الأقباط متحدون - فرنسا بعراقتها ستنتصر علي احتجاجات السترات الصفراء
  • ٠٧:٠٥
  • الأحد , ٩ ديسمبر ٢٠١٨
English version

فرنسا بعراقتها ستنتصر علي احتجاجات السترات الصفراء

هاني صبري لبيب

مساحة رأي

٤٩: ٠٢ م +02:00 EET

الأحد ٩ ديسمبر ٢٠١٨

فرنسا _ السترات الصفراء
فرنسا _ السترات الصفراء

 هاني صبري - المحامي 

تجتاح فرنسا منذ أسابيع احتجاجات ومظاهرات من أصحاب السترات الصفراء نجم عنها أعمال شغب وتخريب وسلب ونهب وتدمير في أماكن كثير منْهَا في الشانزيليزيه ، وتدمير قوس النصر رمز الوطنية الفرنسية وكانت حجتهم في ذلك فرض ضرائب جديدة علي الوقود ، والقرارات التي صدرت في تقديرهم كانت غير مدروسة ولا تصب في مصلحة الفرنسيين . 
 
ونتيجة هذه الاحتجاجات تراجعت الحكومة الفرنسية عن قراراتها علي الرغم من أن 90 % من ايرادات فرنسا مصدرها الضرائب ، ولكن لَم تتراجع الحركة الاحتجاجية واستمرّت التظاهرات وأعمال التخريب .
 
البعض فوضيين يريدون التخريب والتدمير والعنف لكن غالبية الفرنسيين يفضلوا التظاهرات السليمة والاستقرار وأتباع القانون وفرنسا من الأنظمة العريقة في الديمقراطية عندما يريدوا التغيير يكون من خلال آليات ونظم قانونية راسخة . 
 
وللاسف الشديد انتقلت عدوي هذه الاحتجاجات والتظاهرات إليّ بلجيكا وهولندا علي الرغم عدم وجود زيادة في الأسعار ، ولم تفرض ضرائب جديدة في هاتين الدولتين . 
 
بالإضافة إليّ أن فرنسا تدفع ثمن إيواء وفتح أبوابها لمهاجرين غير متجانسين مع ثقافة وروح فرنسا ... ، فأنها تحصد نتيجته من خراب ودمار وإرهاب والقادم أسوء علي فرنسا وبلجيكا وهولندا وبريطانيا وألمانيا وغيرهم من الدول التي تحتضن الإرهاب ، لان الإرهابيين لا يعرفوا مفهوم الدولة وانتماءهم فقط لأيدلوجيتهم ومصالحم الضيقة فيكونوا قنبلة موقوتة في يد من يدفع لهم أكثر ، وسبق ان حذّرنا من تداعيات ذَلِك علي الحكومة الفرنسية ، فلابد من اتخاذ كافة التدابير الاحترازية اللازمة لحماية دولتهم وفقاً للقانون ، وإجراء حوار مع المتظاهرين والنظر بعين الاعتبار لمطالب شعبها العادلة لتحسين أوضاعهم المعيشية . 
 
فِي تقديري المزاج العام عند غالبية الشعب الفرنسي يرفض العنف والتخريب ويرفض تدمير المنشآت العامة والخاصة لذلك تراجعت حركة الاحتجاجات في فرنسا وخسرت حركة السترات الصفراء تعاطف الفرنسيين لان هناك الكثير الفرنسيين في البداية تعاطفوا مع هذه الحركة الاحتجاجية ومطالبها ولكن انتهاج هذه الحركة للعنف والسلب والنهب والتدمير بعد أن أصبحت مخترقة من اليسار واليمين المتطرف والمخربين فقد خسرت هذا الحركة تعاطف الفرنسيين لان الشعب الفرنسي ضد هذه الممارسات الفوضوية الغريبة علي ثقافتهم العريقة ، وموقف غالبية الفرنسيين ينم علي حب وحرص الفرنسيين علي دولتهم والتضحية من أجل فرنسا. 
 
في تقديري موقف أغلبية الفرنسيين من رفض الاحتجاجات غير السليمة وتراجع الحركة انتصاراً لفرنسا وأعلان رفض التخريب ورفض هدم مؤسسات الدولة يعد بمثابة موت حركة السترات الصفراء التي تستخدم العنف إكلينيكياً. 
 
ويجب علي المتظاهرين التحلي بضبط النفس وأتباع كافة الطرق السليمة والقانونية للمطالبة بحقوقهم المشروعة للمحافظة علي دولتهم ومقدراتها ، وبالتأكيد فتح قنوات للحوار البناء بين الشعب والحكومة الفرنسية سوف تحل الكثير من المشاكل التي يعاني منها المواطن الفرنسي من خلال مؤسسات الدولة الفرنسية وهي من أعرق الدول الديمقراطية في العالم ويتعلم منها العالم احترام الحقوق الحريات وفرنسا من النظم الديمقراطية العريقة ونموذج للتحضر والرقي . 
 
في تقديري لن تنجح حركة السترات الصفراء لأنهم ليس لهم رؤية واضحة وبلا قيادة أو هيكلة ، بالإضافة إليّ عدم وجود معارضة موحدة في فرنسا ، الشعب الفرنسي سوف ينتصر علي هذه الاحتجاجات الحالية لكنه سيعاني في السنوات القادمة طوَّق النجاة بالنسبة له للخروج من أزماته هو أن تحافظ فرنسا علي هويتها ليعود لها الاستقرار وإلا للأسف الشديد هتكون خسائرها أسوء بكثير ونتمني إلا يحدث ذلك ، ويجب أن تتعلم من أخطاءها. حفظ الله فرنسا وشعبها من كل سوء وان يعم السلام والاستقرار العالم أجمع.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد