقية.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع