" صرخة ندم" فيلم سينمائي بالجهود التطوعية في مواجهة الغربة الذاتية للشباب العربي
كتب: عماد توماس
أنتهي المخرج الشاب "عبد الله الشريف "، من تصوير فيلمه الروائي القصير "صرخة ندم" كتجربة تطوعية فريدة في السينما المستقلة تعكس قضية اجتماعية هامة تتعلق بضعف بناء شخصية الشباب الغير قادر على تحمل المسئولية والذي يعاني الغربة الذاتية تجاه أسرته ومجتمعه المحيط وهي الظاهرة التي باتت واضحة في المجتمعات العربية.
ويقول المخرج عبد الله الشريف أن قصة الفيلم حقيقية وحدثت بالفعل وتتضح أحداثها المثيرة في توضيح مدي ما يمكن أن يؤديه ضعف تحمل المسئولية لدي الشباب المنغرق في سلبيات الشللية الخاصة والإنترنت دونما مشاكل أسرته ومجتمعه المحيط وذلك في سياق درامي فعال ومتصل عبر 20 دقيقة وهي مدة الفيلم.
مضيفاً أنه برغم كونه من أبناء أسيوط في أقاضي الصعيد، إلا أنه نظراً لضعف الإمكانيات الفنية والبشرية في مجال السينما فقد تم تصوير جميع أحداث الفيلم في القاهرة الكبري من خلال الجهود التطوعية الكاملة لجميع فريق العمل والتي عكست إخلاص وإيمان فريق العمل من الممثلين المحترفين بخطورة الفن السينمائي في تعديل السلوك لما بعد الثورة ليعاكس الرغبة في التنمية والبناء
موضحاً أنه قام ببطولة العمل الممثلين محمود إمام وحسن عصام والطفلة الموهوبة فرح وجميعهم ممن لديهم خبرات تمثيل طويلة في العمل السينمائي والدرامي بينما قام بالاستايلست محمد السقا والتصوير محمد حامد والإضاءة والكاميرات محمد صلاح والفوتوغرافيا اندرو في حين كانت قمت بإعداد القصة والسيناريو بالإستيحاء من قصة حدثت بالفعل.
ويوضح " الشريف"، أن السينما المستقلة الغير هادفة للربح تقدم اطروحات لعلاج القضايا المجتمعية بأسلوب شيق ومبدع ولكنها تواجه صعوبات كبيرة منها عدم انتشار تقنياتها الفنية في الأقاليم مما أضطره للسفر من أسيوط للإقامة في القاهرة طوال مدة الفيلم، مشيراً إلي أنه فيما يتعلق بضعف القدرات البشرية في مجال السينما فأنه يطالب بجهوداً مضاعفة من وزارة الثقافة وقصر السينما نحو إقامة تدريبات مكثفة في الأقاليم لتأهيل كوادر جديدة للعمل السينمائي في مختلف ربوع مصر فضلاً عن اكتشاف المواهب ورعايتها بما يرجي من هذا الفن الثقافي في رفع الوعي العام بعلاج سلوكيات الجمهور المؤثرة على التنمية والنهضة الحضارية التي نرجوها جميعاً.
وناشد "الشريف"، المسئولين بالسينما والإعلام ورئيس هيئة قصور الثقافة نحو ضرورة إقامة مهرجانات للسينما المستقلة في جميع المحافظات لنشر هذا الفن واكتشاف المواهب والإبداعات ورعايتها فضلاً عن ثقل قدرات أبناء الأقاليم المبدعين فضلاً عن تشكيل نواة لفرق عمل من المبدعين بالأقاليم تساهم في الحركة الفنية متمنياً أن تكون البداية بإقامة مهرجان عروض الأفلام السينمائية القصيرة في قصر ثقافة أسيوط بما عاناه كثيراً من الصمت الفني والثقافي مع ضرورة دعوة كبار المخرجين والمبدعين من كافة المحافظات لإثراء الحركة الفنية بالصعيد، قائلاً بأنه على الأقل سيستطيع الشباب تعلم التفكير الإبداعي في إخراج مشكلاتهم وآرائهم عبر أفلام سينمائية تساهم في تقديم رؤية واقعية لمواجهة الواقع الإجتماعي الصعب.
يذكر أن المهندس عبد الله الشريف كلية الحاسبات والمعلومات جامعة أسيوط تعلم فن السيناريو والإخراج بالمدرسة العربية للسينما والتليفزيون وأخرج العديد من الأفلام كان أخرها فيلم "مايتنسيش الدرس في أكتوبر" والذي فاز بجائزة مهرجان مؤسسة سعد زغلول للإبداع فضلاً عن مشاركتهم بمسرحيتين بالإضافة لإعتكافة حالياً على إعداد وإخراج فيلم توثيقي عن المركز الثقافي للكاتب الراحل أحمد بهاء الدين كنموذج لتكريم رحلة عطائه المبدع الراحل بالإضافة لإعداده في الفترة الحالية لفيلم آخر عن ثورة 25 يناير المصرية.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :