سيد عبد العال ابن معروف و صاحب المعروف في تواضع وحكمة
سليمان شفيق
الاثنين ٣ ديسمبر ٢٠١٨
سليمان شفيق
كان اليسار يتهجئ احرف العلنية الاولي ، ربيع 1976، المؤتمر التأسيسي لمنبر اليسار، القاعة الكبري باللجنة المركزية ، وما بين النيل والقاعة ، كانت وجوة كثيرة تطل علي طول الوادي ، من عمق النهر في اسوان وحتي المصب في الثغر كانت وجوة تفيض نضالا ، جعلت خالد محيي الدين يقول :" نظرة واحة الي القاعة تكفي لتثبت من نحن ".
كان الشباب يتدفقون مع موج النيل ، وفي مرمي نضال موج الحزب في معروف كانت المعركة الاولي لمجلس الشعب 1976، معركة النائب قباري عبدلله ، وتحت مكتب الحاج رمزي والد زميلنا ميمي ، تعرفت علي الفتي سيد عبد العال ، جمجة فرعونية تحمل عبق الاجداد الذين نزحوا الي وسط البلد دفاعا عن قاهرة المعز ، وعينان لاتفقد بريق اتساعهما بكل ملامح الفراعنة ذو العيون المتسعة دوما و لاتخاف ، وابتسامة تحمل كل طيبة الحرفيين في شارع معروف ، جلسنا وتحدثنا ، وكان العمر حينذاك لايجيد الحوار الا عن الحب والعدل والثورة.
من 1976 وحتي 1978 ، كانت لقاءات سيد تفضح ملامح حب الوطن الذي لا ينفصل عن حبة لرفاق الدرب من النائب قباري عبدللة الي الكاتبة فتحية العسال ، وبدايات اتحاد الشباب التقدمي ، وعرق العمال المرتبط بأضراب عمال النقل العام في القاهرة في ديسمبر 1976 .. وصولا للتصدي لاتفاقيات كامب ديفيد مرورا بأنتفاضة 18و19 يناير 1977 ، كان سيد عبد العال الجندي المجهول المحرك لكثير من الامور في تواضع وحكمة تتخطي شبابة الذي كان يتخفي خلف الحكمة فيبدو اكبر من عمرة ، وحتي في السجون التي استطاعت ان تغلق ابوابها علية .. كان افق سيد اكبر من ابواب السجان واعلي من أسوار السجن .
تجمل عبء رفاقة بدون ضجيج ، أعطاهم واعطاني في صمت ، لم تفارقة ابتسامتة حتي تحت التعذيب ، ولم يتباهي ابدا بقدرتة علي تحمل مالا يتحملة احد .
نجدة دائما في معروف صاحب معروف ، كنت انا الفتي المغترب القادم من الصعيد "المنيا" المحترف في الحزب، لا اجد راحتي الا في خلوة سيد وحضرتة بمعروف ، حيث المأكل والمشرب و"مبالغ السلف" التي غالبا لاترد؟!!
كان قلبة يتسع للجميع ، ومن المقر المركزي بطلعت حرب وحتي شارع معروف ، أول من يستيقظ واخر من ينام ، وأول من يحلم ، يتنقل في هدوء كالنهر ولا بيت له الا الشارع وما اكثر أهلة ، حتي انني لم اعرف ان ل سيد منزل في شارع 26 يوليو الا بعد عدة اعوام من معرفتة ، لانة كان مع الناس في معروف يصنع معروف ، ومن حب الوطن ينبثق حب صفاء الطوخي ، وتولد من رحم النضال الجميلة جميلة بنت الايام الخوالي واقتران العام بالخاص فحملت فن امها صفاء ،وطلاقة جدتها فتحية العسال، ونضال ابيها السيد ، وجمال اجمل فترات سيد واليسار والوطن .
كان الحب حينذاك يتدفق من عمق الوطن ، والابناء يولدون مع "حورس" من عمق النهر ، وكان سيد عبد العال يعطي ولا ينتظر المقابل ، ينفق ولا يحسب المال ، كانت هموم الجميع يحملها في قلبة من سنين نضال مختلفة حتي صار رئيسا للحزب خلفا لعظماء اليسار خالد محيي الدين ورفعت السعيد ، فصار خير خلف لخير سلف ، وتحول المكتب الخشبي بالمقر الي مكتب له ، وكأنة لايريد ان يخفي مكتب تواضعة ، وعبر كرسية في معروف الي طلعت حرب بنفس الملامح والحب للناس .
حتي حينما تم تعيينة في مجلس النواب لم يتغلب سيد النائب علي سيد "الشعبي" ابن معروف ، وقال سيد عبد العال، فى أول تصريح له بعد إعلان تعيينه فى مجلس النواب"أن القضية الأساسية التى تشغل حزب التجمع ونوابه داخل البرلمان هى حماية الدستور من أى محاولة لانتهاكه لاسيما فيما يخص قضايا العدالة الاجتماعية"، مشيراً فى الوقت نفسه إلى انه "سيسعى لمراجعة القوانين الاقتصادية التى صدرت خلال الـ30 عاماً الماضية وتعطى مشروعية قانونية للفساد، وأضاف عبد العال لـ"اليوم السابع": نحتاج أن نطرح رؤية اقتصادية تفتح الباب لشعب مصر للانتقال إلى القرن الـ21 عبر البرلمان، مشيرا إلى أن هناك مطالب جماهيرية سيتضامن معها كثير من النواب".
وفي خضم ترتيب اوضاع الحزب للاعداد للمؤتمر العام ،ناء القلب بعد ان اضناة عشق الحزب وهمومة ، فأشتكي القلب ولم يشتكي سيد ، واجريت لة عملية قلب مفتوح للقلب المفتوح دائما لكل هموم الوطن واليسار.
كلمتة قبل العملية بدقائق .. وبعد ان فاق من البنج ، كانت ابتسامتة تتخطي ألامة ، وكأنة يجلس بجواري في معروف يجوب يصنع المعروف .
سلامتك يا رفيقي الحبيب وفي انتظارك لكي نكمل حلم الوطن ، القادم من أعماق الجرح واحلام اليسارين العشاق للعدل والحرية .
في انتظارك يا ريس .