الخدمة .. محبة دون مقابل
سامية عياد
١١:
٠١
م +02:00 EET
الثلاثاء ٤ ديسمبر ٢٠١٨
عرض/ سامية عياد
علمنا الرب يسوع معنى الخدمة الحقيقية ، بمحبة لا حدود لها كان يدعو الخطاة الى التوبة ، كان قلبه يلهج بالحب وينفتح لكل المتألمين والمحتاجين والخطاة والخراف الضالة ، هل نحن فى خدمتنا أمناء مثل معلمنا الرب يسوع ؟ هل نخدم بمحبة وبذل دون انتظار منفعة أو مديح أو شكر؟ ...
نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال افريقيا فى مقاله "الخادم المحب" حدثنا عن المبادىء الروحية التى يحتاج لها الرعاة موضحا أن هناك بعض الأخطاء يقع فيها الخدام حذرنا منها حزقيال النبى ، اولا: رعاية الذات : يقول حزقيال النبى "ويل لرعاة إسرائيل الذين كانوا يرعون أنفسهم.." ، أصعب شىء أن ينصرف الراعى عن رعيته وبدلا من الاهتمام بهم نجده يهتم بنفسه ويجعل ذاته مركز للخدمة ، وكلما زادت مواهب الخادم فأن الذات تحاربه بشدة ويتجلى ذلك فى صور عدة منها الاهتمام بالكرامة الشخصية وانتظار المديح والشكر على الخدمة والاهتمام بالشعبية وسط المخدومين والاتجاه لربط المخدومين بشخصه ، وأن يكون هو صاحب الكلمة والسلطان فى الكنيسة وينسى أنه خادم ويظن نفسه معلما وفى داخله حب الراحة ويتجنب تعب الافتقاد والتحضير للخدمة ، لذا كان قول الرسول بولس "فإننا لسنا نكرز بأنفسنا" فالله يطلب من الإنسان أن يتخلى عن ذاته ويتعلم الحب الحقيقى الباذل وروح التكريس فى حياة الرب.
ثانيا: القسوة فى التعامل مع الرعية ، يقول حزقيال النبى ".. بشدة وعنف تسلطتم عليهم" ، الخاطىء يحتاج الى كلمة رقيقة تسنده وتعطيه رجاء أما القسوة والعنف فتفقدنا أبناءنا المتعبين ، لا نسلم بالخطايا ولا نقبلها بل بروح الوداعة نعلم ونحنو ونحافظ على تعاليم الإنجيل ، ثالثا: اعتبار الرعية مأكلا ، "غنمى صارت غنيمة وصارت غنمى مأكل" ، قد يهتم الخادم ببعض المخدومين من أجل المنفعة لا لأجل احتياجها للخدمة ، لذا على الخادم أن يكون كالأم التى تحب طفلها و تبذل ذاتها من أجله ، لا لأجل منفعة بل بسبب احتياجها واعتيادها للعطاء .
الحب يجعل قلب الخادم أمينا للرب وأمينا فى رعاية النفوس ، وأن يلتهب القلب بالحب وينفتح لكل المتألمين والمحتاجين والخطاة والخراف الضالة كما كان يفعل الرب يسوع ، بالحب يخرج الإنسان عن ذاته ، بالحب لا ينتظر الخادم أى مقابل عن خدمته ولا منفعة شخصية ، بالحب يحنو ويعطف على الخطاة دون أن يتنازل عن كلام الإنجيل .
الكلمات المتعلقة