كونوا رحماء .. كما أن أباكم أيضا رحيم
سامية عياد
٣٨:
١٢
م +02:00 EET
الخميس ٦ ديسمبر ٢٠١٨
عرض/ سامية عياد
الرحمة هى هبة وعطية من عند الرب ، وتعنى التعطف الذى ينشأ عندما نرى معاناة شخص أخر ، والرحمة من صفات الله الأزلية يقول عنها دواد النبى "اذكر مراحمك يا رب وإحساناتك لأنها منذ الأزل هى" ..
القمص بنيامين المحرقى فى مقاله "يا رب ارحم" وضح لنا كيف كانت الرحمة من صفات الله منذ الأزل فى العهد القديم فقد تعهدنا الرب برحمته : "محبة أبدية أحببتك من أجل ذلك أدمت لك الرحمة" و فى العهد الجديد تجلت الرحمة فى تجسد الرب وألامه على خشبة الصليب لذا يقول الرسول بطرس "مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح ، الذى حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حى ، بقيامة يسوع المسيح من الأموات" ، لذا نصرخ فى صلوات الأجبية كيرياليسون 41 مرة لتشير حسب تفسير يوحنا بن سباع الى 39 جلدة التى جلد بها السيد المسيح بالإضافة الى إكليل الشوك والطعن بالحربة فى جنبه ، كما تتجلى الرحمة الإلهية أيضا فى مواهب الروح القدس ، فالمعمودية هى عمل رحمة التى هى ميلاد ثانى لنا ".. بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس".
عندما نصلى يا رب ارحم نعترف بعدة أمور أولا ، أن الله هو ملك الملوك ورب الأرباب وهو صاحب السلطان وهو القادر على كل شىء وهو الكثير الرحمة والرأفة والصلاح ، ثانيا ، نعترف بضعفنا وخطيتنا وعجزنا ، لذا يقول الكاهن فى صلاة الحجاب (يا سيدنا لا تردنا الى خلف إذ نضع أيدينا على هذه الذبيحة المخوفة غير الدموية ، لأننا لا نتكل على برنا ، بل على رحمتك ، هذه التى بها أحببت جنسنا) ، ثالثا ، طلب الرحمة من الله ، يحرر الإنسان من كبريائه ، وينقيه من البر الذاتى ، لأنه ليس بمقدرتى ولا سلطانى ، بل من الله ، لذا نكرر طوال القداس الإلهى كيرياليسون "يا رب ارحم" فالمسح إلهنا "افتدانا من لعنة الناموس ، إذ صار لعنة لأجلنا" ، رابعا ، أن نتصف بالرحمة مثل إلهنا كما علمنا "كونوا رحماء كما أن أباكم أيضا رحيم" .
والرحمة تنجينا من حكم الدينونة "لأن الحكم هو بلا رحمة لمن لم يعمل الرحمة " كما يقول الرسول يعقوب ، وكما نصلى فى صلاة نصف الليل (ليس رحمة فى الدينونة لمن لم يستعمل الرحمة) .. هب لنا يا رب عطية الرحمة ، فكيف نطلب منك الرحمة لأنفسنا ونحن لا نرحم غيرنا ، انعم علينا بها لنستحق قولك "طوبى للرحماء لأنهم يرحمون" ..
الكلمات المتعلقة